الأربعاء، 18 يونيو 2025

بين دمار غزة و”تل أبيب”

 بين دمار غزة و”تل أبيب”

عبد الله المشوخي

ها هي ذي صور الدمار تتوالى من قلب الكيان الصهيوني، لا سيّما من تلّ أبيب الكبرى، لتكشف عن مشهد لم يألفوه من قبل: 

هلعٌ في العيون، ارتباك في الشوارع، وصراخٌ يعلو من خلف جدران زجاجهم المكسور. 

انفجاراتٌ تتردّد أصداؤها، وأبنيةٌ تنهار، ودماءٌ تُراق في شوارعٍ طالما اعتقد أهلها أنهم في مأمنٍ من الألم.

تُحاول وسائل إعلامهم طمس الحقيقة، لكن الملاجئ المزدحمة، وانقطاع التيار، وصراخ قطعان المستوطنين الهاربين من نار القذائف، كلّها تصرخ بالحقيقة: لقد ارتدّ الظلم على من أنشأه.

تلك المشاهد، تبعث بعض السلوى في قلوب قومٍ مؤمنين، لطالما اعتصرهم الحزن وهم يرون غزة تحترق وحدها. فاليوم، ها هي العاقبة تعود على من ظلّ يسوم أهلها العذاب.

ومع ذلك، نسمع بعض الأصوات المرتبكة تردد بدعاءٍ:
“اللهم اضرب الظالمين بالظالمين، وأخرجنا من بينهم سالمين.”

لكن… من هم “الظالمون” حقًا؟
أهو من أطلق صاروخًا على العدو أم من ساند العدو خنجرًا في خاصرة القضية؟
أهو من ردّ على العدوان، أم من أغلق المعابر في وجه الجرحى؟
من منع قوافل الإغاثة، من لاحق دعاة المقاومة، من اعتقل من رفع علم فلسطين، من طبع، ومن صمت، ومن ساعد ولو بكلمة… أليسوا جميعًا من زمرة الظالمين؟

الظلم لا يُقاس بالرايات ولا يُبرّر بالسياسات، بل يُقاس بالمواقف والأفعال.
وأن تقف على الحياد في وجه الظلم، فذلك في حدّ ذاته ظلم.
ومن خذل المقاومة، أو بارك للمحتل جرائمه، لا تُنقذه مظاهر الورع، ولا تُطهره شعارات السلام المزيّف.

في الختام، نسأل الله العليّ القدير أن ينتقم من كل ظالم، ومن كل من أعان الظالمين على ظلمهم، صغيرًا كان فعله أم عظيمًا.
ونسأله سبحانه أن يُرينا في اليهود الغاصبين بأسه الذي لا يُردّ، وينزل بهم عذابًا لا مردّ له.

اللهم آمين، يا رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق