الخميس، 30 أكتوبر 2014

تهجير السنة في العراق وتدمير مناطقهم "من أجل إنقاذهم من سيطرة داعش"

تهجير السنة في العراق وتدمير مناطقهم "من أجل إنقاذهم من سيطرة داعش"

 

الترجمة( خدمة العصر)
 "كان علينا أن ندمر المدينة لننقذها"، كان هذا شعار الجيش الأمريكي في فيتنام، ويبدو أن الجيش العراقي والميليشيات الشيعية المتواطئة معه قد استوعبت الدرس وعملت به، فالبلدات القليلة التي استعادتها الحكومة العراقية من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية هرب منها سكانها ودمرت بيوتها وأُحرقت.
وتكرر الدرس في برج الصخر، البلدة التي سيطرت عليها القوات العراقية بمساعدة من ميليشيات الشيعة، ففي تقرير لمراسلة صحيفة "واشنطن بوست" لوفدي موريس قالت فيه إنه تم تغيير اسم البلدة الواقعة على ضفاف الفرات من "جرف الصخر" إلى "جرف النصر".
"ولكن زيارة يوم أول أمس الثلاثاء لهذه البلدة السنية كشفت وبوضوح عن الثمن الباهظ لهذا النصر، فقد أفرغت من سكانها 80.000 نسمة، وتم محو كل البنايات: من الغارات الجوية والقصف المدفعي والتفجيرات".
فبعد أشهر من المعارك بين تنظيم الدولة الإسلامية والجيش العراقي، تدفق حوالي 10.000 من الميليشيات الشيعية المؤيدة للحكومة على المنطقة في المرحلة الأخيرة للعملية حسب هادي العامري الذي قاد ونسق قوات بدر.
ولتحقيق الغرض وتأمين النصر تم إفراغ البلدة من كل سكانها وتسوية معظمها بالتراب مما يكشف عن طبيعة المعركة التي تواجهها حكومة بغداد في المناطق التي لا تلعب التركيبة السكانية لصالحها.
وتشير الكاتبة إلى أن استهداف البلدة الواقعة في محافظة بابل جاء لتأمين الطريق السريع الذي يمر منه ملايين الشيعة ممن يحيون ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي.
وبعد تجريف وتسوية البلدة بالتراب، غادر المقاتلون الشيعة جرف الصخر يوم أول أمس الثلاثاء في حافلات وشاحنات بعدما سلموها لقوات الأمن وقد أضحت خرابا.
وتشير الكاتبة إلى أن رائحة الموت انتشرت في وسط البلدة. وبعد الدمار يقول قادة الميليشيات الذين نقلت عنهم الصحيفة إن «القوات الشيعية لم يعد بإمكانها البقاء في المنطقة، فوجودهم سيؤدي لإثارة الجدل والاتهامات بممارسة القتل الطائفي، مع أن هناك تقارير تتحدث عن ارتكاب عمليات انتقامية بعد انتصار جرف الصخر».
وتضيف الكاتبة "لوفدي موريس": "لم يكن من الصعب اكتشاف السبب الذي انتشرت فيه هذه التقارير، فقد مرت قافلة من الشاحنات كانت متجهة شمال البلدة، ومن مكبرات الصوت المركبة عليها انبعثت موسيقى صاخبة، دينية وحماسية، وكان الرجال على متن الشاحنات في حالة من النشوة ويلوحون بعلامات النصر وعلى مؤخرة الشاحنة علقت جثة أحد المقاتلين من داعش وكانت متعفنة".
وعندما حاولت الصحافية تصوير الجثة أظهر قائد الميليشيات الغضب، ويقول قائد من بدر اسمه أبو مسلم إن المتطوعين «يشعرون بالقلق لأننا نقتلهم» و«لكنهم قتلونا في سبايكر» في إشارة للقاعدة العسكرية التي قتل فيها داعش 700 من الجنود العراقيين في بداية الحملة السريعة التي سيطر فيها التنظيم على معظم شمال العراق في يونيو الماضي.
ورغم خروجهم فقد عبر قادة الميليشيات عن مخاوفهم من عدم قدرة القوات الأمنية النظامية الحفاظ على المنطقة التي خرج منها «داعش»، فالجيش العراقي يعاني من مشاكل تسرب للجنود وهروبهم ومن فساد القادة العسكريين وهو ما أدى لانهيار فرقه أمام مقاتلي التنظيم.
ولكن عملية جرف الصخر لها أهمية دينية خاصة. ويقال إن إيران حليفة العراق لعبت دورا فيها. فقد أظهرت الصور التي نشرت على الإنترنت هادي العامري إلى جانب قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» التقطت في ساحة المعركة أي في جرف الصخر.
وعندما سألت الصحافية العامري عن صحة الصور، أجاب قائلا: "أقسم أنه لم يكن موجودا هنا اليوم"، لكن ضابط شرطة محلي تحدث للصحافية عن مشاركة جنود إيرانيين في المعركة، فيما سمع موظف يعمل لصالح «واشنطن بوست» أشخاصا يتحدثون باللغة الفارسية. 
ونفى قاسم السوداني، أحد قادة كتائب حزب الله التي شاركت في معركة جرف الصخر وجود قوات إيرانية، ولكنه لم ينف وجود أفراد بعينهم.
وبعد تدمير البلدة لا يعرف أحد مصيرها، فمن غادرها من السكان لن يعود إليها في المدى القريب ومن قرر البقاء فيها حتى الأسبوع الماضي اعتبر مقاتلا، حسب أحد قادة بدر: "اعتبرنا أن كل عائلة بقيت هي من القاعدة أو داعش".
ويقول القيادي إن عملية جرف الصخر «قصمت ظهر داعش»، وأظهرت أنه يمكن هزيمة التنظيم هذا. ولكن عملية كهذه جاءت بثمن باهظ وتركت المدينة بلا سكان، وليست «صالحة للسكن» كما يقول هذا القيادي.
مما يعني أنه لو تكرر السيناريو في كل المدن والبلدات الواقعة تحت سيطرة "داعش" فسيتم تهجير السنة وتدمير كل مناطقهم: "من أجل إنقاذهم من سيطرته"..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق