محمد الأسواني
إن الحملة العدائية لدولة فرنسا ضد الشعب المالى قد أيقظت روح الكراهية المتأصلة في نفوس الكثيريين ممن يتعاطون المخدر الصهيونى ولذا نجد تصاعد وتيرة التشوية المتعمد عبر مؤسساتهم الإعلامية مثل ( سى إن إن ) التى تسوق الشريعة الإسلامية على كونها تتعارض وحقوق الإنسان حيث خبراتهم والإصطياد في الماء العكر وكما ولو أنهم أتوا بالصيد الثمين بإستضافتهم لشخصيين يقولون بأن شيوخ دولة مالى نفذوا عليهم حكم الشريعة بقطع أيديهم وأنهم يعانون الفقر بسبب العجز الذى لحقهم من جراء قطع أيديهم وكما و لو إن المسلمين لا يشغلهم شيئ في الدنيا سوى تقطيع يدى السارق ولا يسألهم السآئل كم من مئات الأمنين قد روعهم هؤلاء المعتدين الذين سرقوا أهاليهم الفقراء وماذا ترتب على هذه السرقة بالإكراه من إغتصابات وتقتيل للمدافعين عن أنفسهم وإن كان بغير قصد إلا وإنه كان نتيجة حتمية لتلك السرقات المتكررة لهؤلاء
وهكذا حال الإعلام المُغرض والغير منصف في بلاد الغرب الذى يصور لك الحالة من زاوية واحدة وهى ما حدث للسارق من جراء العقوبة وفي نفس الوقت نحن لا نغفل ضياع العدالة الإجتماعية في أغلب البلاد الأفريقية ولكن هذا ليس بسبب المسلمين أنفسهم ولكن جراء الأنظمة العلمانية التى تركها الغرب المحتل و التى هى أصبحت محترفة في الفساد ونهب شعوبهم وتركهم لهم يعيشون الفقر المتقع وعندما أرادت تلك الشعوب أن تحكم فيما بينها وبإستخدامهم لأنظمتهم العادلة التى تراها في شرع الله الذى سيكون الجميع أمامه سواء نجد جيوش أوروبا على أعتاب بلدان المسلمين لإعادة إحتلالها وإبادت شعوبها بحجة حماية الأقليات
بينما شريعتنا ليس كما يظنون فلننظر إلى تاريخنا ولنا في الرسول الكريم القضوة الحسنة حيث المثل الأعلى (عن عائشة . أن قريشاً أهمّهم المرأة المخزومية التي سرقت ، فقالوا : من يكلم فيها رسول الله ، ومن يجترىء عليه إلا اسامة ، فكلمه أسامة ، فقال الرسول : أتشفع في حد من حدود الله ، ثم خطب فقال : إنما أهلك من كان قبلكم إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد ، وايم الله ! لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ، فأمر النبي بقطع يدها .)
وهكذا يتضح العدالة الإجتماعية في عدم التمييز في تنفيذ الأحكام بين أبناء الأمة إلا وإنه في الجانب الأخر من العالم وتحديداً في الولايات المتحدة الأمريكية حيث نجد القوانين تسمح للمواطن الأمريكى حمل السلاح وإستخدامه للدفاع عن نفسه في حال الإعتداء عليه وكم من ألاف السرقات التى تمت ومنها ما ترتب عليه من جرائم للقتل وفي حال قتل السارق لا يُعاقب القاتل وقد تابعنا عبر شاشاتهم التلفويونية العشرات من سرقات البنوك وقد تم تعقب السارقين من قبل الشرطة الأمريكية وعندما حاول اللصوص الإفلات قد تم إطلاق النار عليهم وأردوهم قتلى على قارعة الطرقات وهذا فقط عندما حاولوا الفرار ألا يثير هذا المشهد و هؤلاء القتلى من اللصوص شفقة أدعياء حقوق الإنسان في العالم الغربي فكيف لهم يوقفون الدنيا ولم يقعدوها على ذلك السارق في دولة مثل مالى ولم يتحدثون عن الاف القتلى سنوياً بالأسلحة النارية في جميع أركان بلدانهم والعجيب في الأمر نجد التعتيم الإعلامى حول القانون الجنائي الأمريكى الذي يعدم الاف من البشر ! أين شفقة الحقوقيين من تلك الإعدامات أليس هذه إبادة جماعية وإهدار لحق الإنسان في الحياة !! وهل تتذكرون ذلك الجندى الأمريكى ( حيث توجية الاتهام له في العراق بنشر معلومات سرية ) هل تعلمون ماذا حدث لهذا الجندى فقد تم إعدامه ولم تقطع يديه فقط ونحن بدورنا نقول لهم مالكم تحكمون بالظلم وتتمادون في نشر الأكاذيب حول شريعة المسلمين التى نجد فيها الحدود التى تتيح فرصة الصفح والعفو أكثر مما تظنون إنها شريعة متسلطة على رقاب العباد أو كما هو حادث في قانون العقوبات الأمريكى أو القوانيين الجنائية في بعض بلاد الغرب .