"من الدولة الظالمة إلى الدولة العبيطة".. خبيرٌ سياسي: "إسقاط مصر بناءً على تعليمات السيسي!
كل شيء يتطوّر في مصر وبسرعة هذه الأيام، حتى المعارضون غير المحسوبين على تحالف الشرعية ومؤيديها، تطوّرت طبيعة وحجم معارضتهم للنظام، والأستاذ الجامعي وخبير العلوم السياسية حازم حسني مثالٌ على ذلك، فالرجل الذي أصبح له عددٌ ضخم من المتابعين والمريدين على منصات التواصل الاجتماعي، إثر انتقاده النظام بشكل ناعم وعلمي، ولحضوره القوي في برامج التوك شو، بدأ ينتقد مشروع قناة السويس الجديدة، متسائلاً عن جدواه الاقتصادية، ووصل به الحال لاتهام الرئيس عبد الفتاح السيسي بإسقاط الدولة.
ففي تدوينة له على صفحته الشخصية على فيسبوك الجمعة 4 مارس/ آذار 2016، والتي تعدى متابعوها الـ 40 ألفًا، قال "إن إسقاط الدولة يتم بناءً على تعليمات عبد الفتاح السيسي".
وأضاف، "منذ أن خرج علينا رأس الدولة باكتشافه المذهل - وما أكثر اكتشافاته التى تصيب المرء بالذهول - وقرر أنه لا يوجد شيء اسمه "نظام" وإنما هناك "دولة"، والدولة تواجه خطر السقوط... فبدلاً من أن يكون النظام السياسي خط دفاع عن الدولة، يسقط عند الضرورة السياسية لإنقاذ الدولة، تحولت الدولة لخط دفاع عن نظام السيسي، يحتمي بها، باعتبار أنه لا يوجد نظام ليتلقى الهجمات وإنما الموجود فقط هو الدولة".
وأردف قائًلا "منذ ذلك الوقت والكل يهاجم الدولة، ولم يعد أحدٌ يهاجم النظام، فمن "أخطاء الدولة" إلى "فشل الدولة"، ومن "الدولة الظالمة" إلى "الدولة العبيطة"، إلى آخر قائمة التعبيرات، وقد طالت بأكثر مما تحتمل هيبة الدولة، وانحطت تعبيراتها بأكثر مما تحتمل كرامتها!".
كلمات قاسية
واستكمل الأستاذ الجامعي كلماته القاسية والموجعة بالطبع للنظام ومؤيديه "كل تلك الاتهامات والإهانات التى صارت توجهها قوى الرفض فى المجتمع للدولة لا للنظام، كان يمكن إعفاء الدولة منها لو تواضع رأس الدولة قليلاً، وأدرك أنه أيضاً رأس النظام السياسي، وأن الأخطاء التى يرتكبها هي أخطاء النظام، وأن فشله سيكون فشلاً للنظام، وأن الظلم هو ظلم النظام، وأن العبط هو عبط النظام، وأن الشعب إذا قرر يوماً أن يسقط ما يرفضه فإنه مدعو لإسقاط النظام، لا لإسقاط الدولة التى يبدو أن رأس الدولة، لم يعد يأبه كثيراً بحقها فى البقاء انحيازاً منه لجثة النظام!... أفكاره الشاذة عن عدم وجود شيء اسمه "النظام" جعل معارضة نظامه معارضة للدولة، من شأنها أن تُسقِط الاعتبار عمّن يمارس حق الرفض والمعارضة!".
الغريب أنه شبه السيسي بفكر الجماعات "الشاذة"، التي تريد إسقاط الدولة بالفعل، حيث قال "أفكار الرجل الشاذة هذه تتفق مع أفكار بعض الجماعات الشاردة التى تستريح لفكرة هدم الدولة، ولا يعنيها كثيراً ما يحدث بعد ذلك للنظام، فهو في كل الأحوال هالك معها... لكنني أخشى أن تكون النخب السياسية خارج هذه الجماعات قد انساقت وراء نفس الوهم، وتصورت أن معركتها مع الدولة لا مع النظام الفاسد الذي يديرها... البعض يفعل ذلك بحسن نية على سبيل المجاز، أو باستيراد لا إرادي لمفاهيم القرون الوسطى التي كانت ترى الدولة بمعنى النظام السياسي فى العصر الحديث... كم أتمنى أن نتفهم خطورة استقرار هذا المعنى السلبي في نفوس العامة، وأن يخرج العوام في يوم من الأيام ليهتفوا "الشعب يريد إسقاط الدولة"!!... فليلعب رأس الدولة لعبة الشيطان".
واللافت في هذه التدوينة حجم التعليقات المؤيدة لمحتواها، والواضح فيها حجم السخط من النظام، فهل يدرك النظام ذلك ويحافظ على المسافة بينه وبين الدولة، كي لا تفشل وتسقط الدولة مع فشل وسقوط النظام، سؤال إجابته ستحدد وجهة مصر الفترة القادمة.
إسقاط الدولة بناءً على تعليمات السيسى
----------------------------------------
منذ أن خرج علينا رأس الدولة باكتشافه المذهل - وما أكثر اكتشافاته التى تصيب المرء بالذهول - وقرر أنه لا يوجد شئ اسمه "نظام" وإنما هناك "دولة"، والدولة تواجه خطر السقوط ... فبدلاً من أن يكون النظام السياسى خط دفاع عن الدولة، يسقط عند الضرورة السياسية لإنقاذ الدولة، تحولت الدولة لخط دفاع عن نظام السيسى الذى يحتمى بها، باعتبار أنه لا يوجد نظام ليتلقى الهجمات وإنما الموجود فقط هو الدولة!! ـ
----------------------------------------
منذ أن خرج علينا رأس الدولة باكتشافه المذهل - وما أكثر اكتشافاته التى تصيب المرء بالذهول - وقرر أنه لا يوجد شئ اسمه "نظام" وإنما هناك "دولة"، والدولة تواجه خطر السقوط ... فبدلاً من أن يكون النظام السياسى خط دفاع عن الدولة، يسقط عند الضرورة السياسية لإنقاذ الدولة، تحولت الدولة لخط دفاع عن نظام السيسى الذى يحتمى بها، باعتبار أنه لا يوجد نظام ليتلقى الهجمات وإنما الموجود فقط هو الدولة!! ـ
منذ ذلك الوقت والكل يهاجم الدولة، ولم يعد أحد يهاجم النظام؛ فمن "أخطاء الدولة" إلى "فشل الدولة"، ومن "الدولة الظالمة" إلى "الدولة العبيطة"، إلى آخر قائمة التعبيرات وقد طالت بأكثر مما تحتمل هيبة الدولة، وانحطت تعبيراتها بأكثر مما تحتمل كرامتها! ـ
كل تلك الاتهامات والإهانات التى صارت توجهها قوى الرفض فى المجتمع للدولة لا للنظام، كان يمكن إعفاء الدولة منها لو تواضع رأس الدولة قليلاً وأدرك أنه أيضاً رأس النظام السياسى، وأن الأخطاء التى يرتكبها هى أخطاء النظام، وأن فشله سيكون فشلاً للنظام، وأن الظلم هو ظلم النظام، وأن العبط هو عبط النظام، وأن الشعب إذا قرر يوماً أن يسقط ما يرفضه فإنه مدعو لإسقاط النظام، لا لإسقاط الدولة التى يبدو أن رأس الدولة لم يعد يأبه كثيراً بحقها فى البقاء انحيازاً منه لجثة النظام! ... أفكاره الشاذة عن عدم وجود شئ اسمه "النظام" جعل معارضة نظامه معارضة للدولة من شأنها أن تُسقِط الاعتبار عن من يمارس حق الرفض والمعارضة! ـ
أفكار الرجل الشاذة هذه تتفق مع أفكار بعض الجماعات الشاردة التى تستريح لفكرة هدم الدولة، ولا يعنيها كثيراً ما يحدث بعد ذلك للنظام، فهو فى كل الأحوال هالك معها ... لكننى أخشى أن تكون النخب السياسية خارج هذه الجماعات قد انساقت وراء نفس الوهم، وتصورت أن معركتها هى مع الدولة لا مع النظام الفاسد الذى يديرها ... البعض يفعل ذلك بحسن نية على سبيل المجاز، أو باستيراد لا إرادى لمفاهيم القرون الوسطى التى كانت ترى الدولة بمعنى النظام السياسى فى العصر الحديث ... كم أتمنى أن نتفهم خطورة استقرار هذا المعنى السلبى فى نفوس العامة، وأن يخرج العوام فى يوم من الأيام ليهتف "الشعب يريد إسقاط الدولة"!! ... فليلعب رأس الدولة لعبة الشيطان هذه - عن جهل أو عن خبث - كما يشاء، لكن من العار أن نجاريه فيها، فلا نعرف كيف نميز بين مفهوم "الدولة" ومفهوم "النظام"!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق