تقرير حصري منتدي العلماء
دلالات خطيرة في سماح السلطات السعودية بإهانة الله عز وجل ونشر الكفر والإباحية في بلاد الحرمين
في يوم الجمعة الموافق 25 أغسطس 2023، قامت الحكومة السعودية ممثلة بهيئة الترفيه باستضافة فتاة تمتهن التعري مقابل الأموال على أونلي فانز لتقيم حفلة غنائية استعراضية في حفل يسمى “جيمرز8” في الرياض.
وبالإضافة إلى الأموال الطائلة التي صُرفت في ذلك الحفل الخليع الماجن، والتي بلغت 2 مليون ريال، وكان الأحق بهذه الأموال البلد والشعب، فإن الأدهى والأمَر من ذلك هو ما تضمنه محتوى هذا الحفل من الكلمات التي ألقتها المغنية الماجنة الساقطة وما فيها من إهانة لله -جل وعلا- وعبارات الشرك حيث تقول أن “المرأة إله”، ومن دعوتها للحاضرين للسجود للإلهة النسوية، ودعوتها للنساء لممارسة العهر للحصول على المال.
وفي الوقت الذي يعاني فيه شعب بلاد الحرمين من إثقال كاهله بالضرائب، حيث شكلت الضرائب الدخل الثاني لخزينة الحكومة بعد النفط، فإن السفاء الذين تسلطوا على هذا الشعب ينفقون الأموال بلا حساب على إقامة حفلات يفكر فيها بالله عز وجل، ويُهان فيها الأنبياء، وتُدعى فيها إلى النساء إلى العهر والخلاعة والمجون.
يقول الله تعالى فيها كتابه العزيز: (إِذَآ أَرَدْنَآ أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا ٱلْقَوْلُ فَدَمَّرْنَٰهَا تَدْمِيرًا)، والآية تنطبق على هذا الذي يجري في بلاد الحرمين -للأسف-.
وما كان لهذا أن يجري في مهبط الوحي لولا دعم حكام البلد وتمويلهم وتشجيعهم لتلك النشاطات والفعاليات، هذا من جانب، ومن جانب آخر التضييق والترهيب والاعتقال لكل من ينتقد أو يعارض هذه الممارسات الدخيلة والغريبة على ثقافة ودين شعب الحرمين.
وجراء هذا التجاوز لقدسية تلك البقاع الطاهرة، ووصول الانتهاكات إلى التعرض بالإهانة للذات الإلهية، تنادى العالم الإسلامي بمختلف طبقاته ومستوياته الشعبية والعلمائية لاستنكار ذلك المنكر ودعوة حكام بلاد الحرمين إلى الارعواء والتراجع عن هذا النهج الخارج عن دين الله تعالى.
فقد أصدر (الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين) بياناً أدان واستنكر فيه بشدة الحفلات الماجنة في البلاد الإسلامية، وجاء في هذا البيان:
“انتشرت في الآونة الأخيرة الحفلات الماجنة التي فيها ما يغضب الله، ومنها ما جد في إحدى الحفلات الماجنة ،وما صدر فيها من كلمات وتصرفات استفزازية جسيمة في حق الأمة ودينها ومقدساتها، وإساءة كبرى لعقيدتنا وللشعوب الإسلامية، ولكافة العلماء والهيئات العلمائية التي نأمل أن تشاركنا في هذا الموقف الديني والتاريخي ولا نريد أن نتقدمها في ذلك، فهي معنية بواجب البيان الشرعي من هذه الحادثة وأمثالها، ومسؤولة أمام الله تعالى وتجاه الأمة عن واجب البيان والتحذير من مخاطر هذه الاستفزازات المستهجنة والمرفوضة، ومما قد تؤدي إلى الاحتقان العام وفقدان الثقة في المؤسسات العامة وتعاظم التشتت والتفرق ومزيد من التراجع في التقدم الحضاري والعمراني..
وأن النصوص الشرعية تدل بوضوح على أن المجاهرة بالكفر والمعاصي (أو المجاهرة بالمعاصي وبما يصادم العقيدة الإسلامية) شؤم ينذر بالخراب والدمار واستعجال غضب الله تعالى.
وإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إذ ينكر هذا المنكر العظيم فإنه يؤكد على الآتي:
أولاً: يعلن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إنكاره الواضح لهذه الحفلات الماجنة في أي بلد من البلاد العربية والإسلامية، وبشكل أكبر ما تضمنته من تحدٍّ لله الكبير المتعال، وتعد على مقدسات المسلمين ومشاعرهم.
ثانيا: يطلب الاتحاد من أولى الأمر بصورة عامة، والمسئولين عن هذه الأنشطة بصورة خاصة إيقافها فورا والكف عنها، ومقاضاة من له علاقة بهذا التعدي الجسيم والتحقيق في العبارات والحركات المعادية المستفزة.
ثالثاً: يحث الاتحاد الهيئات العُلمائية في عالمنا الإسلامي والشخصيات المؤثرة من أكادميين وإعلاميين ومثقفين وأدباء وشعراء ومدونين… أن يبينوا موقفهم الشرعي من هذا المنكر؛ إبراء للذمة، ونصرة للملة، وإقامة للحجة.
رابعاً: يطالب الاتحاد المسلمين جميعا أن يكونوا في دوائر رضا الله تعالى، ويبتعدوا عن مواضع سخطه وعقوبته، وهو استشعار لمسئوليتهم تجاه أمتهم، وشعوبهم المسلمة الأصيلة، وحرضا منهم على حراسة جناب التوحيد، وقياما بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
خامسا: يذكر عموم المسلمين بأن الإسلام محفوظ ومقدساته ماضية إلى يوم القيامة، وأن عليهم واجب الثبات على الحق والدين والصبر الجميل والدفاع عن دينهم وعدم الوقوع في الاستفزاز والتحريض {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} <سورة يوسف: 21>”.
أما (منتدى العلماء) فأصدر بياناً حول ما حدث يوم الجمعة (٨/٢٥) في حفل (جيمرز ٨) في الرياض، حيث جاء في هذا البيان:
“الحمد لله القائل: “إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَٰئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (20) كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21)” المجادلة:٢٠-٢١ والقائل: “إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا” الأحزاب ٥٧
والصلاة والسلام على رسول الله القائل: “والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتَأْمُرُنَّ بالْمَعْرُوفِ، ولَتَنْهَوُنَّ عَنِ المُنْكَرِ، أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّه أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ، ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلا يُسْتَجابُ لَكُمْ” رواه الترمذي.
أما بعد:
فإن ما حدث في بلاد الحرمين وأرض التوحيد ( مدينة الرياض) من سب لله ولأنبيائه في يوم عيد المسلمين – يوم الجمعة الماضية من قبل المغنية الإباحية في حفل (جيمرز ٨) وترديدها لكلمات كفرية صريحة أمام جمع من الجماهير برعاية رسمية، وقد مر هذا الحدث وكأن شيئا لم يكن، بل إن المرأة التي قامت بهذا الفعل الشنيع حصلت على التكريم والتقدير وأعطيت أموالا طائلة، ناهيك عن دعوتها للركوع والسجود لغير الله، ودعوتها للبنات الحاضرات إلى امتهان الدعارة مقابل المال وما حدث في الفعالية الغنائية من منكرات وتعري واختلاط ودعوة صريحة إلى الفجور والزنى.
إنه مما يدمي قلب كل مسلم غيور على دين الله ما يجري في بلاد الحرمين ومهبط الوحي، ومهد الرسالة، من انحلال وفجور، ونشر للفواحش باعتباره من مستلزمات الحرية الفردية والحفلات الترفيهية وغلفت بمعاني التغيير والتجديد وماهي إلا مشاريع تغريبيه تستهدف المسلمات الدينية والثوابت الشرعية وقيم الإسلام وافساد الجيل الناشئ.
إن (منتدى العلماء) وهو يتابع بكل أسى وحزن ما حدث في حفل (جيمرز ٨) في الرياض، يؤكد على الآتي:
أولاً: يدعو القائمين على أمر البلاد، إلى إيقاف هذا الفساد الممنهج الذي يعود على المجتمع بالدمار والخراب والتفكك والمفاسد الأخلاقية وهدم القيم وإفساد الشباب والشابات وتخريب المجتمع التي تؤدي إلى الدمار والهلاك، قال سبحانه وتعالى: “وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُون” سورة هود الآية 117، و قال تعالى عن قوم لوط: “فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ (82) مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ ۖ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83)” سورة هود الآية 82-83، وقال تعالى: “وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا “سورة الإسراء الآية ١٦.
ثانياً: إن هيئة الترفيه من أصلها قائمة على المنكرات والدعوة إليها ومحاربة الفضيلة وأهلها، ومشاركتها في فعالياتها المنكرة يعتبر مشاركة في المنكرات التي ترعاها وتبذر الأموال لأجلها قال تعالى :”وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب “سورة المائدة, الآية 2:”
ثالثاً: يدعو هيئة كبار العلماء في السعودية إلى وقفهم من المنكرات التي تتبناها هيئة الترفيه سيما وقد وصلت برامجها إلى الدعوة الصريحة إلى الزنا والكفر، والتطاول على الله وعلى جميع أنبيائه، وليس بعد ذلك منكر يمكن السكوت عليه. وأن تكون لهم وقفة جادة في وجه هذه الدعوات الهدامة.
رابعاً: يهيب بالعلماء والدعاة القيام بواجبهم الشرعي ودورهم الحقيقي دفاعًا عن ثوابت الإسلام وشريعته وتبيين الحكم الشرعي في ذلك والتنديد بهذه المخالفات؛ فهم ورثة الأنبياء.
خامساً : يدعو العقلاء في المملكة بأن يجتهدوا في الوقوف أمام محاولات فرض الفواحش على المجتمع وبين أبنائنا لأنها تتعارض مع شرائعنا وأن يتكاتفوا وتتضافر جهودُهم لأجل دفع هذا الخطر الداهم كما ندعوهم للاهتمام بالأبناء والبنات وتعميق قيم ومفاهيم التربية الأسرية الإسلامية التي أصبحت أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، كما ندعو إلى وقفة جادة ومستمرة من كل مسلم في داخل بلاد الحرمين أو خارجها؛ للتصدي لهذه الهجمة التخريبية، بكل الوسائل المتاحة في مواجهة طوفان الإباحية.
سادساً : يوصي القائمين على الإعلام بعدم تجاهل مثل هذه القضايا، فضلا عن ترويجها.
حفظ الله بلاد المسلمين من كل شر وفتنة، وحمى الله أهلها من كل مناد للهلاك والبوار، وأعاذنا جميعا من موجبات سخطه، وهدانا إلى صراطه المستقيم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين”.
كما وجّه فضيلة العلامة الشيخ د. محمد الحسن الددو رسالة إلى هيئة كبار العلماء في السعودية بشأن حفلات هيئة الترفيه في السعودية، جاء فيها:
استنكر الأمين العام لمنتدى العلماء فضيلة د. سعيد بن ناصر الغامدي ما يجري في بلاد الحرمين من سخرية بالله وبالأنبياء ومن فجر ومجون، فقال في تغريدة له:
كما استنكر فضيلة د. وصفي عاشور أبو زيد ما جرى في حفل الرياض بسلسلة من التغريدات جاء فيها:
أما فضيلة د. محمد الصغير فقد رفض ما يحدث في بلاد الحرمين من كفر بواح، حيث جاء في تغريدته:
إن بلاد الحرمين على خطر عظيم، وعلى شفا انهيار في وادٍ سحيق -لا قدر الله- إذا لم يؤخذ على أيدي السفهاء وحكام السوء في هذه البلاد الطاهرة المباركة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق