الخميس، 13 فبراير 2014

الطـــــــــــــــــــــــــــــــــوفان: 1

الطـــــــــــــــــــــــــــــــــوفان: 1

 الدكتور محمد عباس‎
طوفان بغير سفينة نوح، وردة لا أبا بكر لها، وفتنة بلا عمر، وصليبيون دون صلاح الدين، وتتار دون قطز، وخونة يبرئهم قضاة النار ويلبسونهم ملابس الأبطال، ودعار يضعون شروط العفة ويدعون براءة الأطفال، ومزورون يشرفون على صندوق الانتخاب، وزنادقة يحددون شروط الإيمان، وعهار يدرّسون الأخلاق، وطواغيت جعلوا من أنفسهم حراسا على الحرية، ومجالس أمة دونها مجالس الشيطان، وصحف بزت مسيلمة، وكذب ليس له في التاريخ مثيل، وخسة ليس لها في العالم نظير، وقلب مكسور، وجرح مفغور، وذنب أمة أخشى أن يكون غير مغفور، وعقل مهدر، وخطايا بلا مبرر وبلا استغفار وبلا توبة، ونار ليست سلاما، واكتشاف بئيس أن الخطأ ليس في الحكام، بل في الأمة المشلولة التي نست الله فأنساها نفسها وسلط عليها من الطواغيت مثل أولئك الذين تسلطوا عليها، فلما آن أوان وصولهم إلى مأواهم في مزابل التاريخ إذا بالمهرجين يتقدمون ليحكموا أمة تستحقهم فكما تكون يُولّ عليها.

نعم ..
طوفان أرى أمواجه و أسمع هدير أمواجه و أخوف ما أخافه و أخشى ما أخشاه أنه لن يقبض أرواحنا ولن يهدم بيوتنا ولن يخرب عمراننا ولن يغرق بلادنا..
لن يفعل أيا من ذلك..
لكنه سيفعل ما هو أخطر.. وسيقضي على ما هو أهم.. وسيغرق ما هو أغلى و أقيم..
سيقضي على ديننا..
لا على الإسلام كدين -فالله خيرا حافظا- بل على المسلمين كجيل أو أجيال..
طوفان يستهدف لا إله إلا الله..
طوفان فيه المسلم متشدد والملتزم أصولي والأصولي إرهابي والاستشهادي انتحاري والجهاد جريمة أما الإيمان فليس بالله بل بمبارك وعبد الله وشارون وبوش والشيطان.
طوفان عجز طيلة الماضي أو على الأحرى هرب من تعريف الإرهاب الذي يخشاه منا أو من توصيف الإسلام الذي يريده منا.. لكنه بعد أن استيقن – في مخيلاته وهلاوسه- من فنائنا و هلاكنا أسفر عما يخفيه.. فإذا بالإرهاب الذي يقصده هو الجهاد، نعم، هو الجهاد، الجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام، لا كراهية في الجهاد فقط مع الموافقة على ترك باقي الإسلام دون الجهاد، إنما المقصود الجهاد كذروة وكرأس، فأنت حين تقطع رأس إنسان لا تقتل الرأس ثم تدع باقي الجسد حيا، و إنما تقتل الجسد كله، لذلك فإنهم لم يعودوا يخفون الآن أن الإسلام الذي يعنونه ليس إسلامنا الذي عرفناه عبر القرون كما ينقل لنا د. يحيى هاشم فرغل ( .. نعم.. "د".. دكتور حقيقي وفذ أيضا.. لأن حرف الدال الذي يسبق اسمه يعنى: دكتور، أما معظم أسماء النخبة المسبوقة بذات الحرف فإنه لا يرمز فيها لكلمة: "دكتور" و إنما يرمز إلى شيء آخر و إلى كلمة أخرى قد تكون : دبا أو دابة أو داءا أو دبرا أو دُّجَّةُ – بمعنى شدة الظلمة وفي الحديث {هؤلاء الدّاجُّ وليسوا بالحاج} أو دجالا أو درنا بمعنى الوسخ أو لعل حرف الدال اختصار لكلمة داعر أو دفر – بمعنى نتن- أو دميم أو دنئ أو دنس أو داهية دهياء ودهواء أو دودة أو دون أو دائص – بمعنى اللص-أو الدبح : دّبَّحَ الرجل تَدْبِيحاً إذا بسط ظهره وطأطأ رأسه فيكون رأسه أشد انحطاطا من أليتيه وفي الحديث {أنه نهى أن يدبح الرجل في الركوع كما يدبح الحمار} .. وربما يكون ذلك الحرف: حرف الدال قد تم تصحيفه ليتحول إلى ذال، فيصبح الحرف دالاً على كلمات كالذيل أو الذليل ) ..
أقول : ينقل لنا د.يحيى هاشم فرغل – بالنص في مقالته بالشعب 8-4-2005 - رأي البارونة كوكس وزميلها جون ماركس للحالة الإسلامية في كتابهما " الإسلام والإسلاموية: ؟ "
حيث يبدأ الكتاب كما يقدمه الدكتور عزام التميمي بديباجة من التعريفات للتمييز بين المسلم المقبول والمسلم المرفوض من وجهة نظر المؤلفين .
 يقول المؤلفان أن الغالبية العظمي من المسلمين هم مواطنون مسالمون ومتقيدون بالقوانين، ولا مشكلة مع هؤلاء علي الإطلاق. إنما المشكلة في رأيهما مع المسلمين المؤدلجين، المتطرفين ، ممن يسمون بالإسلاميين ، وهم أولئك القلة من المسلمين الذين يعتقدون بأن القرآن وحي الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ويقرون بأن الشريعة الإسلامية هي مرجعهم الأعلى في كافة شؤون حياتهم. (!!)
نعم..
واقرءوها يا قراء وعوها.. وواجهوها إن أردتم ولا أقول إن استطعتم..
الإسلام المرفوض.. الإسلام الإرهابي .. الإسلام الذي سيخلصنا المارينز منه جبرا إن لم نتخلص منه طوعا هو إسلام أولئك القلة من المسلمين الذين يعتقدون بأن القرآن وحي الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ويقرون بأن الشريعة الإسلامية هي مرجعهم الأعلى في كافة شؤون حياتهم. (!!)
نعم.. هو الطوفان..
طوفان بدأ أعداؤنا يعدون له منذ ألف عام، وكان الشيطان يعد له منذ بدء الخليقة..لكن أكثر من ساهم فيه ومكّن من حدوثه ومهد له هم نحن..
نعم..
نحن..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق