الأربعاء، 27 سبتمبر 2023

قراءة في كتاب ثلاثية غرناطة

 قراءة في كتاب ثلاثية غرناطة




 كتاب: ثلاثية غرناطة

تأليف: رضوى عاشور

نبذة

 في وحشة سجنك ترى أحبابك أكثر، لأن في الوقت متسعًا، ولأنهم يأتونك حدبا في محنتك، ويتركون لك أن تتملى وجوههم ما شئت وإن طال تأملك ". رواية ثلاثية غرناطة هي ثلاثية روائية تتكون من ثلاث روايات للكاتبة المصرية رضوى عاشور و هم على التوالي : غرناطة مريمة الرحيل و تدور الأحداث في مملكة غرناطة بعد سقوط جميع الممالك الإسلامية في الأندلس، و تبدأ أحداث الثلاثية في عام 1491 و هو العام الذي سقطت فيه غرناطة بإعلان المعاهدة التي تنازل بمقتضاها أبو عبد الله محمد الصغير آخر ملوك غرناطة عن ملكه لملكي قشتالة و أراجون و تنتهى بمخالفة آخر أبطاالها الأحياء على لقرار ترحيل المسلمين حينما يكتشف أن الموت في الرحيل عن الأندلس و ليس في البقاء

لمحه

الروايات الثلاث التي جمعت في ثلاثية غرناطة رواية تشعرك بالخجل ، بالعار ، لما وصل إليه ضعف المسلمين ، محرومين من نادية الشعائر الديتية، محرومين من الصلاة ، قراءة القرآن ، صوم رمضان والاحتفال بعيدي المسلمين . مجبورين على اعتنقاء المسيحية ، مذلولين أينما اتجهوا ،

لا حياة كريمة ولا ذرة إنسانية وترحيل من أرض إلى أرض و سلب ممتلكاتهم عنوة

تأخذك الرواية بسحر لغتها وعباراتها و وصفها لتعيش في الأندلس . تعيش مع أحدهم و هو يواجه محكمة من محاكم التفتيش ثم يلقى في زنزانة ثم يقاد ليحرق أمام العامة لأنه يحمل كتاب عربي أو خالف تعاليم الكنيسة 

الرحيل من الأندلس وضياع الأندلس وتنصير المسلمون

اين ذهب العصر الاندلسي ولماذا اصبح حال المسلمين مؤلم 

عندما تنتهي من الرواية ستترك في نفسك حزنا والما

   قراءة  د.خولة حطاب  

حاصلة على درجة الدكتوراة في المناهج والتدريس

مع رضوى في غرناطة

كان لقائي الأول بها بعد وفاتها -رحمها الله- بأشهر قليلة، ظلّت روايتها على مكتبي بضعة أشهر في مشروع قراءة مؤجَّل، وكلما كنت أنظر إليها كنت أشعرها تنظر إليّ نظرات لا أستطيع تفسيرها، حتى فجعنا بخبر وفاة صاحبتها، تألَّمت كثيراً، ولمت نفسي؛ لتأجيلي ذلك اللقاء، وذات مساء ثلجي تناولت الثلاثية. قد آن أوان لقاء تأجَّل كثيراً.
 
رحت أنتقل بين صفحات الرواية بسلاسة، صفحة صفحة، وحدثاً يتلو حدثاً، شعرت لفترة أنني أعيش ذلك الزمن بين شخصياته، أعاني وأفرح معهم، أكاد أشمُّ رائحة طهي طعامهم، وأشمُّ رائحة الخزامى تفوح من بيوتهم، لأكتشف فيما بعد أنَّ هذه ميزة اختصَّت بها رضوى في كلِّ أعمالها، والتي عكفتُ على قراءتها تباعاً؛ حتى أنهيتها جميعاً. وتأتي هذه الكلمات بعد القراءة الثانية ل "ثلاثيَّة غرناطة".
 
تتكوَّن رواية "ثلاثيَّة غرناطة" من أجزاء ثلاثة (غرناطة، ومريمة، والرحيل). في الفترة الزمنية الممتدة منذ سقوط غرناطة، بتوقيع معاهدة الاستسلام التي سلَّم بموجبها الأمير أبو عبد الله الصغير، آخرُ ملوك بني الأحمر غرناطة سنة 1492م، ويمتدُّ الجزء الأول حتى سنة1527 م بحرق سليمة، أما الجزء الثاني فيبدأ بعد مُضيِّ ما يقارب 15 عاماً من نهاية الجزء الأول، وينتهي سنة 1579م، بعد سحق ثورة البشرات الثانية، في حين يمتدُّ الجزء الثالث حتى سنة 1906م، وصدور قرار بترحيل العرب المنتصرين من الأندلس.
 

تنقلنا رضوى لذلك العصر الذي شهد سقوط غرناطة، آخر معاقل العرب والمسلمين في الأندلس، ولكن بتمرُّد على المألوف، فقد أخذت كاميرتها الخاصة بعيداً عن القصور، ودموع الأمير أبي عبد الله الصغير لحيِّ البيازين أحد أحياء غرناطة، حيث أبو جعفر الورّاقي الذي يرعى عائلة مكوَّنة -بالإضافة له- من زوجته أم جعفر، وأرملة ابنه جعفر "أم حسن"، وحفيديه سليمة وحسن، وطفل رعاه صغيراً، وعلَّمه حرفة التجليد "نعيم"، وينضمُّ لهذه الأسرة سعد المالقي الذي يرعاه، بعد أن فقد أسرته في مالقا، ليتزوَّج فيما بعد حفيدته سليمة التي يحكم عليها بالموت حرقاً، بعد اتهامها بممارسة السحر؛ نتيجة شغفها بقراءة الكتب، والاطِّلاع على ما خلَّفه الآباء والأجداد من علوم ومعارف أسهمت في علاج الكثيرين من أهل غرناطة، لكنها وبشغفها هذا خالفت القوانين التي منعت تداول الكتب العربية، وتموت سليمة حرقاً في الجزء الأول، ويموت زوجها كمداً عليها، كما مات جدُّها قهراً، حين شاهد الكتب والمؤلَّفات تُحرق في مشهد مؤثر أبدعت رضوى في وصفه، حتى تكاد تموت قهراً، وأنت تقرأ المشهد، فإن كنت من محبي الكتب فعليك أن تتخذ احتياطاتك، وأنت تمرُّ بين سطوره.
 تعرض رضوى في روايتها للحالة الاجتماعية (مراسم الزواج، مواسم قطاف الزيتون، دفن الموتى)، والحياة الاقتصادية (الضرائب، الميراث)، والحياة السياسة (الثورات)، الحياة الدينية (طقوس العبادة، الطهور، إحياء الأعياد) كل هذه الممارسات التي كان يمارسها الناس هناك، ولكن تصبح تُهَماً -وبخاصَّة ما يرتبط بها بكلِّ ما هو عربي، ومسلم- تَفتح أبواب السجن، وتقول: هل من مزيد؟ تصوِّر رضوى ما وقع على الأهل هناك، مِن تطهير عرقيٍّ مُورس عليهم في أبشع صُوَره، فليس أبشع من حرمان المرء أن يتحدث، أو يكتب بلغته، وفي محاولة للحفاظ على إرثهم يُهرِّبون الكتب والمؤلفات إلى الكهوف والسراديب، يضيق الأهل فتقوم ثورة البشرات الأولى (1499-1502) الأمر الذي عُدَّ انتهاكاً للمعاهدة؛ فقامت على إثرها إيزابيلا بإلغاء كلِّ التعهدات التي تقضي بالتسامح مع المسلمين، والمُضي في إكراههم على التنصُّر، أو الطرد.

 
يشهد الجزء الأول موت أبي جعفر، وأم جعفر، وسليمة وسعد اللذين يتركان عائشة طفلة تتجاوز الثالثة بقليل، تتولى رعايتها مريمة وخالها، فتتزوج هشام وينجبان "علي" الذي تتولى جدته رعايته بعد وفاة أمه، وهروب والده. فيما كان حسن يحاول النأي بأفراد أسرته بعيداً عن كلِّ ما مِن شأنه أن يعرَّضهم للمحاكمة، حتى لو اقتضى الأمر أن يرفض إيواء أنسبائه. إلا أن زوجته مريمة تتألق في الجزء الثاني؛ شخصية شديدة اللماحية ترفض الرحيل، وتصرُّ على التمسُّك بعقيدتها، وهُويتها معتقدة أنَّ الظاهر لا يمكن أن يغير ممّا في القلب، وتحاول القبض على جمر الأمل، وتوظف ما تملكه من ذكاء وحنكة، حتى تقوم ثورة البشرات الثانية (1568-1571) بقيادة محمد بن أمية، ومن بعده ابن عبو، لكن مصيرها كسابقتها. "المشكلة أنَّ قادتنا كانوا أصغر منَّا، كنَّا أكبر وأعفى وأقدر منهم، ولكنهم كانوا القادة، انكسروا فانكسرنا". يأتي الأمر بالرحيل قاسياً، ترفضه مريمة فيضطر "علي" للتحايل على جدَّته لتنفيذه، لكنها تموت في الطريق في العراء.
 
 "الرحيل" عنوان الجزء الثالث تتألق فيه بالإضافة لشخصية "علي" شخصيةُ "عمر الشاطبي" رجل دين فقيه، كبير قرية الجعفرية التي يرحل إليها "علي" بعد أن عزَّ عليه المُقام في غرناطة مستقصياً أثر إحدى عمَّاته التي تزوَّجت هناك، ليجدها رحلت فيقيم بين الجعفرية وبالنسية.
 تميَّزت رضوى بلغة جميلة، تنِمُّ عن معرفة، تمنحك رواية تاريخية، لكنها لا تكتب تاريخاً؛ فتندفع لبطون الكتب، تقرأ عن أمَّة هناك عاشت في الأندلس، واختفت
 
يعلم عمر الشاطبي الفقه والدين لمن التمس فيهم النَّباهة؛ فيسرج لهم السراج، ليستمر حمل القنديل، في إشارة إلى تناقل العلم والدين والفقه جيلاً، إثر جيل سراً، ولا يقتصر دور عمر الشاطبي على نقل العلوم وإيداعها في قلوب الشباب، إنما يسعى لإصلاح ذات البين، وحقن الدماء بين العوائل المتنازعة، والتي دبَّ الخلاف بين أبنائها؛ حتى استحال عداء دامياً لسنوات، "وكأن همَّاً واحداً لا يكفي" وما أشبه اليوم بالبارحة! ففي الوقت الذي ينقضُّ على أمَّتنا الأعداءُ من كلِّ حدَب وصوب، ينهشونها ويمزِّقونها، ينشغل أهلُنا بنزاع بيني، يقضي على كلِّ أمل بالتغيير، فالنزاع بين الأخوة في فلسطين، والحروب الطائفية والخلافات في الخليج، كلُّها نزاعات نحن في غنىً عنها.
 
تكثر الشخصيات في الرواية، لكن رضوى تبدع في تجسيدها ومراعاة تطوُّرها، عبر الأحداث، وبرغم النهاية المأساوية لجميع الأبطال "الموت"، وبرغم كمِّ الحزن والعذابات التي ترويها السطور، إلا أنَّ رضوى تمنحك فسحة من خفَّة الروح في بعض المشاهد، لا تملك معها إلا أنْ تضحك، وربما يعلو صوتك عالياً.
 
تميَّزت رضوى بلغة جميلة، تنِمُّ عن معرفة، تمنحك رواية تاريخية، لكنها لا تكتب تاريخاً؛ فتندفع لبطون الكتب، تقرأ عن أمَّة هناك عاشت في الأندلس، واختفت، كانوا ينتظرون مددًا لم يصل من الشام والعراق ومصر، وطرحت أسئلة أكثر تجعلك تحكُّ رأسك وتتساءل: لماذا يحدث كلُّ هذا؟! ثمَّة الكثير ممَّا يمكن أن يقال، لكن في نهاية المطاف ترسل رسالة مفادُها أنَّ الصمود حياة، وأنَّ الموت، كلَّ الموت، في الرحيل. ولعلَّها رسالة تثبَّت فيها أهلُنا في فلسطين.

*************

قراءة / د. أحمد كُريِّم بلال

25 ديسمبر 2015  · 

قراءة نقدية لرواية: ثلاثية غرناطة ، رضوى عاشور

تظل رواية : ( ثلاثية غرناطة - 1994م ) للكاتبة المصريّة رضوى عاشور ( 1946م – 1914م ) علامة فارقة في حياتها الروائية، والرواية – أيضا – ( من وجهة نظري ) علامة من علامات الأدب الروائي العربيّ ... فهي تجمعُ بينَ جلال الموضوع، وجودة المعَالجة .. فضلاً عن قوة بناء الشخصيِّة، وإحكام الحبكة السرديّة ...وقوة اللغة .. وبراعة الوصف..... إلخ . إنها – ببساطة – تمتلك معظم مقوماتِ نجاح العمل الروائي.

تعرض الرواية لحياة ثلاثة أجيال من أسرة غرناطية عبر قرن من الزمان بدايةً من سقوط المدنية؛ وانتهاءً بخروج العرب المُتَنَصِّرين ( المورسكيين ) الذين أجبروا على ترك إسلامهم واعتناق المسيحية الكاثولكية أملاً في البقاء في وطنهم .. واستماتوا في الحفاظ على هويتهم ودينهم سرًا رغم بربريّة محاكم التحقيق، وويلات التعذيب الوحشي ..

على أن الجانب التاريخي الذي تقدِّمه الرواية هو إطار كليّ فضفاض، نستطيع أن نرى بين طياته الكثير من الجوانب الإنسانية المتعددة التي تستبين للقارئ .. فالرواية تقدم في مواضع كثيرة رؤى مُبَطَّنة لإمكانيةِ للتعايش السلمي واتساع الأرض للأديان جميع، لولا البربريّة والتعصب والهمجيّة، ومن ثمَّ كان القهر القشتالي الذي مورس ضد أهل غرناطة متوازيا مع مواضع أخرى كثيرة في هذه الرواية تعرض للقهر الإسباني لبلاد العالم الجديد ( الهنود الحمر في أمريكا ) .. ومع قهر المماليك والعثمانيين في مصر ( للمصريين )، وإذا كانت عبارة: ( موريسكي قذر ) من مألوفات الحياة اليومية في غرناطة وبلنسية وغيرهما من بلاد الأندلس في ذلك الزمان؛ فعلى جانب آخر هي من مألوفات الحياة اليومية في مصر حين يقول المملوكي أو الباشا العثماني للمصري: ( فلاح قذر) وحين يُعامل المصريون أو أبناء العالم الجيد في أمريكا المُسْتَعْمَرة الإسبانيّة المُكْتَشقَة حديثًا ( في نفس الإطار الزماني )؛ يُعاملُ هؤلاء جميعًا على أنهم مواطنون أقل درجة، أو هم – بمعنى أصح – دخلاءُ غير مرغوبين مع أنهم أهل البلاد !! ثلاثية غرناطة ضد القهر والبربريّة بشكل عام مطلق !!

وعلى جانب آخر : من الهواجس التي لا تخفى في الرواية : هاجس التمرد الميتافيزيقي .. ، وعدم القدرة على فهم القضاء والقدر ... !! السؤال الفلسفي الذي يتردد في الرواية على استحياء حينا ...، وفي سفور وجلاء أحيانا أخرى ...، وأحيانًا يتسرب الشك إلى نفوس بعض الشخوص في الرواية :

يقول أبو جعفر : " سأموت وحيدًا وعاريًا لأن الله ليس له وجود " ( ص: 52 ) .. وتقول سُليمَة عن العالم الآخر : " هذه ( ال هناك ) وهم أم حقيقة ؟ وهل تلتقي جدها وسعدًا ( هناك ) لو أن هذه ( ال هناك ) هناك ؟ " ( ص: 241 ) .. على أن السؤال القوي الذي يتحرَّق في نفوس معظم الشخوص يتعلق بمحاولة الفهم : ( ما الحكمة من وجود الشر في الدنيا ؟ ولماذا يوقع الله عز وجل البلاء على عباده بهذه الصورة العنيفة ... ) إن الرواية لا تقدم اعتراضا على القضاء والقدر بشكل مطلق، ولا رفضًا للغيب الديني بشكل عام وقاطع في تسليم وارتياح !! لكنها تثير التساؤلات المتعلقة بالعجز الإنساني عن الفهم والاستيعاب .. على الأخص لما يتلقاه المُسلمُ المتدينُ من ويلات رغم عدم إجرامه؛ فما الحكمة من هذا كله ؟؟ ( ولعل هذا التساؤلات التي لم تقدم لها الرواية إجابة هو تساؤلات مصيريّة تعايشها الكاتبة في وجدانها .. وتحاول إثارتها من خلال الرواية .. بين السطور . وفي ثنايا الأحداث .

من مزايا هذه الرواية أنها تنقل قارئها – بقوة شديدة – إلى غرناطة القرن السادس عشر الميلادي من خلال قوة الوصف، إنها تصف الحدائق والبيوت والشوارع والأسواق والأحياء القديمة، سلوكيات البيع والشراء، حوانيت العمال، تدخل البيوت المُغْلقة لتنقل تفاصيل الحياة اليوميّة، الأطعمة .. الطقوس اليوميّة، همهمات النساء، ألعاب الأطفال، العادات التقاليد .. الملابس... إلخ. على أنّ المأخذ الوحيد – في هذا كله – هو اللجوء إلى العامية المصريّة أحيانًا. ومع أن تلك الجمل العاميّة قد جاءت محدودة وبسيطة إلا أن كونها متعلِّقة بالفلكلور المصريّ الشعبي الصميم مثل: ( يا قاعدين يكفيكم شر الجايين ) أو ( يا خبر بفلوس ) .. إلخ كان من دواعي تقويض واقعيّة تلك الصورة الغرناطيّة التاريخيّةإلى حد ما، وقطعا لم تكن غرناطة ذلك الزمان تلهج بهذه اللهجة .. ، وكان حريًا بالكاتبة لو استخدمت العامية المغربية أو الجزائريّة، فلعلها الأقرب .. على الأخص أن الجمل العامية كانت محدودة في الرواية.

وعلى الرغم من كون الرواية لا تقدِّم أي إشارة مباشرة للربط بين ( قضيّة غرناطة ) التاريخية و ( قضيّة فلسطين المعاصرة ) إلا أن التشابه القوي في أحداث القهر والاضطهاد ومحاولات محو الهويّة والطرد والإجلاء تحيل القارئ بشكل قوي إلى الربط والتشبيه، على الأخص فيما يتعلق بمسألة التجاهل العربي الكبير للمأزق الذي عاشه الغرناطيون ومسلمو الأندلس، أو كما جاء على لسان الأبطال في الفصل الأخير : " انتظرنا النجدة مائة عام ولم تأت ( ص: 495 )


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق