وأكل الإفرنج الخنزير فأخذوا منه الدياثة.
وأكل الزنوج القرود فأخذوا منها حب الطرب”.
وقال ابن القيم رحمه الله: “كل مَن أَلِف ضربًا من ضروب الحيوانات اكتسب من طبعه وخلقه، فإن تغذى بلحمه كان الشبه أقوى”.
أذكر في مرحلة دراستي المبكرة كان طعامنا الوحيد الذي نحمله معنا إلى المدرسة هو رغيف خبز محشي بالشطة فقط، نضعه بجوار الكتب في مخلاة (شنطة من قماش) وكانت هذه الوجبة الوحيدة والموحدة لكافة الطلاب.
نشأنا وتربينا وترعرعنا في قطاع غزة على أكل الشطة فهي الطبق الرئيسي والمفضل في كل وجبة طعام، ومن شدة حبنا للشطة أذكر أنه في يوم من الأيام تحدث شيخ في أحد مساجد غزة عن متاع الجنة وملذاتها فذكر من طعامها وشرابها أصنافا عدة، فقام رجل من الحاضرين وقال للشيخ: “هل يوجد في الجنة شطة؟” فطمأنه الشيخ بوجود كل ما تشتهي الأنفس فسر السائل وتهللت أساريره.
هذه الشطة الحارة انعكست على سلوك طلاب قطاع غزة؛ فأصبح دمهم حارا لا يقبل الضيم، ولا المذلة، فواجهوا اليهود بالحجارة ثم بالبنادق ثم بالصواريخ.
وأذكر في أثناء دراستي في المرحلة الثانوية دخلت قوة راجلة من اليهود إلى فناء المدرسة على أثر مظاهرة، وبينما كان اليهود يطاردون الطلاب في الفناء، قفز طالب من شرفة الطابق الأول على رأس جندي يهودي وقام بضربه، فأي جرأة كانت لدى الطلاب؟!
ولطالما هرب اليهود من أمام الطلاب المتظاهرين بعد أن أمطروهم بالحجارة.
إنها الشطة.. وما أدراك ما الشطة!
فتشططوا أيها القوم، ولا تتدجنوا عسى الله أن يغير أحوالنا، وسلامتكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق