مصير الأخيار.. في مسار الأخبار... (4)هل بدأت بواكير الملاحم الكبرى؟
هل بدأت بواكير الملاحم الكبرى؟
على خلاف توقعات الكثيرين، فكثيرا ما كتبت عبر سنوات مضت معبرا قناعتي بأن أمريكا وحلفاءها، وإيران وأنصارها؛ هما.. (عدوان.. وسيتحاربان)! وذلك لأسباب عديدة..
وقد زادت هذه القناعة منذ أن انضمت إيران علنا إلى ما يسميه الأمريكيون (محور الشر) الشرقي، الذي يضم (الصين وروسيا وكوريا الشمالية) وهي الدول التي تمثل العدو الأول لأمريكا والغرب، في نظر القيادات السياسية والدينية، فهم يسقطون على الصينيين وحلفائهم نصوص التوراة والإنجيل التي تتحدث عن قوم (يأجوج ومأجوج) الذين سيقاتلون المسيح وأتباعه في الزمان الأخير!
وقد سبق أن كتبت بعد أيام قليلة من طوفان الأقصى مقالا بعنوان: طوفان الأقصى.. هل يبلغ مداه الأقصى..؟ .. توقعت فيه أن عملية الطوفان التي اتهمت إيران عمدا ومكرا بتدبيرها؛ ستطول زمانا وتتسع مكانا، وأن الأمريكان وكيان العدوان لن يفوتا فرصة هجوم حماس حتى يقوموا بقصقصة أجنحة إيران، ريثما يستهدفونها بذاتها قبل أن تستكمل الصين ركوبها للعبور إلى أهم وأخطر مناطق النفوذ الأمريكي والغربي في جزيرة العرب وما حولها..
أما توقعات المستقبل القريب، خلال الحرب الحالية إذا تحولت لحرب إقليمية.. فإن أبرز توقعاتها..
أن إيران بعد تلك الضربات الأخيرة لن تكون مثل إيران قبلها.. وهذا يعني أن المشروع الإمبراطوري الشيعي الفارسي المستهدف لأهل السنة من خلال جمهورية مهدي الخرافة في وطهران.. صار في خبر كان..
جزيرة العرب ستظل -والله أعلم- مثل بلاد الشام؛ ميدان صدام عام بين إيران والكلب المسعور للأمريكان.. والمتوقع ألا يجد الإيرانيون حيلة للرد والانتقام من الأمريكيين.. إلا باستهداف بلاد الحرمين.
الصين التي يقصدها الأمريكيون بحروب الوكالة عن بعد؛ لن تكتفي بموقع المراقب عن بعد، بل يتوقع ألا يطول الوقت حتى ترد الصاع صاعين في جزيرة تايوان، بالغة الخطورة على مصير اقتصاد الأمريكان..
وأما روسيا التي بدأ الغرب باستدراجها وإشغالها بنفسها في أوكرانيا، والتي فقدت حلفاءها في سوريا.. فإنها ستزداد ارتماء في أحضان الصين.. خاصة وقد هدد بوتين مرات كثيرة علنا.. بتحويل الحرب الأوكرانية الى حرب نووية عالمية..
الأنظمة العربية (الجبرية) ستتوزع جبرا وقسرا -في حال توسع الحرب- بين مندفع لمعسكر الشرق، ومدفوع لمعسكر الغرب، والأمريكيون سيتعاملون مع الجميع وفق مبدأ بوش الابن (من ليس معنا فهو ضدنا).. وسيكون هذا الامتهان بمثابة الإيذان المبكر بزوال مرحلة الجبرية، التي تأتي بعدها مباشرة مرحلة الخلافة على منهاج النبوة..
أما المغضوب عليهم -شعبا وحكومة- فإن (العلو الكبير) وربما الأخير لبني إسرائيل؛ سرعان ما سيزول حتما عقب تفكك الولايات (غير المتحدة) الأمريكية، ليجيء زمان قدوم كتائب عباد الرحمن، الذين قال الله تعالى عنهم: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا} [الإسراء/٧].
فأرض المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله.. كانت وستظل محورا لعناوين الأحداث الكبرى الموصولة بالملاحم الكبرى..
وللحديث بقية.. بإذن الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق