الأربعاء، 21 مايو 2025

مصير الأخيار ..في مسار الأخبار (٢) حروب ترامب.. وركوب العرب.. !

 مصير الأخيار ..في مسار الأخبار (٢)

حروب ترامب.. وركوب العرب.. !




مع أن الله تعالى تعهد بأن{الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ }[ هود/ ٤٩] فإن الطريق إلى تلك العاقبة لايكون إلا بعد جهاد وجلاد، يتلوه مخاض بميلاد جديد ومجيد، وهذا هو طريق الرسل الذي يحتاج دوام المصابرة والمرابطة، كما قال الله تعالى : {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ }[الأحقاف/٣٥] فذاك الطريق محفوف بالسباع والضباع وقطاع الطرق المتحالفين مع صنوف الأعداء.
● وفي واقعنا الذي عايشناه كما عايشه من قبلنا من المسلمين؛ نجد أن كل عداوات المغضوب عليهم والضالين وسائر المشركين.. لا تشتد ولا تحتد إلا بدعم ومساندة من الخشب المسندة، التي يمثلها منافقون معلومو النفاق، ولايمكن التصدي بحق لذاك العداء المشترك إلا على أيدي موحدين مخلصين، وهم بلاشك موجودون باقون مابقي الدين، لأن الله تعالى قال عن أصحاب اليمين : {ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِّنَ الْآخِرِينَ(٤٠)} [ الواقعة] .
وقد قال الله عز وجل عن أشد الناس عداوة للذين آمنوا : { لَأَنتُمْ أَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ}[ الحشر/١٣] .
ومن آيات الله أن الأحداث العالمية الدامية منذ وعينا على الدنيا وحتى اليوم تصدق حديث القرأن عن حقائق هذا الصراع .. وآخر ذلك ما حدث ومازال يحدث في غزة و وسوريا وكشمير وغيرها.
● ومن يراقب مسار الأخبار العالمية في خطوطها العريضة؛ يرى أن شيطان واشنطن الحالي يطمح في بقاء أمريكا امبراطورية صليبية توسعية استبدادية أبدية، جاعلا من عالم المسلمين أدوات دعم وتأييد، وميدان صدام دام يديرونه من بعيد، فما تعده أمريكا اليوم لمواجهة الصين وحلفائها ؛ لايبعد كثيرا عما فعلته من قبل في مواجهة روسيا وأشياعها.
● ولأن الحروب الصليبية لا يخوضها أصحابها إلا بخلفيات دينية منذ بدأت وإلى اليوم وحتى زمان الملاحم عندما يقولون للمسلمين (انتصر الصليب).. فإنهم يستصحبون دائما استعمال مايسمونهم "العوام" أو ( الجويم) في تحالفات مؤقتة لمحاربة عدو أكبر، والعوام أو الجيم أو الأميين عندهم.. يمثلهم عادة المسلمون عامة والعرب منهم خاصة، حيث يقولون بلسان الحال والمقال { لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75} [آل عمران/٧٥].
● ويأتي في هذا السياق زيارة (ترامبياهو) لدول الخليج (السعودية، قطر، الإمارات) من ١٤ إلى ١٦ مايو ٢٠٢٥، حيث وصفت تلك الزيارة. بـ"التاريخية"، وهي اولى زيارت الرئيس الأمريكي خارج أمريكا بعد فوزه للمرة الثانية بالرئاسة، وقد كانت زيارة استثنائية، أشبعت عنده ميول جشع لا يعرف الشبع لتحقيقها صفقات تجاوزت 4 تريليونات دولار، مع رسم ملامح جديدة للتعاون الاقتصادي والأمني بين الولايات المتحدة و دول الخليج، فيما يبدو أنه إعادة تأهيل لدور قادم ، لايعلم الله تفاصيله إلا الله
حقق ترامب خلال زيارته - وفقاً لتقارير إعلامية- نتائج وفوائد ضخمة لحساب أمريكا ( وعلى حساب الجويم بالطبع)
فالسعودية: وقّعت اتفاقية شراكة اقتصادية استراتيجية مع الولايات المتحدة، بقيمة مئات المليارات، تشمل استثمارات بـ٦٠٠ مليار دولار في قطاعات التكنولوجيا والطاقة المتجددة، إضافة إلى صفقة أسلحة بـ ١٤٠ مليار دولار وصفتها الإدارة الأمريكية بأنها "الأكبر في التاريخ". ( تحارب بها من..)..؟!
أما قطر فقد أبرمت اتفاقيات لإنعاش الاقتصاد الأمريكي بقيمة ١.٢ تريليون دولار في صورة تبادل اقتصادي ، مع طلب شراء ١٦٠ طائرة بوينغ بقيمة تزيد عن ٢٠٠ مليار دولار كما قدمت الدوحة طائرة فاخرة هدية للدموي ترامب، وصفت بأنها "مبادرة محبة".
وأما الإمارات فقد تعهدت باستثمار ١.٤ تريليون دولار على مدى عشر سنوات في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، ولذلك كان مما ناقشه ( ترامبياهو) اقتراحا بإنشاء "ناتو عربي" يركز على الأمن السيبراني والدفاع الجوي المشترك( ضد من)..؟!
أما غزة الحرة المدمرة المحاصرة وسط عالم العبيد؛ فلم تكن على جدول اصحاب الجلالة والفخامة والسمو ..لماذا..؟!
لأنهم- في رأيهم - كما قال رئيس منظمة [[[ التحرير ]]] الفلسطينية : ولاد..(...)..!
وصدق الله العظيم الذي قال {الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [ التوبة/٩٧]..
ولكن ليس كل العرب سواء، فقد شهدت ساحات الفداء والعطاء من القادة والجنود العرب قامات تذكر بسير الصحابة، ولذلك قال الله تعالى في أمثالهم من سابقيهم ولاحقيهم : { وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ ۚ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ ۚ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [التوبة/٩٩] ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق