الخميس، 16 أكتوبر 2014

فيديو اليوم

حلم مجدي عبدالسيد يتحدى الصعاب وحدود الإعاقة

فاز بجائزة «كامبردج» كأفضل مصرى تحدى إعاقته
مجدى عبد السيد: كنت أنظر إلى الحائط فى المدرسة طول اليوم

الشاب مجدي شهير عبد السيد .. يتحدث هنا في هذا التقرير من القاهرة عن تجربته مع المرض الذي جعله من أصحاب الاحتياجات الخاصة ، وكيف يسعى عبر عمله في جمعية حلم لتغيير تصورات المجتمع عن ذوي الاحتياجات الخاصة

عندما قال جبران خليل جبران «الحماسة بركان لا تنبت على قمته أعشاب التردد» لم يكن يعلم بأن هذه الجملة ستغير تفكير شاب مصرى، وستنتشله من اليأس والإحباط إلى التفاؤل والحيوية، وبسبب هذه الجملة بحث مجدى شهير عبد السيد عن كل ما يخلق الحماسة داخله ليتغلب على صعوبات الحياة التى واجهته نتيجة ولادته طفلا مبتسرا فى الشهر السابع، وعانى من نقص الأكسجين الذى تسبب له فى مشكلات لازمته فى رحلة حياته، ولكنه بالحماسة والأمل فاز بجائزة كامبردج كأفضل مصرى ذوى إعاقة.
يقول مجدى شهير عبد السيد «23سنة»:
بدأت تفاصيل قصتى كما قيل لى إنه عند ولادتى فى الشهر السابع لم أحصل على أكسجين كاف فى أثناء الولادة وترتب على ذلك فيما بعد عدم قدرتى على الوقوف، حيث كنت امشى حتى أصل إلى حائط أو أى شىء آخر أستند عليه، ورغم ذلك أصرت أمى أن تساعدنى كى أعيش طفولة طبيعية مثل أى طفل فكانت تتركنى أخرج ألعب وألهو مع أبناء الجيران وتصطحبنى إلى أماكن عامة.

العزلة الجبرية

فى عمر مبكر التحقت بمدرسة شهيرة يحلم كثيرون بدخولها ومنذ اليوم الأول وأنا فى رياض الأطفال كانت مدرسة الفصل تجعلنى أجلس فى آخر مقعد وأنظر إلى الحائط طوال اليوم حتى أكون فى عالم آخر معزولا عنهم ولحداثة سنى لم أعى كيف أتصرف، ولكنى كنت أشعر بالضيق والحزن والرغبة فى مشاركة زملائى فى كل ما يفعلون وأستمر الوضع إلى أن علمت والدتى وبحثت عن مدرسة أخرى بديلة وبالفعل انتقلت بعد رياض الأطفال إلى مدرسة أخرى كانت إدارتها متفهمة وضعى الصحى ووفروا لى كل ما أحتاجه حتى تصبح الدراسة يسيرة والأهم الدعم المعنوى الذى كان الجميع يمنحوه لى، وقتها فقط بدأت أشعر أن المجتمع يتقبلنى وأنى مندمج وسط زملائى وبدأت أشارك فى العديد من الأنشطة وكان مستواى الدراسى جيدا واستمر الحال حتى عام 2008 عندما رشحتنى مديرة المدرسة للمشاركة فى مسابقة «كمبردج الدولية» باعتبارى ممثلا للطلاب ذوى الإعاقة فى المدرسة وكان موضوع المسابقة شخص ذوو إعاقة تغلب على صعوبات وحقق نجاحا وبالفعل فزت كأفضل مصرى تحدى الصعوبات التى واجهها وكان ذلك بمثابة دفعة قوية لى زادتنى ثقة فى قدراتى وشعرت أننى أستطيع أن اغير نظرة المجتمع لذوى الإعاقة, بعد ذلك حصلت على الثانوية العامة والتحقت بالجامعة الأمريكية كلية الإعلام قسم إذاعة، ومنذ عشر سنوات حدثت مشكلات فى قدمى نتيجة الوقوف عليها بكثرة، وأيضا كان هناك قدم أطول من الأخرى وأجريت جراحتين وأصبحت أستعمل مشاية لتساعدنى فى السير.

القائد الناجح


فى الجامعة بحثت عن الأنشطة، فشاركت فى اتحاد الطلاب وتعلمت المهارات والخصائص التى لا مفرمن وجودها فى القائد الناجح، أيضا أشارك فى مساعدة الطلاب الجدد وأمدهم بكافة التفاصيل التى يرغبون فى معرفتها عن الجامعة كما أحب الأعمال الخيرية لذلك قمت بالانضمام إلى جمعية «حلم» بهدف توعية المجتمع وتغير انطباعاتهم عن ذوى الإعاقة، كما عملت فى الإذاعة الأمريكية مما أكسبنى خبرة كبيرة جدا إعلاميا وإنسانيآ حيث تعلمت كيفية التواصل مع الآخرين بشكل أفضل وتقبل الاختلاف فى الثقافات ووجهات النظر، أيضا تعلمت أن الإنسان الناجح يبحث عن الفرص ولا ينتظرها.

الحماسة


الموسيقى ترفع معنوياته لأننى تعودت أن أبحث عن الحماسة فى كل شئ طبقت ذلك على الموسيقى التى أسمعها وكانت من أقوى الأشياء التى ساعدتنى فى التغلب على الصعاب لأننى عندما أشعر بالضيق أستمع إلى موسيقى عالمية بعدها يتبدل ضيقى إلى حماس وقوة.

فى نهاية الحوار وجه مجدى رسالة إلى المجتمع وقال: أحلم بأن أعمل بعد التخرج فى الإذاعة الأمريكية وأقول للجميع كل شىء فى الحياة لا يأتى بسهولة، ولكنه بالفكر الإيجابى والعمل وعندما يرضى كل شخص بنصيبه من الحياة وينظر إلى نفسه على أنه يستطيع الوصول إلى الأفضل بالعمل والسير فى الطريق الصحيح بدلا من البكاء والعويل والبحث عن مبررات للفشل وإسقاطه على الظروف والمجتمع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق