الأربعاء، 30 ديسمبر 2015

تحقيق سيمور هيرش الأخير: انقلاب فى الجيش الأمريكى

Military to Military

Seymour M. Hersh on US intelligence sharing in the Syrian war

 “جيش لجيش”

تحقيق سيمور هيرش الأخير: انقلاب فى الجيش الأمريكى

واشنطن – كشف التحقيق الأخير للصحفي الأمريكي ذائع الصيت سيمور هيرش، في (لندن ريفيو أوف بوكس)، مفاجآت مدوية، جرت داخل جسم الإدارة الأمريكية في السنوات التي تلت اندلاع الربيع العربي، ليرسم صورة مغايرة تماما عما نعتقده.

ففي تحقيقه المعنون بـ “جيش لجيش” كشف هيرش عبر مصادره في هيئة رئاسة الأركان وفي الاستخبارات العسكرية الأمريكية (DIA) والتابعة للبنتاجون، أن وزارة الدفاع تعاونت مع نظام الأسد بالالتفاف على رغبة أوباما وقراره الذي يمضي فيه قدمًا للإطاحة بالأسد.

وأضاف هيرش فى مقالته التى جاءت تحت عنوان (جيش لجيش) “أن البنتاغون لم يشارك البيت الأبيض القناعة ذاتها بخصوص سوريا، وقرر تمرير معلومات إلى الحكومة السورية عبر ثلاثة دول”.

وأشار الصحفي الأميركي وفقا لما نقله عن مصادره الخاصة فى هيئة الأركان الأميركية “أن رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق مارتن ديمبسي قام هو وأعوانه بتوصيل معلومات استخباراتية ثمينة حول تمركز المتطرفين المناهضين للحكومة السورية، لكل من روسيا وألمانيا وإسرائيل”.

وأوضح الصحفي أنه بالرغم من الخلاف بين موسكو وواشنطن إلا أنه تم توصيل معلومات الأميركان لروسيا، وجاء اختيار برلين لأنها تتواصل مع بشار الأسد، وسيكون الدافع الوحيد لها هي محاولة قمع الحركات المتطرفة، حيث أن الألمان يتخوفون على 6 ملايين مسلم يحمل الجنسية الألمانية من أن ينجرفوا لتيار (داعش) والمنظمات الإرهابية.

أما إسرائيل فإنها لا تريد أن تتمدد الإضطرابات على حدودها مع سوريا، ولا تريد متطرفين مزعجين، ومن ثم فهي مرشحة لتمرير معلومات الاستخبارات الأميركية المسربة عمداً كي تجد لنفسها طريقًا إلى مكتب الأسد وقادته العسكريين.

ولعب رجال البنتاغون هذه اللعبة واثقين أن المعلومات الثمينة ستشق طريقها بنفسها للرئيس السوري، ولعدم اقتناعهم أن أوباما يفكر بطريقة صحيحة، مما ساعد روسيا فى ضرب أهداف حقيقية بكفاءة عالية.

وأشار الصحفى الأميركي دعونا نتذكر المقابلة الصحفية التي أجرتها مجلة (فورين بوليسي) قبل أيام مع وزير الدفاع الأميركي السابق تشاك هاغيل، الذي كشف أن علاقته بأوباما كانت متوترة ولم يكن يتبنى نفس وجهات نظر أوباما في التعامل مع روسيا ودول أخرى فاعلة في المشهد الدولي.

وكان هاغيل قد كشف أن علاقته مع سوزان رايس مستشارة الأمن القومي وفريق البيت الأبيض كانت متوترة، الأمر الذي حدا برئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي لأن يتصدر مشهد التواصل بين البنتاغون والرئيس.

وإذا كانت العلاقة متوترة بين أوباما ووزير دفاعه، وإذا كان رئيس هيئة أركانه يتبنى شيئا غير الذي يتبناه هو، وإذا كانت المخابرات المركزية تعمل مع توجه الرئيس، والمخابرات العسكرية تعضد مع توجه وزارة الدفاع، فإن لدينا الآن تصور مبدأي عن تخبط الإدارة الأميركية في قراراتها، وعدم تجانس القرارات ولا الأفعال الصادرة عنها في الملف السوري.
 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق