الأحد، 23 فبراير 2014

مصر والفنانة «الغلبانة» سما المصري!



مصر والفنانة «الغلبانة» سما المصري!

شريف عبدالغني

«سما المصري الفنانة الغلبانة»
جملة قالها توفيق عكاشة في برنامجه. أتفق معه تماما. أتكلم بجد وليس سخرية. سما غلبانة، وعكاشة أيضا غلبان. والاثنان من الكائنات البائسة التي شاءت عجائب المحروسة أن يكونا رمزا للمرحلة.
كل إناء ينضح بما فيه، وكل فولة ولها كيال، وكل إلهام ولها دستور، وكل ثورة وأنتم بخير
.
خلال عهد الملك فاروق كانت «أم كلثوم» الرمز الفني و «التابعي» الرمز الإعلامي.
في عصر عبدالناصر.. ثنائية «عبدالحليم» و «هيكل».
أيام السادات ظهر «عدوية» و «موسى صبري».
وفي زمن مبارك طبيعي أن يتسيد الساحة «محمد ثروت» و «سمير رجب».
أما في أيام الفكاكة الغبرا فلا بد أن تكون «سما» و «عكاشة». إنهما الشيء لزوم الشيء.
أعترف أني أشاهد قناة سما واسمها «فلول»، وأدعو الجميع لمشاهدتها. في أوقات الإحباطات العظيمة للأمم تلجأ الشعوب إلى التفاهات لنسيان جراحها. بعد هزيمة 67 التي دلعناها بـ «نكسة» دخلت السينما المصرية عصر العري العلني المباشر. راجت أفلام المايوهات وشمس البارودي التي تم سلقها -الأفلام وليست شمس- تحت شمس بيروت المشرقة. هل من مصادفة أن شمس الآن وزوجها حسن يوسف من أشد المؤيدين لكبير القوم، وأن الكبير نفسه تطرق لحكاية بيروت وسفر الناس إليها للنزهة في أحد أحاديثه.
بعد عملية ذبح الديمقراطية في 2013 التي دلعوها بثورة «30 سونيا»، كنت أنتوي السفر إلى بيروت وأتخلى عن الكتابة وأفوض «الراجل اللي ورا عمر سليمان» لإدارة شؤون المقالات ويكتبها ليتعبكم بقراءتها، لكن «سما» الله يعمر بيتها وفرّت علينا «مصاري» السفر والإقامة، وأتت إلينا في بيوتنا بأجواء أفلام «شمس» الممثلة، وما كان يحدث تحت شمس وسماء بيروت العاصمة.
إنها ولا ريب من بركات «30 سونيا». يا من كنت تشاهد مثلي قناة «فلول» احمد ربنا أن مصيبتك توقفت عند هذا الحد. مين عارف كان ممكن إيه يحصل لو لم تشرق شمس سما على حضرتك!
لمن ما زال محتفظا بقدرته على مقاومة سما، ولم يدخل إلى عالمها الفضائي الرحب، أوضح له أن الفنانة الغلبانة لا تفعل على قناة فلول سوى الرقص والخلع وإظهار جغرافية جسدها وتاريخ مصر الحقيقي.
مصر التي في خاطري وفي فمي اكتشفت على يدي سما أنها لم تولد إلا في 30 يونيو، ولم يتم تسجيلها في الأحوال المدنية إلا يوم 3 يوليو!
قادر ربنا يكشف الحق بعد الضلال. انسف أفكارك القديمة يا كل «مواطن شريف»، فليس صحيحا أن مصر ولدت يوم ولد مبارك كما أخبرنا وعلمنا جبرتي العصر الحديث وهبرتي «الأهرام» الكاتب الغلبان «أسامة سرايا». منك لله يا عم أسامة. كفّر عن ذنبك هذا بإطعام نصف العاملين بالمؤسسة العريقة التي كنت ترأسها، ثم انتع مقالا من نفس الحجم «الكومبو» الذي كنت تبيعه لنا في قلب الصحيفة، وصحح للتاريخ وللعالم وللأجيال القادمة أن أمك مصر لم تولد إلا قبل 7 شهور. انس تماما فكرة أن عمرها 7 آلاف سنة. حرام نقول عليها عجوز شمطاء، لكن الرضيعة المسكينة حائرة ولا تعرف من «أبوها».. هل «تواضروس» أم «الطيب». تواضروس طيب.. لكن الطيب أطيب.. وطيب يا صبر يا طيب.
زمان كتب أستاذ الساخرين محمد عفيفي: «إذا ضُبطت فتاة في منزل سيئ السمعة، فتأكد أنها نشأت في منزل سيئ التغذية!!». 
أما الآن إذا ظهرت سما في قناة سيئة السمعة، فثق وضع في بطنك شادر بطيخ صيفي أنها نتاج عصر سيئ التغذية العقلية.
في عصر الساعة الأوميجا و «السوفت» و «العذاب والمعاناة» لا بد أن تكون سما «السوفت» هي الفنانة الأولى، وعكاشة «العذاب والمعاناة» هو الإعلامي الأول. لكني كما قلت أرى أنها غلبانة وأنه غلبان وأنهما كائنان بائسان، وأفضل بمراحل كثيرة جدا «جدا جدا»، من باقي أساطين السياسة والفن والإعلام بقيادة لميس وزوجها والحكومة وبلاويها.. عفوا على هذا الخطأ الطباعي، أقصد «ببلاويها».
سما هي الوجه الحقيقي والخلاصة النهائية وعصارة أحاديث السلطة ورجالها وثوارها ومفكريها ومنظريها وإعلامييها ورجالها ونسائها وعيالها وطراطيرها. الفنانة الغلبانة تسب في غنائها الراقص المهتز بكل تفاصيل جسدها محمد مرسي والإخوان والبرادعي وشباب 25 يناير، وكل من لا يلحس البيادة أو يبوسها وهذا أضعف الإيمان. تهلل لإبادة معتصمي «رابعة». تسب الرئيس الأميركي «يا أوباما أبوك وأمك».
هل في هذا جديد.. هل يختلف ما تقوله عن مضمون خطابات الرئيس، الذي غلبت واحتار غلبي كما تقول الست نجاة- أن أحفظ اسمه، والذي يصف الإخوان بكل الموبقات؟
أليس ما تغنيه هو بشحمه ولحمه نفس تصريحات جدنا رئيس الوزراء أدام الله بقاءه؟
هل يطرح كل الكبار النخبويين المؤيدين للانقلاب أفكارا غير التي تطرحها سما؟
.. أليسوا هم من أطلق حملة شيطنة الإخوان ووصفهم بالخرفان، واتهموا كل شباب الثورة بالعمالة، وأوباما بمساندة مرسي، وشاركوا في القضاء على الديمقراطية لصالح «العسكراطية»؟!
أحترم سما وأحترم عكاشة عن كل هؤلاء الأفاقين. الأخير مثلا تشاهده -وبغض النظر عما يقوله- تجد فيه خفة دم الفلاح المصري الفطري، ولا يعمل فيها مفكرا أو علامّة عصره. شخصيا لا أشعر بملل من مشاهدته. بينما مثلا لا أطيق رؤية المدعو خيري رمضان دقيقة كاملة. ثقيل الظل.. سمج.. لزج.. يابااااااااي.
أما سما فمكانتها كبيرة. هي لم تفعل مثل مثقفي الندامة الذين يحاولون تجميل وجه وجسد الانقلاب العكر، المليء بخطايا وإبادة تضعه في مقدمة صفوف مصاصي الدماء، لكنها جابت من الآخر وكشفت عن الوجه الحقيقي لمصر في عصرها الجديد: ديكتاتورية.. قمعية.. تافهة.. مشخلعة.. وجهها مكشوف.. وألفاظها بذيئة.. ومنظرها كله على بعضه مفضوح.
حاجة فعلا مقرفة. لكنها بلدي. فلا مفر منها.
أستأذنكم.. «فلول» تشدني و «سما» تناديني!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق