قصيدة عمــران !!
عمرانُ ليس لوحدهِ عمرانُ
فاسْأل إذا شئتَ الأُلى قد خانوا
كم من ألوفٍ قبلهُ قد مُزِّقـوا
قد هُدَّ فوق رؤسهم عُمرانُ
يا من تباكيتم على عُمْراننا
والقصفُ يأتي منكمُ ، نيرانُ
كفُّوا دموع نفاقكم ، لانبتغي
دمع النفاق ، وخلفهُ العدوانُ
عمران مالك قد صمتَّ ولم تقل
شيئا ، أصمتكَ سِرُّهُ الأحزانُ
أم قد يئستَ من الكلام لعالَمٍ
ما عـاد يحكم أمرَهُ الإنسانُ
هم كالوحوش بل الوحوشُ لطيفةٌ
إنْ قِسْتَها ، وتكلَّمُ الميزانُ
لا ضيرَ ، صمْتكَ قد غدا متحدثا
في شكلهِ المضمونُ والعنوانُ
ليس البيانُ بكلّ حالٍ ناطقاً
فالصمتُ أحيـانا بهِ تبيـانُ
إني لأسمع في صُماتكَ صرخةً
أصغت لهولِ دويِّها الآذانُ
دعني ألخّصها وأكشف سرَّها
شعري بها بين الأنامِ لسانُ
صاحت تقول أليسَ فيكم أمتي
سعدٌ تكبّـرُ خلـفهُ الفرسانُ
أو فاتحٌ من نسلٍ معتصمٍ لهُ
سيفٌ تخـرُّ لحدِّهِ الرومانُ
أو قلْ صلاح الدين يأتي منقذا
أم أنَّهــم ما عادت الأزمـانُ
ما عادت الأزمانُ تنجبُ مثلهم
عقــْــمٌ بكم ، أم ذِلةٌ وهوانُ؟!
يا أمتي : والله لستُ بغاضـبٍ
مــن كافرٍ قــد أزَّهُ الكُفرانُ
قد جاء تملأُ صدرَهُ أحقادُهُ
جندٌ يقود زمامَها الشيطانُ
قد رنَّ لمّا أنْ رأى بشآمنا
هذا الجهاد يقودُهُ الإيمـانُ
لكنْ من الخذلانِ قضَّ مضاجعي
ما زادَ معضلتي هو الخــوّانُ
من حاكمٍ في أمّتي في حصنها
قد "وظّفتـْهُ" بحصننا الصُّلبانُ
قد صار همُّ همومِهِ قمعَ الأُلى
من أجـلِ رفعةِ أمّتي ماهانوا
يقضي النهار بنهب ثروة أمةٍ
والليلُ لـذّاتٌ بــها خُسْرانُ
يعطي كلاما بالنفاق منمّقاً
والفعلُ في ظهر الشآم سِنانُ
يا أمّتي رُدّي إلى عزّ مضى
عزِّ بديــنِ المصطفى يزدانُ
نحيـا وبينَ المسلمين أخوّةٌ
غرّاءُ يجمعُ بينها الرحمنُ
نعلو بحدّ سلاحنا من صنعنا
والعدلُ يحكمُ نهجنا القرآنُ
هذا الذي قد كان عمرانٌ بهِ
قد كاد ينطقُ ، والقصيد بيانُ
حامد بن عبدالله العلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق