الأربعاء، 17 سبتمبر 2014

" داعش " مصيدة أمريكية جديدة !

" داعش " مصيدة أمريكية جديدة !

شعبان عبد الرحمن

كاتب مصري ـ مدير تحرير مجلة "المجتمع"
تحالف من أربعين دولة لمواجهة تنظيم مثل " داعش " .. هل هذا يدخل العقل ؟!
هل أمريكا بجلالة قدرها .. عاجزة عن القضاء علي عدة آلاف من المسلحين .. وهل جيوش المنطقة الجرارة تعجز عن القضاء عليهم ..إن كان حقا مطلوب القضاء عليهم ؟!.

أفهم أن يقوم تحالف من هذا النوع وبهذا العدد لمواجهة تحالف مماثل أو قوة عظمي .. فعندما قررت الولايات المتحدة غزو فيتنام الشمالية شكلت تحالفا من ست دول في مواجهة تحالف من قوي عظمي هي الصين والاتحاد السوفييتي إضافة للبلد المستهدف ( فيتنام الشمالية ) ..

أما في حالة " داعش " فقد وصل التحالف الأمريكي إلي أربعين دولة .. العالم كله يقف علي قدم وساق استعدادا للهجوم علي " داعش ".. وكأن " داعش " باتت تدق أبواب البيت الأبيض !!

الهدف الظاهر.. تخليص المنطقة من رعب وهول " داعش الذي "يوشك أن يحرق الأخضر اليابس .. ثم يختفي اسم " داعش" رويدا رويدا لتحل محله حرب شاملة ساحقة لكل القوي والحركات المعارضة للسياسة الأمريكية والاستعمار الأمريكي في المنطقة .. ستكون حربا ساحقة للمكون السني في المنطقة وقواه الفاعلة بل و ساحقة لدول بأكملها وربما تطول دولا مؤيدة لذلك التحالف .


لن ينفض أمر ذلك التحالف حتي يتم تمزيق أراض وتبديد قوي وتمزيق جيوش ونهب ثروات وتأميمها أكثر لصالح المستعمر الأمريكي وساعده الأيمن إيران . تذكروا كل التحالفات التي صنعتها أمريكا من قبل عبر التاريخ وكيف كانت نهايتها !
هكذا فعلت أمريكا مع فيتنام الشمالية إذ شكلت تحالفا دوليا ضدها بدعوي الدفاع عن فيتنام الجنوبية وشنت عليها حربا استمرت ثماني سنوات ( 1965- 1973م ) ..

سقط فيها مليون ومئة ألف قتيل وثلاثة ملايين جريح ونحو 13 مليون لاجئ ( ويكيبيديا)

ولم تخرج من هناك إلا بعد شفط بحيرات النفط التي اكتشفتها الشركات الأمريكية ولم تبق منها قطرة واحدة .. وضاعت القضية الرئيسية التي أعلنت التدخل بسببها وهي الدفاع عن فيتنام الجنوبية !
هل نسيتم التحالف الدولي الذي شكلته أمريكا ضد أفغانستان عام 2001م بدعوي القضاء علي تنظيم القاعدة بحكم أن ذلك التنظيم هو من دبر تفجيرات 11 سبتمبر ..

لقد كان ذلك التحالف مصحوبا بحملة دعائية تم خلالها استحضار عفريت القاعدة ... يومها بشرت العالم بالسلم والهدوء ..وغزت أمريكا أفغانستان وحولتها إلي ركام وقتلت أكثر من خمسين ألف أفغاني وباكستاني ونصبت قواعدها ولم تخرج حتي اليوم .. ولم يتم القضاء لا علي القاعدة ولا علي طالبان ولم يتحقق ..لا سلم ولا هدوء !.

وهل نسيتم التحالف الدولي عام 2003م من 34 دولة ، هي هي نفس دول تحالف اليوم تقريبا ضد داعش ؟ يومها أوصلت الدعاية السوداء العالم ليضع يده علي قلبه شوقا للتخلص من النظام العراقي وما يمتلكه من ترسانة نووية وتحقيق الهدوء والرخاء في المنطقة بأسرها ( راجع التصريحات والدعاية في تلك الفترة ) وغزت أمريكا العراق ولم نسمع أنها وجدت سلاحا نوويا هناك .. 

فقط ما تابعناه ونتابعه حتي اليوم هو تحويل ذلك البلد إلي خراب وقتل ما يقرب من المليون ونصف المليون عراقي ( صحيفة إنفورمايشين كليرينغ هاوس في إحصائية نشرتها على موقعها الاثنين 4/ 10 / 2011) ثم تسليم البلد لنظام أشد دموية ويقوم بحراسة عمليات النهب الأمريكي المتواصل لنفط العراق وثرواته مقابل عمولة يشفط من خلالها ما يشاء .. ومازالت أمريكا موجودة هناك ولن ترحل !
" داعش " .. مصيدة أمريكية جديدة لالتهام المنطقة ..والتحالف الجديد – كغيره - ظاهرة الرحمة بالإنسان وباطنه أفعي تلتهم المزيد دون أن تشبع !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق