لماذا كنّا نريد حزمًا أكثر من مرسى؟
فراج اسماعيل
إذا كان مرسي وصف ذلك الإعلام بالمتدني فإن أسلوب بعض القنوات والبرامج الحوارية بلغ درجة السقوط الأخلاقي الذي يتجاوز الانهيار المهني بمراحل.
لمواجهة هذا المستوى المنحدر لابد من إجراءات فورية فلا يعقل أن تقتحم بيوتنا بواسطة البرامج الحوارية السياسية التعبيرات المستهجنة في الأحوال العادية والتي يقصها مقص الرقيب من الأفلام والمسلسلات.
ليس عمرو أديب فقط بل أيضًا تلك التي سماها مرسي في خطابه بالبنت والتي توجه له شتائم ثم تساءل ممسكًا بلحيته ما إذا كانت توجه مثل ذلك لأبيها بذقنه الشايب!
هذه "البنت" أو السيدة في الحقيقة وغيرها من بعض المذيعين والمذيعات لا يقيمون اعتبارًا لأي معايير مهنية.
كثيرون استمعوا إلى يوسف الحسيني وهو يشتم الرئيس على الهواء بكلمة مسيئة جدًا أخجل من كتابتها هنا، والغريب أن القناة التي تبث برنامجه بشتائمه الوقحة يملكها رجل أعمال تونسي! للأسف الدكتور مرسي شجعهم على ذلك بتسامحه في حقوقه القانونية.
نحن لا نطلب منه أكثر من اللجوء إلى القانون لأن ذلك ليس حماية له من التجاوز بقدر ما هو حماية من الحالة الفوضوية التي أوصلنا إليها إعلاميون منفلتون غير مسئولين.
إفصاحه عن بعض الأسماء بشفافية أمر جديد كنا نطلبه منذ شهور.
لأول مرة يذكر للشعب اسمي رجلي أعمال يمتلكان أكبر شبكتين تليفزيونيتين تتهجمان عليه وعلى حكومته ليل نهار. قال إن محمد الأمين صاحب سي بي سي متهرب من الضرائب وأحمد بهجت لم يسدد قرضًا عليه للبنوك.
نعلم منذ أيام مبارك أن الثاني مدان بذلك القرض وأنه تعرض لنوبة مرضية شديدة سافر للعلاج منها إلى الولايات المتحدة وعندما عاد تم تركه دون اتخاذ إجراءات قانونية ضده حتى يسدد ما عليه، لكنها المرة الأولى لي شخصيًا التي أعلم أنه لا يزال مدينًا به رغم الإنفاق المرتفع على شبكته ومذيعيها خصوصًا البرنامج الحواري الذي يقدمه وائل الإبراشي.
أما محمد الأمين فقد خرج سريعًا عقب الخطاب مع خيري رمضان على شبكته نافيًا أي ضرائب مع أنه صدر أمر بمنعه من السفر.
الزميل إبراهيم فهمي رئيس القسم السياسي بالأهرام قال بعد ذلك مباشرة بقناة تليفزيونية إنه نشر مستندات في جريدته الكبرى بأن الأمين وشريكه منصور عامر متهربان من مليار ومائتي ألف جنيه ضرائب، ويتفاوضان حاليًا مع مصلحة الضرائب للوصول إلى تسوية وعرضا دفع 500 ألف جنيه فقط. لأول مرة نعرف أن شفيق اشترى طائرات بزيادة 700 مليون دولار عن قيمتها الحقيقية قبل عدة سنوات.
أين ذهبت هذه الأموال وكيف يترك كل هذه المدة دون محاسبة؟! كشف مرسي اسمي متعهدي البلطجية عاشور في الشرقية وفودة في المنصورة وثالثًا في المعادي دون ذكر اسمه، فكيف يتركون مطلقي السراح لدرجة أن الأول بمجرد انتهاء الخطاب أرسل نحو 300 من جيشه بالأسلحة النارية والخرطوش والمطاوي والمولوتوف ليحرقوا مقرات حزب الحرية والعدالة في مشهد عبثي؟!
أما الثاني بالمنصورة فقد بدأ هجومه مبكرًا عن الخطاب حيث هاجم بلطجيته بعض المسيرات المؤيدة لمرسي فأصابوا نحو 70 ومات اثنان إكلنيكيًا وحاصروا مسجد الجمعية الشرعية لعدة ساعات ساد خلالها هلع وخوف النساء والأطفال الذين كانوا يؤدون الصلاة فأرسلوا استغاثات إلى الرئيس مرسي ووزير الداخلية لإنقاذهم.
التجرؤ على مهاجمة المساجد والمظاهر الدينية الإسلامية شيء غير معهود في مصر منذ الحملة الفرنسية، لكنها الآن تمارس بخفة واستهتار، فيطارد الملتحون كما حدث في محطة طنطا وتضرب المحجبات ويخلع حجابهن.
لهذا كنا ننتظر من الرئيس مرسي إجراءات فعالة وسريعة وليس إعطاءهم فرصة جديدة لأن الأوضاع تتعلق بحالة استهتار متفشية استهانت بالحرمات والخطوط الحمراء.
farrag.ismail@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق