رجل أعمال يكشف فساداً بالمليارات

رجل أعمال يكشف فساداً بالمليارات في الجيش المصري

كشف الفنان ورجل الأعمال المصري، محمد علي، معلومات عما وصفه بـ"الفساد" وإهدار المال العام من قبل القوات المسلحة والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وقال علي وهو صاحب شركة (أملاك للمقاولات) في مقطع فيديو نشره، الثلاثاء، على صفحته بموقع فيسبوك إن شركته تنفذ مشروعات مع القوات المسلحة منذ 15 عاما، بعد أن اجتاز كافة التحريات الأمنية بنجاح. 

أبرز ما قاله في الفيديو:
السيسي أمر ببناء فندق تابع للمخابرات الحربية في التجمع الخامس بالقاهرة، تتجاوز تكلفته ملياري جنيه، مجاملة لأحد أصدقائه في المخابرات الحربية.
قابلت اللواء شريف صلاح، وهو صديق مقرب من السيسي وطلب من شركتي أن تبدأ على الفور بإنشاء فندق "تريمف" التابع للمخابرات.
قلت للواء شريف إن منطقة التجمع الخامس بها فنادق كثيرة، ولا تحتاج لفندق جديد يتكلف ملياري جنيه، لبعدها عن المناطق السياحية.
القوات المسلحة طلبت مني إرسال المعدات للحفر، وبالفعل بدأت شركتي بالعمل بـ"الإسناد المباشر" دون عقد.
اللواء شريف طلب مني بناء استراحة (فيلا) في المعمورة بالإسكندرية يقضى فيها السيسي إجازة عيد الأضحى بتكلفة 220 مليون جنيه.
السيدة انتصار، زوجة السيسي، طلبت إجراء تعديلات في الاستراحة كلفت 25 مليون جنيه.
يوجد العديد من ضباط الجيش غير راضين عن تصرفات السيسي وطريقة إدارته للبلاد.
اللواء كامل الوزير، وزير النقل الحالي والرئيس السابق للهيئة الهندسية للقوات المسلحة، من أبرز المسؤولين عن إهدار المال العام.
الجيش يتعامل في كل مشروعاته بنظام الإسناد بالأمر المباشر لعدد محدد من الشركات، وهذا أساس الفساد.
الجيش يبتز شركات المقاولات لتنفيذ مشروعات فاشلة دون أي دراسات جدوى، فقط إرضاءً للسيسي.
أطالب القوات المسلحة بـ 220 مليون جنيه مستحقات لشركتي، امتنعت عن دفعها.
قمت ببناء عشرات الاستراحات والقصور للسيسي وقادة الجيش.
هربت من مصر وأقيم الآن في أوربا لأني لو بقيت في مصر ستلفق لي التهم وسأقدم للمحاكمة.

وفي تصريح خاص لـ " الجزيرة مباشر " 

قال رجل أعمال مصري يعمل مع القوات المسلحة في عدة مشروعات، رفض ذكر اسمه، أن مكسب المستثمر المدني من مشروعات القوات المسلحة ليس كالسابق ولا يتناسب مع حجم الجهد والمال المبذولين.
أبرز تصريحات رجل الأعمال للجزيرة مباشر:
لا يمكن الاعتراض على ضعف المكسب لأن الجيش هو المسيطر على كل أجهزة البلد وكذلك على القضاء.
القوات المسلحة تحصل على كل شيء بسهولة لأن لديها كل الموارد بعكس المستثمر المدني.
العمل مع دوائر تابعة للجيش يمر عبر سلسلة طويلة من العمولات التي يجب دفعها لأفراد وضباط تابعين لها قبل الوصول لإنجاز العمل المطلوب والحصول على الموافقات الرسمية.
الجيش يسدد لنا المبالغ المستحقة على دفعات وبصورة بطيئة.
أغلب العمالة المدنية بمشروعات الجيش رواتبها ليس كبيرة ويتحملها القطاع المدني.

فندق الشويفات 
وأوضح أن قصته بدأت عندما كلفته الهيئة الهندسية بالبدء فورا في حفر أساسات فندق ضحم تابع للمخابرات الحربية في منطقة الشويفات بالتجمع الخامس (شرق القاهرة)، وعندما سأل عن أسباب الاستعجال دون وجود دراسات جدوى لمشروع يتكلف نحو 2 مليار جنيه (الدولار نحو 16.5 جنيها)؛ أخبره القادة أن الرئيس لا بد أن يرى العمل بدأ بالفعل، مشيرا إلى أن المنطقة ليست سياحية لتستوعب الفندق الجديد،فضلا عن وجود فنادق أخرى قريبة.
وقال إن الأمر يعود إلى لواء من المخابرات الحربية يدعى شريف صلاح، وهو صديق مقرب للسيسي ويريد بناء الفندق على أرض تقع أمام منزله.

وأوضح أن الهيئة الهندسية كلفته بالمشروع بالأمر المباشر وليس عبر مناقصة تشارك فيها شركات عدة، وهو ما اعتبره بداية الفساد الحقيقي، مشيرا إلى أن التكلفة تأتي عبر قروض بنكية باسم المقاول لكن بضمان الجيش، وهو ما ورط الكثير من المقاولين مع البنوك الحكومية والخاصة.

ولفت إلى أنه وقع ضحية الخلافات بين المخابرات الحربية مالكة المشروع والهيئة الهندسية الجهة المشرفة على التنفيذ، وأن اللواء شريف قرر في النهاية إيقاف المشروع لحين استكمال دراسات الجدوى والتصميمات الجديدة التي استغرقت سنة، لكن الهيئة الهندسية أجبرت المقاول على عدم سحب العمال من الموقع، مضيفا "وعندما أخبرتهم أن ذلك يتسبب في خسائر باهظة، قالوا هل تريد أن يعلم الرئيس أن المشروع متوقف".

وأكد أنه خسر بسبب ذلك نحو 220 مليون جنيه، وترفض الهيئة الهندسية السداد.

استراحة المعمورة

وتحدث المقاول والممثل المصري عن واقعة مثيرة أخرى، حيث كلفته الهيئة الهندسية قبل الخلافات بسحب كل العمال والتوجه لبناء استراحة خاصة للسيسي في منطقة المعمورة بالإسكندرية، وأخبره القادة أن هذا الأمر له أولوية قصوى، لأن الرئيس قرر قضاء عطلة العيد هناك.

وأوضح أن الاستراحة تكلفت نحو 250 مليون جنيه، فضلا عن مبالغ أخرى للأثاث، لافتا إلى أن السيدة انتصار زوجة السيسي طلبت تعديلات إضافية بنحو 25 مليون جنيه.

ووجه علي اتهامات للسيسي بالكذب حين يتحدث عن فقر مصر والمصريين، بينما ينفق الملايين على نفسه وأسرته، ويهدر المليارات في مشاريع مثل العاصمة الإدارية الجديدة، مشيرا إلى أن إيرادات مشروع حفر تفريعة جديدة لقناة السويس لم تغط حتى تكاليف حفل افتتاحها، رغم أن السيسي وعد المصريين بأنها ستحقق المليارات.
خلفيات:
محمد علي هو ممثل ومنتج ورجل أعمال، من أشهر أعماله فيلم "البر الثاني" الذي تناول قضية الهجرة غير النظامية في مصر.
أول أعماله الفنية كانت من خلال فيلم "القشاش" وشارك أيضا في مسلسل "صفحات شبابية" ومسلسل "السيدة الأولى" والجزء الثاني من مسلسل "شارع عبدالعزيز".
شارك أيضا في فيلم "المعدية"، ومسلسل طايع.
يذكر أن محمد علي هو ممثل مصري، التحق بورشة لدراسة التمثيل قبل أن يشارك في فيلم القشاش عام 2013، واتجه بعدها للمشاركة في إنتاج فيلم المعدية الذي شارك في التمثيل فيه أيضا.

وأثار علي جدلا كبيرا خلال مهرجان القاهرة السينمائي 2016 عندما شارك فيلمه "البر الثاني" في مسابقة المهرجان، حيث ظهر منتجا للفيلم وبطلا له، وأقام دعاية كبيرة للفيلم أثارت استفزاز الصحفيين، وواجه اتهاما بأنه يقوم بالتمثيل اعتمادا على ماله وليس موهبته، وأن إدارة المهرجان تجامله بعرض فيلمه في مسابقة المهرجان مع تخصيص دعاية كبيرة له، لكنه عاد وأثبت نفسه عندما قدم دور ضابط الشرطة الشريف في مسلسل "طايع" للمخرج عمرو سلامة في رمضان 2018، حيث أثنى بعض المتابعين على أدائه.




المصدر
الجزيرة مباشر
مواقع التواصل