كان مواليا للنظام المصري في مقابلة تلفزيونية عندما بشّر على طريقة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالجوع، وأنذر في المقابل من فقدان نعمة الأمن إذا شكا الناس قرقعة أمعائهم.
فذكر أن الناس في الصين تأكل الحشرات المشوية والمقلية ما لم يفعله بعد المصريون، الذين عليهم أن يختاروا بين الفول المدمّس والأمن المغمّس بالدماء والنار والدمار على غرار ما يحصل في سوريا.
هذا الخطاب الذي يسدل الستارة، في الإعلام أقله وبالتالي في عيون الناس، على أية إصلاحات محتملة ويعلن العجز عن مواجهة الأزمات، يهوّل به عادة أصحاب الكروش على أصحاب القروش من الطبقات الاجتماعية المسحوقة التي بات برنامجها الوجودي ينحصر في متر مربع واحد هو مائدة الطعام. وقد تخصصت به قنوات تلفزيونية مصرية وكتيبة من القوّالين من مروحة واسعة من الإختصاصات تبدأ بالمحللين السياسيين والضباط المتقاعدين وتنتهي بنجوم الفن والرياضة وحتى الطبخ.
لكن أن تنتقل العدوى من مصر إلى فلسطين فهذا هو الجديد الذي لم يسجله إعلامي أو ناشط مقرب من حكومة السلطة، بل انفرد به رئيس الحكومة رامي حمد الله بذاته فأعلن أننا "لن نقايض البرنامج السياسي بأي أموال وسنعيش على العدس والبصل"، وذلك عقب إشارته إلى انخفاض نسبة المساعدات الخارجية للسلطة الوطنية الفلسطينية بنسبة 70%. فوجه رسالة للدول التي قللت مساعداتها للسلطة، "رسالة بحب توصل للي بحاولوا يضغطوا علينا ويقللوا مساعداتهم، حتى لو بنجوع وبنعيش عالعدس والبصل لن نتراجع عن قرارنا الوطني وعام 2017 عام التحديات".
رامي حمد الله المُقِل في التصريحات ولا سيما تلك التي تتخذ طابعا سياسيا، تكلم وكأنه يعيش في كوكب آخر خارج فلسطين، وكأنه غير مطلع على أوضاع المواطنين التي تخطت خط الفقر نزولا منذ أمد غير قريب. أكان في الضفة الغربية المحتلة المنهكة اقتصاديا وماليا منذ أن تولى سلام فياض زمام نقلها إلى "العصر الحديث" وربطها بأخطبوط المصارف والقروض الداخلية والخارجية. أما في قطاع غزة الذي تعاظم حصاره كما لم يحدث من قبل بعد حكم السيسي لمصر وانهيار الربيع العربي، فإن الأُسر التي لا تجد حتى العدس والبصل على موائدها لم تعد نادرة والأزمة تتجه إلى مزيد من التفاقم برغم التكافل الاجتماعي، وليس أسوأ من أخبار الانتحار التي تصل من غزة والتي لامست مؤخرا الأطفال بحسب بعض التقارير الصحفية.
لو أن الدول عموما والنامية منها خصوصا ليست عرضة للأزمات الإقتصادية والأمنية والإجتماعية بشكل دائم لما تشكلت الأنظمة والقوانين والحكومات. لكن أن تتحول هذه الهيئات الحاكمة إلى اللطم عند كل أزمة والتبشير بالموت جوعا دفاعا عن عناوين قضايا لم تعد مقاصدها واضحة، عوضا عن وضع الخطط لمعالجة المشكلات فهذا يعني الاستقالة من الدور المنوط بها والتسليم للفوضى عاجلا أو أجلا، فكمّ الأفواه ومصادرة الحريات قد تتعايش معه الناس لسنوات طويلة قبل أن تثور، أما الضغط على أمعائها فهو يوقظها من نومها.
هذا الخطاب الذي يسدل الستارة، في الإعلام أقله وبالتالي في عيون الناس، على أية إصلاحات محتملة ويعلن العجز عن مواجهة الأزمات، يهوّل به عادة أصحاب الكروش على أصحاب القروش من الطبقات الاجتماعية المسحوقة التي بات برنامجها الوجودي ينحصر في متر مربع واحد هو مائدة الطعام. وقد تخصصت به قنوات تلفزيونية مصرية وكتيبة من القوّالين من مروحة واسعة من الإختصاصات تبدأ بالمحللين السياسيين والضباط المتقاعدين وتنتهي بنجوم الفن والرياضة وحتى الطبخ.
لكن أن تنتقل العدوى من مصر إلى فلسطين فهذا هو الجديد الذي لم يسجله إعلامي أو ناشط مقرب من حكومة السلطة، بل انفرد به رئيس الحكومة رامي حمد الله بذاته فأعلن أننا "لن نقايض البرنامج السياسي بأي أموال وسنعيش على العدس والبصل"، وذلك عقب إشارته إلى انخفاض نسبة المساعدات الخارجية للسلطة الوطنية الفلسطينية بنسبة 70%. فوجه رسالة للدول التي قللت مساعداتها للسلطة، "رسالة بحب توصل للي بحاولوا يضغطوا علينا ويقللوا مساعداتهم، حتى لو بنجوع وبنعيش عالعدس والبصل لن نتراجع عن قرارنا الوطني وعام 2017 عام التحديات".
رامي حمد الله المُقِل في التصريحات ولا سيما تلك التي تتخذ طابعا سياسيا، تكلم وكأنه يعيش في كوكب آخر خارج فلسطين، وكأنه غير مطلع على أوضاع المواطنين التي تخطت خط الفقر نزولا منذ أمد غير قريب. أكان في الضفة الغربية المحتلة المنهكة اقتصاديا وماليا منذ أن تولى سلام فياض زمام نقلها إلى "العصر الحديث" وربطها بأخطبوط المصارف والقروض الداخلية والخارجية. أما في قطاع غزة الذي تعاظم حصاره كما لم يحدث من قبل بعد حكم السيسي لمصر وانهيار الربيع العربي، فإن الأُسر التي لا تجد حتى العدس والبصل على موائدها لم تعد نادرة والأزمة تتجه إلى مزيد من التفاقم برغم التكافل الاجتماعي، وليس أسوأ من أخبار الانتحار التي تصل من غزة والتي لامست مؤخرا الأطفال بحسب بعض التقارير الصحفية.
لو أن الدول عموما والنامية منها خصوصا ليست عرضة للأزمات الإقتصادية والأمنية والإجتماعية بشكل دائم لما تشكلت الأنظمة والقوانين والحكومات. لكن أن تتحول هذه الهيئات الحاكمة إلى اللطم عند كل أزمة والتبشير بالموت جوعا دفاعا عن عناوين قضايا لم تعد مقاصدها واضحة، عوضا عن وضع الخطط لمعالجة المشكلات فهذا يعني الاستقالة من الدور المنوط بها والتسليم للفوضى عاجلا أو أجلا، فكمّ الأفواه ومصادرة الحريات قد تتعايش معه الناس لسنوات طويلة قبل أن تثور، أما الضغط على أمعائها فهو يوقظها من نومها.
وقد استعاذ النبي محمد صلى اللَّه عليه وسلم من الجوع بقوله "اللَّهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع".
يبدو أن نموذج السيسي سيطبع النخب الحاكمة في العالم العربي للمرحلة المقبلة، وسوف تدرّس أفكاره الإنقاذية على غرار ثلاجة المياه وجهاز الكفتة في معاهد تأهيل القيادات السياسية. هكذا سيطمئن دونالد ترامب الذي لم يُخفِ إعجابه بالسيسي، وسوف تقنع العرب بالعدس والبصل والفول
يبدو أن نموذج السيسي سيطبع النخب الحاكمة في العالم العربي للمرحلة المقبلة، وسوف تدرّس أفكاره الإنقاذية على غرار ثلاجة المياه وجهاز الكفتة في معاهد تأهيل القيادات السياسية. هكذا سيطمئن دونالد ترامب الذي لم يُخفِ إعجابه بالسيسي، وسوف تقنع العرب بالعدس والبصل والفول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق