الثلاثاء، 3 يونيو 2014

هنا القاهرة

هنا القاهرة ... 

 رائعة الشاعر : خالد الطبلاوي



إذا ما نظـرتَ من الطـائرةْ .....

ستعـرفُ أنّ هُــنا القـاهرةْ

وأن الذي شقـها ليس نيــــلاً .....

ولكنها طـعنةٌ غـادرةْ

هنا ثورةٌ قد محـاها الغـــباء .....

ودنيا تُمـزّقُ في الآخـرةْ

هنا مصــرُ تفقـــدُ أبناءَها .....

وفي عينــها نظـــــرةٌ حائـرةْ

هنا الدمُّ يجري على الأرضِ ماء ...

هنـا يُقصـفُ الفكرُ بالطائرةْ

هـنا المسـرحياتُ والمخرجون ......

قطــارٌ يســـــيرُ بلا قاطرةْ

وقِــسٌّ تجلّــى / وشيــخٌ تخلّـى ....

لتشــــرحَ ملتَنا العاهـرةْ

وشيـخٌ تحلّى بعقـــدِ الفتاوى ......

وشيخٌ تــدورُ به الـدائرةْ

وآخـرُ في الجُبِ ثـــاروا عليهِ ......

وألقــوه في ليلةٍ غـابرةْ

وفـوقَ المــسـاجدِ راح الصليبُ ......

يبـوحُ بترنيمةٍ ماكــــرةْ

هــنا النـاسُ تصــنعُ ثوراتِها ......

وتأكلـها عجـــوةً فـاخرةْ

هــنا الجنـدُ غـادرَ كلَ الحدودِ ......

ليضربَ في القلبِ والخاصرةْ

هـنا المـوتُ أقربُ من ناظريْكَ ......

يواتيكَ في البـردِ والهاجرةْ

فإن شِئتَ ذبحاً / وإن شِئتَ حرقاً ......

وإن شئتَ من طلقةٍ غادرةْ

وللأرضِ عطــرٌ من الراحـلين ......

بمسك دمائهمُ الطــاهرةْ

هـنا الثابتـون / هنا الصامدون ......

وأحلامهم للـردَى عـــابرةْ

فـإن عشـــتَ كنتَ مع الميتين ......

وتلك إذاً كـــرّةٌ خاسـرةْ

وإن شـئتَ فامضِ مع الخـالدين ......

إلى جنةٍ بالرضـــا عامرةْ .

هناك تعليق واحد: