حين توقظك رائحة قديمة أو صوت بعيد..
كيف تتحكم النوستالجيا في مفاتيح ذاكرتك؟
قال فريق الصحة النفسية في الجزيرة مباشر، إن مشاعر الحنين إلى الماضي، المعروفة علميا باسم “النوستالجيا”، تُعد حالة وجدانية طبيعية يعيشها معظم الناس، وتتجلى في استدعاء لحظات الطفولة وصور الأهل والبيوت القديمة ورائحة الطعام وأصوات الذكريات.
وأشار الفريق إلى أن هذه الحالة التي كانت تُصنف سابقا على أنها اضطراب نفسي، أصبحت اليوم تُفهم باعتبارها نوعا من التفاعل العاطفي الصحي، إلا أن بعض صورها لا تزال تُعد مرضية وتتطلب تدخلا نفسيا.
محركات الذكريات.. كيف يستيقظ الحنين؟
ويؤكد فريق الصحة النفسية بالجزيرة مباشر، أن الحنين إلى الماضي لا ينبثق من فراغ، بل تحرّكه محفزات حسّية ونفسية، أبرزها:
الذاكرة الشمية
تخزن الروائح وتُطلق الذكريات بقوة، مثل رائحة طبق “الملوخية” التي تعيد الإنسان إلى مائدة الأم، أو عطر قديم يذكر بصديق أو مكان. وتثير الروائح الريفية عند البعض مشاعر دفء وحنين للأسرة والطفولة.
الذاكرة السمعية
تؤدي الأصوات دورا بارزا في استحضار الماضي، كصوت المطر، أو الأذان بصوت شيخ معين، أو أغاني الطفولة.
الذاكرة البصرية
تكفي صورة فوتوغرافية قديمة لتفجّر سيلًا من الذكريات والمشاعر.
ذاكرة تداعي المعاني
المعاني يستدعي بعضها بعضا، فتجد نفسك تتكلم أو تفكر في موضوع معين. مثلا أنواع البطيخ وكيف تحدد البطيخة الحمراء وهل استدارة الثمرة كالكرة مؤشر لحلاوتها؟ فيستدعي الحوار عن كروية الثمرة إلى صديقك لاعب الكرة المشهور، وكم كنتما تسعدان معا باللعب في ملعب كذا، وتستغرق في الحنين حتى إنك قد تنسى المعنى الأول أو ماذا كنت تتكلم قبل موضوع صديقك.
الذاكرة الموسمية أو الدورية
ترتبط بفصول السنة أو المناسبات الدينية كرمضان والأعياد، أو تواريخ الوفاة والفرح، فتثير مشاهد أو روائح معينة الذكريات وتغذّي الحنين.
أنواع الحنين إلى الماضي
ويفصّل فريق الصحة النفسية بالجزيرة مباشر الأنواع المختلفة للحنين إلى الماضي، ويُميز بين ما هو صحي وما يحتاج إلى تدخل، وذلك على النحو التالي:
حنين الإحياء
وهو عبارة عن رغبة في استعادة الماضي وأشخاصه، ويتضمن شعورا بالألم والتحسر، وقد يؤدي إلى الانعزال وتعطل المهام اليومية.
حنين التاريخ
ويرتبط بفترات تاريخية معينة، كمن يتمنى أن يعيش في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، أو عمر بن الخطاب رضي الله عنها، لينجو من فساد الحاضر.
حنين الأشخاص
وهو التعلق بذكرى أشخاص بأعيانهم كالوالدين أو الأصدقاء، وقد يُعيق التعلق الزائد بهم الانخراط في الحاضر.
الحنين الانتقائي
وهو نوع من الحنين يُركز على الإيجابيات ويتجاهل السلبيات في الماضي، مما يوجِد صورة مثالية غير واقعية.
الحنين التأملي
وهو النوع الوحيد المحمود، حيث يتأمل الشخص الذكريات دون أن يرفض واقعه أو يتمنى العودة، بل يقدّر الماضي ويعيش الحاضر بوعي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق