الاثنين، 26 يناير 2015

“البارونة سعيدة وارسي”: بريطانيا تنتهج سياسة فاشلة مع مسلميها

“البارونة سعيدة وارسي”: بريطانيا تنتهج سياسة فاشلة مع مسلميها

متابعة – التقرير
انتقدت وزيرة الدولة السابقة بوزارة الخارجية البريطانية، البارونة سعيدة وارسي، سياسة الحكومة البريطانية إزاء المجتمع المسلم في المملكة المتحدة، واعتبرت “وارسي” التي قدمت استقالتها من منصبها في آب/أغسطس 2014 بسبب سياسات بلادها تجاه قطاع غزة، أن الحكومة البريطانية انتهجت سياسة فاشلة في التعامل مع 3 ملايين مسلم يعيشون في البلاد، الأمر الذي أشاع “أجواءً من القلق”.

وتطرقت “وارسي” في مقال لها نشر في صحيفة “أوبزرفر” البريطانية إلى الرسالة التي وجهها “إريك بيكلز”، وزير الدولة لشؤون المجتمعات والحكومة المحلية بالخارجية البريطانية، الشهر الجاري إلى قيادات في المجتمع الإسلامي في بريطانيا، حمّل فيها المسلمين وحدهم مسؤولية إيجاد حل لمسألة التطرف بين الشباب المسلم، مشيرة أنها كانت تطرح مثل هذه الموضوعات على طاولة البحث مع الحكومة، وشددت مرارًا على ضرورة التواصل مع طيف أوسع من المجتمع المسلم وأفراده.

ودعت “وراسي” القيادات الإسلامية إلى بذل مزيد من الجهود للحد من التطرف، مشيرة أن المجتمع المسلم بات في حالة قلق، خصوصًا بعد الهجمات التي شهدتها فرنسا مؤخرًا، وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، قد عيّن “وارسي”، عام 2010 في منصب وزيرة في حكومته الائتلافية، لتكون أول مسلمة تشغل منصبًا وزاريًا في تاريخ بريطانيا، وتنحدر “وارسي” من الجزء الباكستاني من إقليم كشمير المتنازع عليه مع الهند، وتعتبر شخصية قيادية في حزب المحافظين الذي ينحدر منه “كاميرون”.

واختيرت البارونة سعيدة حسين وارسي، لتكون أول وزيرة مسلمة في بريطانيا، من خلال توليها منصب كبيرة وزراء الدولة بوزارة الخارجية، وليعكس تحول لندن في سياسة تعاملها مع الدول الإسلامية، لكنها قدمت استقالتها احتجاجًا على سياسة بريطانيا تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة.

ولدت وارسي في 28 مارس عام 1971، وهي الطفلة الثانية لوالدها الذي لديه خمس فتيات، ولدت في ديوسبري غرب ريدنج أوف يوركشاير، من المهاجرين الباكستانيين، بدأ والدها حياته العملية كعامل في مطحنة وتمكن من عمل شركة رأس مالها 2 مليون جنيه إسترليني، ودائما ما تفتخر وارسي، بنجاح والدها مما جعلها تتبني مبادئ وأفكار المحافظين، وتزوجت وارسي من ابن عمها “نعيم” في عام 1990، وطلقت منه في عام 2007، ولديها ابنة تدعى آمنة، ثم تزوجت مرة ثانية في عام 2009 من افتخار عاظم ولديهم أربعة أبناء.

درست “وارسي” القانون في كلية ديوسبري بجامعة ليدز وعملت كمحامية، وبدأت حياتها السياسية منذ أن كانت طالبة عندما انتخبت نائبًا لرئيس اتحاد الطلاب في كلية ديوسبرى، تم اختيارها لعضوية مجلس اللوردات عن حزب المحافظين قبل عدة سنوات، وشغلت عدة مناصب في حكومة الظل لحزب المحافظين من بينهم منصب وزيرة ترابط المجتمع والعمل الاجتماعى في حكومة الظل البريطانية عام 2007، كما أنها شغلت سابقًا منصب نائب رئيس الحزب، ومن بين أشهر مواقفها السياسية: إطلاق سراح المعلمة البريطانية جيليان جيبونز، التي اعتقلتها السلطات السودانية عام 2007، وقدمتها للمحاكمة على خلفية اتهامات بالإساءة إلى الدين الإسلامي، بعدما سمحت لطلبتها في إحدى المدارس بتسمية دمية على شكل دب باسم محمد.

ويطلق على “وارسي” لقب أكثر النساء المسلمات نفوذًا في بريطانيا، وتتسم سياستها بالانفتاح والدعوة للمشاركة في الحياة السياسية للمسلمين والدفاع عن حق فلسطين والمرأة، وكان لها كلمة بشأن المرأة في اليوم العالمي للمرأة: “يشهد العام الحالي هدفًا جديدًا لليوم العالمي للمرأة، وهو منع العنف الجنسي ضد المرأة ولكن علينا أن لا ننسى أن في العديد من البقاع في العالم لا زالت المرأة تناضل من أجل الحقوق والفرص التي نعدها في بريطانيا حقًا مضمونًا، من بينها الحق في العمل والتصويت في الانتخابات وتولي المناصب العامة والحصول على التعليم”.

كما تؤمن “وارسي” بأن على أبناء الجالية العربية والمسلمة في بريطانيا يجب انخراطهم في العمل السياسي البرلماني البريطاني، والترشح في الانتخابات النيابية والبلدية من أجل القيام بدور أكبر في البلد الذي يعيشون فيه وكي لا يشعرون بالتهميش، وترى “وارسي” أن على الممكلة المتحدة أن تعالج القضية الفلسطينية بعدالة؛ لأنها هي الدولة المسؤولة عن حدوثها، وذلك لتتجنب بريطانيا حالات الاحتقان وإحساس المسلمين بالضيم فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وموقف بريطانيا منها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق