جيش التحرير الشيعي.. تحرير ماذا وممن؟!
ياسر الزعاترة
وقال العميد محمد علي فلكي، في لقاء صحافي مع موقع «مشرق نيوز» الإيراني الشهير، إن «لواء «فاطميون» الأفغاني الشيعي، الذي يشارك وبشكل واسع في الحرب السورية، يعدّ نواة الجيش الذي نتطلع إلى بنائه وتشكيله، ليضم ويوحّد جميع الشيعة من كافة الأقوام في العالم».
ارتبك المتحدثون الإيرانيون الذين استضافتهم بعض القنوات في تفسير التصريح، فيما صمت عنه إعلام التابعية الإيرانية كأنه لم يكن.
حوار نصر الله مع المنار جاء في اليوم التالي، ولا يُعرف هل كان يرد على التصريح أم لا حين قال إن أكثر من يقاتلون مع بشار هم من السنّة (كذب بالطبع)، نافيا بالطبع وجود صراع سنّي شيعي؟!
وفيما كان المتحدث الأول يشير إلى أن هدف الجيش هو محوُ إسرائيل من الوجود خلال عشرين عاما، فإن أحدا لم يأخذ هذا التصريح على محمل الجد، لاسيَّما أن احتفال «الممانعين» المرتبك بانطلاق القاذفات الروسية من قاعدة همدان الإيرانية لم يكن إلا بسبب حقيقة أن بوتن هو الأحرص على أمن الكيان الصهيوني، حتى من الأميركان أنفسهم.
يكشف التصريح المشار إليه حقيقة الارتباك الإيراني، ومن ورائه رموز التابعية حيال هذا الحريق الذي يأكل المنطقة، ولا يربح منه سوى الكيان الصهيوني، فهم يراوحون بين خطاب مذهبي من العيار الثقيل، يعتبر أن هذه الحرب «المقدسة» هي مقدمة لظهور المهدي، وتصحيح «أخطاء التاريخ» منذ سقيفة بني ساعدة ولغاية الآن، وهو خطاب ضروري لحشد الحاضنة الشيعية في حرب تبدو عدمية، وبين خطاب آخر يركز نظره على ما تبقى من تأييد في أوساط الغالبية السنيّة تمثله بعض النخب البسيطة التي لا تجد لها حضورا في الواقع الشعبي، لكن المشكلة أن الخطاب والتبرير اليومي لم يعد يجدي، فهذه الحرب باتت مفضوحة تماما، ليس بالصور والفيديوهات وحسب، بل بالموت الذي يُصَبُّ على رؤوس الأبرياء هنا وهناك، بخاصة في سوريا.
ما يخفيه الحديث عن «جيش التحرير الشيعي» الذي يتشكل من شيعة العالم، هو أن الشعب الإيراني لا يبدو في مزاج الدخول في هذه المتاهة، وهو إلى خطاب الإصلاحيين أقرب منه إلى خطاب الأحلام والأساطير الذي يوزعه أتباع خامنئي هنا وهناك.
وفيما كان المتحدث الأول يشير إلى أن هدف الجيش هو محوُ إسرائيل من الوجود خلال عشرين عاما، فإن أحدا لم يأخذ هذا التصريح على محمل الجد، لاسيَّما أن احتفال «الممانعين» المرتبك بانطلاق القاذفات الروسية من قاعدة همدان الإيرانية لم يكن إلا بسبب حقيقة أن بوتن هو الأحرص على أمن الكيان الصهيوني، حتى من الأميركان أنفسهم.
يكشف التصريح المشار إليه حقيقة الارتباك الإيراني، ومن ورائه رموز التابعية حيال هذا الحريق الذي يأكل المنطقة، ولا يربح منه سوى الكيان الصهيوني، فهم يراوحون بين خطاب مذهبي من العيار الثقيل، يعتبر أن هذه الحرب «المقدسة» هي مقدمة لظهور المهدي، وتصحيح «أخطاء التاريخ» منذ سقيفة بني ساعدة ولغاية الآن، وهو خطاب ضروري لحشد الحاضنة الشيعية في حرب تبدو عدمية، وبين خطاب آخر يركز نظره على ما تبقى من تأييد في أوساط الغالبية السنيّة تمثله بعض النخب البسيطة التي لا تجد لها حضورا في الواقع الشعبي، لكن المشكلة أن الخطاب والتبرير اليومي لم يعد يجدي، فهذه الحرب باتت مفضوحة تماما، ليس بالصور والفيديوهات وحسب، بل بالموت الذي يُصَبُّ على رؤوس الأبرياء هنا وهناك، بخاصة في سوريا.
ما يخفيه الحديث عن «جيش التحرير الشيعي» الذي يتشكل من شيعة العالم، هو أن الشعب الإيراني لا يبدو في مزاج الدخول في هذه المتاهة، وهو إلى خطاب الإصلاحيين أقرب منه إلى خطاب الأحلام والأساطير الذي يوزعه أتباع خامنئي هنا وهناك.
الشعب الإيراني الذي خرج مساعد وزير صحته ليقول إن 30 في المئة منه يعاني من الجوع، رغم أننا إزاء بلد غني جدا بثرواته..
هذا الشعب لم يعد يشتري بضاعة من هذا النوع، والحل هو خوض المعركة بالشيعة الآخرين الذين يمكن شحنهم مذهبيا، وباستغلال للمشاكل القائمة في بعض الدول.
لذلك كله ينبغي على حسن نصر الله أن يواصل الخطابة بشكل شبه أسبوعي لكي تستخدم وسائل إعلام إيران كلامه في سياق الحشد، هو الذي يحظى في الأوساط الشيعية بمكانة كبيرة، لكنه يواجه أيضا معضلة الغالبية في الأمة، والذين يصعب عليه تجاهلهم، فيقع في التناقض والارتباك.
إنه الوهم وغرور القوة الذي يجعل خامنئي وحفنة من المحافظين حوله؛ مع أتباع هنا وهناك يعتقدون أن بوسعهم تغيير حقائق التاريخ والجغرافيا في المنطقة، لكن رؤوسهم ستصطدم بالجدار المسدود لا محالة، ولكن بعد أن يستنزفوا أنفسهم وكل المنطقة، ويجعلونها في حاجة لزمن طويل من الترميم حتى تستعيد ذاتها، والتعايش بين أقلياتها. فأي عقل كليل وضمير عليل؟!!;
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق