الحلف الإسلامي والتماسك الاجتماعي هو الحل
رؤية غير سياسية لإنقاذ سورية
مضر أبو الهيجاء
أيها المسلمون ستذهب ريحكم في سورية مهما تألقتم في المرحلة الانتقالية إذا لم تلتزموا بقانون وسنة إلهية.
إن عدم مصافحة أحمد الشرع لوزيرة الخارجية الفرنسية ليس الاختبار الحقيقي -لاسيما وفي الموقف تألق وارضاء جمهور ونجومية- ، بل إن الاختبار الحقيقي هو في إقبال أحمد الشرع مهرولا ومقبلا ليد عالم رباني يشهد له البشر والحجر والشجر.
ها هو قد عاد الشيخ أسامة الرفاعي لدمشق الإسلام متواضعا مطأطئًا الرأس لربه ساجدا وشاكرا، ولمسجده مهرولا ليستكمل طريق الدعوة.
من نافلة القول إن الغطرسة والاحتقار التي تعامل بها وزراء خارجية فرنسا وألمانيا مع السوريين تنم عن عقلية صليبية استعمارية، وتعلن تحديا من جديد في أرض كانت تحلبها وتصنع فيها العبيد، فإذا بها تتحرر من جديد معلنة شعارها الوحيد إسلامية إسلامية لا شرقية ولا غربية.
فهل يمكن أن تنجو سورية من الأفعى الغربية والتي جاءت لتصنع سورية الثانية -بعد أن صنعت سورية الأولى- لتفوت على الثوار الأحرار وكرام أهل الشام صناعة سورية الجديدة المنسجمة مع هويتها العربية والإسلامية العريقة؟
لن تنجو سوريا كما لم تنجو غيرها من التجارب التي سبقتها الا إذا تمثلت قيادتها الحق في جانبيه الشرعي والواقعي، حيث يستدعي الأول الإيمان بالله والالتزام بشرعه، ويستدعي الثاني تحقيق صورة العمل الجماعي وتجسيده واقعا سياسيا اجتماعيا انطلاقا من عقيدة الإخوة الإيمانية.
إن ثورة الشام المباركة هي طلقة القرن الأخيرة، فإن أصابت فهي بداية الصعود في الأمة، وإن خابت -بسبب أخطاء قياداتها وقصور وعيهم وضعف مسؤوليتهم- فالأمة على موعد مع استعباد وذل جديد واحتقار كبير، تعبر عنه عيون وزير خارجية فرنسا، ويفيض منه قيح وفيح كلمات الأفعى الألمانية.
فهل يفعلها أحمد الشرع.. وينقاد للشرع.. ويتمثل قول ربه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين، ويذهب مهرولا لشيخ الشام ليجسر الهوة ويحقق الحلف السياسي واللحمة المجتمعية، فيصنع النموذج الإسلامي المعاصر فيما مكنه الله من أدوات وسلطة؟
أم يعيد تكرار المجرب ليكون هو وتجربته حالة انتقالية في مرحلة انتقالية سيذهب ريحها ويذهب معها ريحنا جميعا، ويدوسنا الغرب من جديد ويشرب على دمائنا نخبه؟
أحمد الشرع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق