الأربعاء، 10 سبتمبر 2014

باحث أمريكي: نظام السيسي يؤمم الدين

باحث أمريكي: نظام السيسي يؤمم الدين



وصف الباحث الأمريكي ناثان براون زميل معهد كارنيجي للسلام الدولي القيود التي يضعها النظام المصري، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي على المساجد، بأنها خطة "لتأميم الدين"، وقال "بات من الصعب أن تكون متدينا في مصر".

جاء ذلك في إطار تقرير مطول نشرته صحيفة جلوبال بوست حول دخول المساجد حلبة الصراع السياسي في إطار "الحرب بين الإسلاميين، والدولة العميقة القمعية العسكرية"، ما تسبب في عزوف بعض الشباب عن الذهاب إلى المساجد، لعدم الشعور بالراحة في ظل هذه الأجواء.

وقال الباحث الأمريكي ناثان براون، الزميل بمعهد كارنيجي للسلام الدولي
”تسبب الصراع في زيادة صعوبة أن تكون "متدينا"، ومضى يقول ”لم تعد تستطيع تجنب السياسة في العديد من المساجد".
واستطرد التقرير أن بعض المصريين لم يعودوا يؤدون الصلوات المفروضة في المساجد، لعدم شعورهم بالراحة في مثل هذه الظروف، ويفضلون تأديتها في المنزل.

وأوردت الصحيفة مثالا لمصري يدعى "شريف الصباحي" (20 سنة) قالت إنه نموذج لمسلم مصري كان يؤدي تعاليم دينه بكل جد لكنه لم يعد الآن كذلك، ولا يحضر إلا دقائق معدودة من خطبة الجمعة.

ونقلت عن الصباحي قوله:”السياسة لا يجب أن تختلط بالدين، وعندما يحدث ذلك، تصل الأمور إلى مرحلة القبح..حين يصبح الدين نوعا من السلاح تستخدمه الأنظمة المتعاقبة".

ووصف الصباحي خطب الجمعة بعد عزل مرسي في يوليو الماضي بأنها أصبحت "مملة ومكررة، وتنقل وجهات نظر السلطات الحاكمة"، وتابع: ” لذلك لم أعد أذهب إلا في نهاية الخطبة، قبل دقائق قليلة من إقامة الصلاة"

ولفت التقرير المطول إلى أن وزارة الأوقاف خلال الشهور الأخيرة، وضعت قيودا صارمة، لتشديد قبضة الدولة على التجمعات الدينية، بينها قرار بفصل أكثر من 10 آلاف داعية، وإغلاق آلاف المساجد الصغيرة، غير الرسمية.

وعلاوة على ذلك، تملي الحكومة موضوعات خطبة الجمعة، التي قصرت إلقاءها على خريجي الأزهر ، فيما تم حظر الأئمة الأخرى، بصرف النظر عن مؤهلاتهم.

وتابع براون :
” السيسي بدأ حكمه بالتعهد بمحاربة "تطرف" الإخوان، ونزع السياسة عن الدين"، لكن براون يعلق قائلا: ”بدلا من فعل ذلك..تكشف القوانين المفروضة عن خطة لتأميم الدين".

واعتبر الباحث الأمريكي أن خطة السيسي لتوحيد الخطاب الديني سرعان ما باتت أداة لخنق المعارضة، واستطرد:يستطيعون تنفيذ القمع متى يشاءون، وبات الأمر بمثابة سيف يحوم فوق أشكال شعبية من التعبير الديني، وتجريم ما يعتبره الكثير من الأشخاص سلوكا عاديا".

وقال الشيخ محمد نصيري، الأمين العام السابق لنقابة الأئمة إنه خسر منصبه بعد أن ألقى خطبة في اعتصام رابعة العدوية الذي فضته السلطات في 14 أغسطس، ومضى يقول: ” منذ ذلك الوقت بدأ ملاحقة الأئمة الذين لديهم علاقات مع الإخوان، ودخلوا السجون باتهامات مختلقة تتضمن تمويل جماعة إرهابية".

وأضاف نصيري: ” القيود ترهب المصلين"، متهما الحكومة بإبعاد الشباب عن المساجد، وخلق جيل يفتقد الأخلاق".

وامتدت القيود لتشمل الشيوخ الأزهريين ذاتهم، حيث قال الشيخ أحمد كريمة، خلال مقابلة تلفزيونية مع فضائية المحور في 28 يونية: ” أشعر أن وزارة الأوقاف تدار بغطاء أمني".

ونقلت الصحيفة مجددا عن الصباحي قوله:
” ثقافة الخوف تجعل من المستحيل على الأئمة التطرق إلى المواضيع الصعبة التي تواجه المصريون..فبعد مذبحة رابعة على سبيل المثال، كان الشعب يحتاج إلى الطمأنينة والإرشاد...الإمام هو الشخص الذي تذهب إليه لطرح عليه أسئلة دينية وحياتية، لكنني لم أعد أشعر بالراحة لفعل ذلك، لمعرفتي أن الأئمة موجهون سياسيا".

وعلى الجانب الآخر، قال الشيخ أحمد عبد الرحيم، أحد الأئمة الأزهريين إن الداعية السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل كان وأنصاره "يحتلون" المسجد"، كل سبت، قبل عزل مرسي، ولم يكن يستطيع منعهم، على حد قوله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق