حسام الغمري يكتب : ” الاغتصاب كان أهون حاجة بتحصل معانا جوه المعتقل ” +18
: جمعوا مننا المصاحف ورموها في دورة الميه: الظابط خد مني المصحف ورماه على الأرض وداس عليه برجليه
: الظابط قالي احنا كفار على فكرة …
هل استمعتم الى هكذا حكايات مؤخرا .. أم أن في آذانكم وَقرا وفي قلوبكم أكِنه .
تحدثت مع أحد الشباب أثناء الايام التي كنت فيها مشاركا في اعتصام رابعة و كنت أحاول أن أستقى منه مدى قدرتهم على الصمود تحت لهيب شمس أغسطس الحارقة ، مُستلقين على أسفلت يكاد يطحن عظامنا فقال لي : لو افتكروا اننا ح نزهق ونسيب رابعة ونروح يبقوا غلطانين !
فسألته : بس فيه شهر عدى ومفيش أي مؤشرات بتدل ان مرسي راجع .. والمسيرات بقت روتينيه .. اعتقد ان العسكر قدروا يتكيفوا معاها خلاص .. وأكيد الناس اللي في رابعة ح تشتاق ترجع لحياتها الطبيعية والوضع هنا زي ما انت شايف صعب جدا .
فصدمني قائلا : اسمع يا استاذ حسام .. أنا اعتقلت 5 سنين بدون محاكمة .. وأنا أقل واحد هنا في صف الخيام ده اللي قضيت فتره من حياتي في المعتقل .. فيه هنا اللي قضى عشر سنين .. واللي خمستاشر .. واللي عشرين .. وكلنا عارفين اننا لو سبنا رابعة وروحنا ح ييجوا يآخدونا من بيوتنا تاني .. وطبعا احنا عارفين بيحصل فينا ايه في المعتقلات ..
فسألته : كانوا بيعملوا معاكم ايه ؟
فاجابني بعد نظرة لن انساها : بص .. الاغتصاب كان أهون حاجة بتحصل معانا جوه المعتقل .
لم أتمالك دموعي التي بدأت تنهمر ، ولكني سألته : طيب وهما اعتقلوك ليه ؟
فأجابني بمراره لم أر مثلها في حياتي : ابدا .. انا كنت شاب عادي جدا في كلية حقوق عين شمس .. وفجأة التزمت وربيت دقني ومبقيتش أصلي غير في المسجد .. فكرت اني في رمضان اعمل تمر واقف أفطر العربيات اللي ما لحقتش تروح قبل آدان المغرب .. وبعد كام يوم أقنعت اتنين شباب من المنطقة انهم يساعدوني ويشاركوني في الثواب .. فلما بقينا تلاته جم البيت عندي واعتقلوني وفضلت 5 سنين ومخرجتش الا في ثورة يناير ، لكن وانا في المعتقل انضميت للجماعة الاسلامية .
تذكرت جملة الممثل محمد امام في فيلم عمارة يعقوبيان : هتكوا عرضي يا مولانا !!
يال سذاجتي .. لقد شاهدت الفيلم مرات ومرات وكنت اعتقد ان هذا المشهد مجرد خيال لمؤلف يريد الإثارة ، كنت أعتقد أيضا انه خيال فج لا يليق ، ولكن صدمتي حين سمعت بأذني أن هذا يحدث بالفعل للذكور الذين يقولون ربي الله ثم يستقيموا في زنازين مصر كانت رهيبة ، والواقع ان مصر كلها زنزانة كبيرة للمسلم الحقيقي .
” رحم الله هذا الشاب ان كان مازال احيا أو ان كانت قد قضى نحبه أثناء مجزرة الفض ، فبعد تجربة كالتي رواها لي يصير المرء ميتا على قيد الحياة ”
ثم تساءلت في نفسي : في أي مجتمع نحيا ؟ وكيف عشت في هذا الوطن لاكثر من أربعة عقود وأنا مغمض العين عن هكذا بشاعات وفظاعات تحدث فيه .
قررت أن أبحث والا أتوقف عن البحث .
واليكم بعض الروايات ، وعذرا لأنها جميعا + 18
قال مجدي محمد موسي – أحد المعتقلين منذ عام 1990 وحتى عام 2007 : كنا 47 معتقل سياسي , مات منا ثمانية , وأتذكر السفاح الضابط الذي كان يتولى تعذيبنا وكان يجبرنا أن نتجرد تماماً من ملابسنا , وكنا بالتالي لا نصلى لأن عورتنا متكشفة .
وأضاف مجدي قائلا : كنت في عنبر 5 , زنزانة انفرادي, وفي احدى الليالي قام ضابط السجن بفتح باب الزنزانة وقال لي “ادخل الزنزانة إللي جنبك وخلى زميلك يفك الإضراب عن الطعام إللى عامله لأن مفيش حاجة عندنا بتجيب نتيجة معانا .
وأكمل مجدي كلامه قائلاً : فدخلت الزنزانة المجاورة لي ووجدت أخ لي يُدعى ” …………….” مُلقى على الأرض وبدون ملابس تماماً فقلت له لماذا أنت مُضرب عن الطعام فأجاب : كنت مريضا فطلبت من إدارة السجن علاج فأعطوني حبة , ولكنها لم تكن علاجاً لمرضي ، كانت حبة مخدر قوي , ثم قام ضباط السجن بإدخال الجنائيين فاعتدوا عليا جنسياً , فقررت أن أضرب عن الطعام
وبعدها بلحظات فارق الحياة بين يدي .
وأضاف مجدي : كما أتذكر أخ آخر يدعى “…………. ” توفى أيضاً بعدما اعتدوا عليه جنسياً فأضرب عن الطعام حتى الموت أيضا .
وأضاف : أتذكر أيضا أخي ” ……………… ” الذي كان يعانى من مرض البواسير و ظل ينزف لمدة 3 سنوات دون علاج حتى مات بالجفاف, فرأيت من نظارة الزنزانة العساكر وهم يحملونه في بطانية ثم إلى ثلاجة الموتى .
أما أخي “حسن محمد إبراهيم” , فقد مات من شدة التعذيب , وكذلك الأخ “مجدي عبد المقصود” , ولا استطيع أن أنسي الأخ “نبيل على جمعة” الذي مات وهو جالس على الجردل أثناء قضاء حاجته , وكذلك “أحمد عبد العظيم” الذي توفى عام 1997 من شدة التعذيب في السجن , وكان “يوسف صديق ” في الثلاثينات من عمره ومن شدة التعذيب كان يقضى حاجته على نفسه حتى مات .
وأضاف مجدي : قال لنا رئيس مباحث السجن ذات مرة ” لو كنا حابسين حمير كان زمانهم ماتوا ” , فرد عليه أحد المعتقلين إحنا معانا كتاب ربنا , فقام هذا المجرم بلم جميع المصاحف من كل الزنازين وأحرقها أمام أعيننا ونحن مكبلين الأيدي والأرجل ، فضلا عن قيامه بجمع أكثر من 100 معتقل وإجبارهم على الطواف حول شجرة وقول ” لبيك اللهم لبيك ” وكان يضع صورة حسنى مبارك ويقول لنا أسجدوا تحتها .
والآن ، هل صدمتك هذه العبارات وحرجت شاعريتك يا مؤيد مبارك والسيسي ..
هل استمعت اليها ايها الكومبارس حمدين الذي قلت قبل أيام ان دعم السيسي واجب وطني ..
ربما تحتاج أيها المنافق الى المزيد من الشهادات المؤسفة ، حسنا اليك المزيد …
قال محمد إسماعيل عبد الغنى – الذى اعتقل لقرابة 20 عام منذ عام 1981 – رأينا أهوال داخل سجن الوادي الجديد بعد أن تم إجبارنا أكثر من 10 مرات على الخروج من الصلاة لنقول بدلا من ” الله أكبر ” .. ” مبارك أكبر ” و ” جمال أكبر ” .
وأشار محمد إسماعيل الي انه داخل مقرأمن الدولة في”لاظوغلي” تعرض مئات المعتقلين للتعذيب الوحشي ، وقال : كنا نتعرض لتعذيب نفسي وبدنى عنيف بداية من القيام بحلق شعر الرأس والوجه والجسد كله وتركنا عرايا لفترات طويلة وضربنا وتعذيبنا بآلات حادة ومواسير .
مشيراً إلى أن ضباط مباحث أمن الدولة كانوا يجبرون المعتقلين على السير كالحيوانات على ايديهم وارجلهم كما أجبروهم على قضاء حاجتهم كما تقوم الحيوانات باخراج فضلاتها ، فضلا عن اطلاق اسماء نساء علينا ، فضلاً عن التطاول علي الذات الاهية خلال تلقينا سيل من الشتائم ، وكانوا أيضا يتعمدون حجب الشمس عنا وتقديم طعام الينا دون ملح حتى نفقد الكالسيوم الموجود في اجسادنا وبالفعل سقطت اسناننا جميعا كما تعرضنا لتقوسات في العظام باتت تُعيقنا عن السير بشكل طبيعي .
والآن ربما زالت دهشتكم حين ورد اسم مصر التي كانت تقوم بالتعذيب متطوعة نيابة عن السي آي أية وفق فضيحة الكونجرس الامريكي الأخيرة .. وهل كان الأمريكان سيجدون وحوشا بشرية أقذر من هؤلاء .
هل زالت دهشتكم حين عرفتم أن المقبور عمر سليمان عرض قطع يد شقيق ايمن الظواهري وارسالها الى امريكا حين طلبت التأكد من حامض ال DNA لجثة يشتبه انها لشقيقه !!
كان عقلي وضميري وانسانيتي واسلامي يرفضون كل هذه الروايات ، لولا اتصال قد اجريته مع لواء شرطة عمل في مباحث أمن الدولة لمده 25 عاما ثم خرج ليعمل في مجال التسويق الفني حيث جمعتنا علاقة عمل لأعوام ، قبل ان يعود مع الذين عادوا الى العمل من أجل القضاء على الثورة .
قلت له ” وكنت أعلم انه اذا تم استفزازه يُخرج بعض ما في جعبته ” : لقد صنعتم وفق اعتقادي ثاني أهم مؤتمر إسلامي بعد بيعة الرضوان تنقله الفضائيات من ميدان رابعة .
فصرخ في الهاتف قائلا : لن نسمح بوجود إسلام في مصر .. إن ارادوا اسلاما فليعودوا الى الصحراء من حيث أتوا .. فليذهبوا الى السعودية !!
فقلت له بنبرة سخرية : ولكن السعودية معكم وتدعمكم أنتم سيادة اللواء .
وعن علاقتي بهذا اللواء وما عرفته منه عن فترة حكم مبارك سأتحدث طويلا
ان كان في العمر بقية
ملحوظة : بعض هذه الشهادات موثقة داخل مركز الشهاب لحقوق الانسان بالتنسيق مع مركز ضحايا لحقوق الانسان ومركز النديم لحقوق الانسان وجمعية بلدي لتنمية الديمقراطية عن جملة من الجرائم ” ضد الإنسانية التى تم ممارستها ضد المعتقلين الاسلاميين داخل السجون والمعتقلات ومقرات الاحتجاز بمباحث أمن الدولة .
حسام الغمري
للتواصل مع كاتب المقال
https://www.facebook.com/hossam.elghamry
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق