الجمعة، 27 يونيو 2025

كل من إيران وإسرائيل وأمريكا يعلن الانتصار؛ فمن يكون المهزوم؟!

 كل من إيران وإسرائيل وأمريكا يعلن الانتصار؛ فمن

يكون المهزوم؟!

عامر عبد المنعم

أصبح من المتفق عليه بدون ترتيب أن تظل منشأة فوردو مغلقة ولا يدخلها أحد، ولا يحدث أي تقييم لحالتها، ولا التأكد من حجم التدمير الذي لحق بها بعد القصف بالقنابل الأمريكية.

عقب وقف إطلاق النار أراد الإسرائيليون والأمريكيون تقييما سريعا للتأكد من أن التدمير قد تم، فطلب رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية زيارة طهران لتقييم الوضع في "فوردو"، فرد البرلمان الإيراني بتعليق التعامل مع الوكالة وعدم التعاون ليظل السر محجوبا في عمق الأرض.

الإيرانيون الذين يؤكدون أن "فوردو" بخير واليورانيوم الذي تم سحبه ونقله لمكان سري بخير، ليس من مصلحتهم إظهار سلامة المنشأة فتعود الحرب من جديد، وسيحرصون على التعتيم لكسب الوقت.
الحقيقة أن الكشف عن ما جرى للمنشأة سيكشف من المهزوم، خاصة مع نجاح الهدنة وصعوبة العودة للحرب.

الرئيس الأمريكي في موقف صعب أمام معارضيه وتحت الحصار السياسي والإعلامي، فهو لم يقدم صورة واحدة تؤكد الإدعاء بالتدمير الكامل، وتتهمه المحطات التلفزيونية والصحافة بفشل العملية، مؤيدة بتقرير مسرب للمخابرات العسكرية خلص إلى أن التدمير طفيف وأن المنشأة لم تخرج من الخدمة.

أمام ضغط الإعلام ظهر التوتر والقلق على ترامب، فلم يكن أمامه إلا التأكيد على أن البرنامج النووي الإيراني تم تدميره وخرج عن الخدمة لسنوات إلى الوراء، وبهذا ألزم ترامب نفسه بانتهاء المواجهة العسكرية.

الإسرائيليون فعلوا كل شيء باستطاعتهم، واستخدموا الحد الأقصى من القوة التدميرية، ولكنهم فشلوا وليس أمامهم جديد يفعلونه، وليس لديهم قدرة على تحمل المزيد من الصواريخ الإيرانية، ولا يريد نتنياهو المتباهي بالإنجاز أن يظهر عجزه، وهو حريص على أن يحافظ على صورته كمنتصر، لحين وضع نهاية للحرب في غزة بأقل الخسائر بعد فشل كل الخطط التي تم وضعها لنزع سلاح الفلسطينيين.

ما يتعرض له ترامب بسبب الإخفاقات المتكررة يعجل بفرض هدن تطفئ الحرائق لبعض الوقت، دون وضع حلول نهائية، لحين تهيئة الظروف لجولات أخرى، لكن المعركة لم تنته، والمفاجآت متوقعة، ومع بداية التفاوض وهدوء الحملة على ترامب قد نشاهد تجدد الضربات وعمليات جديدة غير متوقعة.
عامر عبد المنعم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق