تسريبات نبطشي الفرح!
آيات عرابي
من وقت أن أذاعت قناة مكملين التسريب الذي يفضح تورط عصابة المجلس العسكري في تلفيق التهم للرئيس والقتل والتزوير، انتابت عصابة الانقلاب حالة من الهلع، فما أن انتهت القناة من إذاعة التسريب، حتى خرج "الأومباشي" ليقوم بمداخلة مع قناة فضائية، ليعلن حضوره لدورة رياضية لذوي الاحتياجات الخاصة، وهي تفاهة غير مسبوقة وتصرف يدل على العصبية، ويشي بأن ذلك (الأومباشي) كان يشاهد التسريب، وفي اليوم التالي حضر الدورة وخاطب الحضور بلغته الكسيحة، التي بدا فيها كأحد الممثلين وهو يقدم راقصة في فرح شعبي في أحد الأفلام المصرية، ومن وراء جدار من الزجاج المضاد للرصاص، حتى شبهه المعلقون على بعض الصفحات
بـ ( نبطشي أفراح ).
كان من الواضح أن التسريبات أوجعتهم بشدة، فتوالت الأخبار والألاعيب الإعلامية لتشتيت انتباه الشعب عن الفضيحة، بدءاً من خروج من يرتدي عمامة أزهرية ليقول إن الخمر لم تُحَرَّم في القرآن، وحتى تلك المذيعة المؤيدة للمخلوع التي ظهرت في حلقة تتحدث فيها عن العفاريت التي ركبت إحدى الأسر، ومروراً بالقبض على شبكة مزعومة للشواذ مكونة من 33 فرداً!!
والحقيقة أن العفريت الذي ركبهم كان تلك التسريبات التي فضحت كواليس العصابة، وتبعت التسريبات أكبر حالة من الغلوشة الإعلامية والتصريحات اللامعقولة، بهدف اجتذاب النقد لإعلاميين وغيرهم، الفضيحة كانت كافية تماماً للإطاحة بأي حكومة منتخبة، فما بالك بنظام جاء على ظهر دبابة؟
وربما كان غلق السفارات قد جاء في أعقاب معلومات وصلت تلك الدول عن جرائم إرهابية كبرى، تنوي عصابة الانقلاب ارتكابها للإمعان في تلطيخ الثوار الذين لم يتركوا الشوارع منذ ما يزيد عن عام ونصف، وكان هذا بمنزلة صفعة كبيرة على قفا نبطشي الأفراح وعصابته، وتلا ذلك نشر مجلس الشيوخ الأمريكي لتقريره الخاص باستخدام السي آي إيه للتعذيب، وتعاون حكومات عربية معها مثل مصر والأردن والسعودية والإمارات، وهو تقرير يكفي لمحاكمة كل رموز نظام المخلوع بتهمة الخيانة العظمى، فالتعاون مع السي آي إيه كان بموافقة من المخلوع، وبإشراف مدير مخابراته المقبور عمر سليمان، وبإشراف أجهزة الأمن كلها، بما فيها الداخلية والمخابرات الحربية التي كان يرأسها نبطشي الفرح.
التسريب الذي أذاعته قناة مكملين كافِ تماماً لإعدام أعضاء المجلس العسكري بتهمة الخيانة العظمى، وإذا أضفنا إلى ذلك تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي، فإن الأمرين معاً كافيان لإعدام رموز نظام المخلوع بما فيهم المجلس العسكري، غرقاً في مياه الصرف الصحي.التسريب جعل الانقلاب يترنح، فتسريب مكملين وتقرير مجلس الشيوخ الأمريكي، نقلا معارضي الانقلاب من خانة رد الفعل إلى خانة الفعل.
الأداء الإعلامي العصبي ولغة الجسد العصبية المتوترة المرتعشة التي بدا بها "الأومباشي" وصهره، يكشف عن تصدع جديد أصاب منظومة الانقلاب، فعلى الرغم من رد الفعل الشعبي الذي لا يرقى لمستوى فضيحة التسريبات، إلا أن المنظومة اضطرت أن تضحي ببعض من سمعة إعلامها (المنهارة أصلاً)، في سبيل إنقاذ ظهر الأومباشي من الجلد وحماية نظام الانقلاب من مزيد من التصدعات، ولا شك عندي في أن من دبروا الانقلاب في الحكومة الصهيونية وفي وزارة الدفاع الأمريكية، قد فقدوا ثقتهم في ذلك الأخرق بالكامل وأدركوا أنهم أخطأوا الاختيار، فالعميل الخادم لأسياده يجب أن يتمتع بقدر من الذكاء، لا أن يطلق التصريحات التي تغازل الغرب، والتي يعلن فيها معاداته للخلافة وحمايته لأمن الكيان الصهيوني هكذا علانية.
ولا شك أنه يدرك برغم الانخفاض الواضح في مستواه العقلي، أنه سيذبح قريباً، وهو لا يعتمد على شعبية في الداخل بقدر ما يعتمد على ما يخلعه من ملابس وما يقدمه من تنازلات، ولكنها أيضاً لا تصنع شيئاً أكثر من تأخير عملية ذبحه قليلاً، فمن راهنوا عليه أدركوا أنهم راهنوا على دجاجة خاسرة.
وفي هذه المرحلة على القوى الثورية كلها، أن تطور من حراكها كماً وكيفاً، وأن تضع السيناريوهات المختلفة لكيفية إسقاط الانقلاب وكيفية التعامل مع تلك المؤسسات التي خانت الأمانة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق