هل تنصر ثروت الخرباوي؟ 1
المفكر الإسلامي الدكتور محمد عباس
كانت تشكو من زوجها.. لم أسمع لها.. أعطيتها درسا في الأخلاق.. وأنني لا أحترم أبدا الزوجة التي تشكو زوجها ولو بالحق-إلا في حدود الشرع وبضوابطه- فما بالك بالزوجة التي تشكو زوجها وهي على باطل..
انصرفت الزوجة وهي من خضراء الدمن من مكتبي لأعلم بعد حين أنها زورت أوراق سفر وسافرت لأوروبا لتقيم مع رجل بدون زواج..
عندما اتخذت هذا الموقف لم أكن أدرك مرجعيته الشرعية.. الآن أدرك..
***
رغم الغصة في القلب.. رغم الألم.. احترمت الدكتور محمد يسري عندما انتقل من حزب النور إلى حزب ألبرادعي..لأنه عندما انتقل في صمت مطبق..احترمته.. لكنني كنت ضده على طول الخط.. وظل دمعة لا تهطل ولا تجف .. لأنها مكنونة في القلب.. حتى يومه الأخير.. عندما زاره العالم الجليل الدكتور محمد إسماعيل المقدم والدكتور ياسر برهامي.. فبكى .. وبكوا.. ولم يزره ألبرادعي لنعلم بعد ذلك أنه كان قد استقال من معية ألبرادعي ورفض طيلة الأسبوع الأخير من حياته أن يرد عليه.
***
لكنني سألت نفسي أيها أكبر إثما عند الله.. سفورها ..أم مخالفتها بالخروج في الحداد على الزوج.. أم ظهورها مع جابر القرموطي.. و.. على قناة ساويرس..ولأول مرة أحس بإشفاق هائل على الدكتور محمد يسري.. قلت لنفسي يبدو أنه عانى ألونان من الشقاء لم نفطن إليها.
***
نعود إلى ما بدأنا به.. تلك الزوجة التي ذكرني بها العديدون على رأسهم دومة ومحمد أبو حامد..وأضع يدي على القلب وأنا أتذكر عزيزين أو كانا.. الدكتور محمد حبيب والمستشار مختار نوح..
ومن المحزن أنني كلما شاهدت إسلاميا يهاجم إحدى الفصائل الإسلامية في قنوات الفلول تذكرت تلك الزوجة التي هربت للخارج مع غريب..
لو ذهب إلى أي قناة إسلامية لاعتبرت الأمر اجتهادا بين الأجر والأجرين.. أما أن يذهب إلى قناة من قنوات الفلول فذلك يذكرني بالزوجة التي هربت إلى الخارج لتعيش مع غير زوج.
***
ثروت الخرباوي يمثل حالة خاصة.. والحقيقة أنني لم أهتم به في أي وقت من الأوقات.. كنت أرى أن وجوده بين الإخوان المسلمين لم يضف إليهم شيئا وأن خروجه من بينهم لم يفقدهم شيئا.. وظللت عزوفا عن متابعته إلا ما يقع تحت عيني مصادفة – لا توجد مصادفة أبدا لكننا نستعمل مصطلحات الآخرين كي نُفهم-.. وظل هذا موقفي حتى فاجأتني بضعة أخبار منها فوز كتابه " سر المعبد" بجائزة المعرض الدولي للكتاب في القاهرة..كنت أدرك بالطبع أن لجنة ما منحت القمني جائزة الدولة.. عليهم وعليه لعنة الله. لكن ذلك كان قبل الثورة..
لكن سؤالا وجهه إلي الأستاذ محمد عقل مدير قناة الخليجية الفضائية جعلني أتناول الأمر بمزيد من الاهتمام.
***
بحثت عن مؤلفات ثروت الخرباوي فوجدت له كتابين على الشبكة العنكبوتية.. الكتاب الأول نشرته دار الهلال تحت عنوان "قلب الإخوان" عام 2010 وهو كتاب لم يغير كثيرا في وجهة نظري عن الخرباوي مثل كتابه الثاني:"سر المعبد" والذي فجر أمامي علامات تحذير خطيرة..
***
في كتاب" قلب الإخوان" نجد كتابة ثروت الخرباوي ركيكة وغير مترابطة ونراه يناقض نفسه في الصفحة التالية أحيانا أو بعد صفحات أحيانا أخرى أما أزمته الحقيقية فهي أزمة داخلية حتى بدا لي في بعض اللحظات بطلا في رواية لنجيب محفوظ كرواية خان الخليلي..بطل عالمه شديد الضيق وكذلك أفقه وهو ينتقل من شدة الانبهار إلى أقصى الاستنكار في سلاسة غريبة دون أن يحس بأي تناقض.. وفي بعض الصفحات على سبيل المثال تراه يصف رجائي عطية وصفا يليق بالمهدي المنتظر لكنه سرعان ما ينقلب عليه محذرا منه.. وتراه يذوب حبا في مختار نوح ويلعن سامح عاشور وفجأة وبلا مقدمات تجده ينضم لسامح عاشور ضد مختار نوح.. وتراه يفاجأ مفاجأة شديدة كما لو كان ينتظر من مختار نوح أن ينضم إليه ضد نفسه..!! وهو يهاجم الإخوان هجوما عنيفا في روز اليوسف ثم يكاد يجن من المفاجأة عندما يطرده مأمون الهضيبي عام 2002
***
فلنأخذ بعض الأمثلة
في صفحة 13 يهاجم المستشار مأمون الهضيبي مدعيا أنه اعتبر عملية قتل سيد فايز عبادة يتقرب بها إلى الله ثم ما يلبث في صفحة 18 أن يتحدث عن غضب الإمام حسن البنا على النظام الخاص قبل استشهاده حيث وصف بعضهم بأنهم ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين و كذلك غضب المستشار الثاني حسن الهضيبي عليهم لأنهم هم الذين أدخلوا الإخوان في محنة قاصمة باقعة وتسببوا برعونتهم وجهلهم – والألفاظ للخرباوي- في حل جماعة الإخوان الذي أسفر عن قتل حسن البنا لذلك كان أول قراراته بعد أن تولى حل النظام الخاص وفصل عبد الرحمن السندي ( وهو المتهم الأول في قتل سيد فايز) وهو الذي حاصر المستشار الهضيبي بعد ذلك محاولا إرغامه على الاستقالة بإيعاز من عبد الناصر.
حيث يروي الشهيد سيد قطب أن مصطفى أمين اتصل به ليخبره بالخبر فذهب مسرعا إلى دار الهضيبي ومقر الإخوان ليفاجأ أن الأحداث التي أنبأه بها مصطفى أمين تبدأ في الحدوث بعدها بنصف ساعة.. تماما كما حدث مع قناة السي بي سي وحرق المجمع العلمي والهجوم على سميراميس و..و..و..
***
سوف نفاجأ بالخرباوي في هذا الجزء يسرد كل أباطيل أمن الدولة عن الإخوان المسلمين.. وفي صفحة 20 يندفع ليتهم الشهيد سيد قطب –لا أزكيه على الله- بتكفير المجتمع على عكس الإمام حسن البنا وهي تهم مبتذلة تناولتها بتفصيل شديد في مقالات استمر نشرها في هذه المجلة الموقرة أكثر من عامين نشرتها المجلة بعد ذلك مختصرة في كتاب بعنوان: الإخوان المسلمون: باقة الإسلام وعطر الإيمان.. ولذلك لا داعي إعادة سردها..
***
أقلقني في الكتاب استعمال عناوين فرعية تحمل رياحا صليبية ولنتذكر أن الكتاب نفسه يحمل عنوانا يحمل بصمة صليبية فهو : "قلب الإخوان: محاكم تفتيش الجماعة" و مثل عنونته للفصل الثالث :"سفر التكوين" واعتماده الأساطير الإغريقية المسيطرة على الفكر المسيحي فهو يشبه المحيطين به أحيانا بأسطورة سيزيف وأحيانا أخرى ببرومثيوس أو نرجس...كان الهاجس المرير الذي يطاردني ما قاله شيخنا الجليل أبو إسحق الحويني عن تنصر محمد أبو حامد.. لكنه في الحقيقة لم يمس ثروت الخرباوي.. حتى تلك المرحلة على الأقل.
تحت العنوان الفخيم " سفر التكوين " لن نجد سوى ما يطلق عليه أهل السودان أنه كلام ساكت أو الريف عندنا أنه
كلام مصاطب وحديثا مرسلا لا دلائل عليه وكما هائلا من التفاصيل تافهة
***
في الفصول التالية من الكتاب سنجد طوفانا من الشكوك والهواجس والاتهامات دفعتني أحيانا لمحاولة الاستعانة بالمنهج النفسي في النقد. هل يفسر هذه المشاعر الهادرة الجياشة مرض مثل البارانويا وهو جنون العظمة والاضطهاد والذي يحمل المصاب به قدرا هائلا من الإحساس المتضخم بالذات واحتجاجه على ظلم الآخرين لهذه الذات المتضخمة واضطهادهم لها.
أنه يكره –على سبيل المثال- سيف الإسلام حسن البنا كراهة التحريم ويصمه بكل الصفات السيئة الخبيثة وكذلك مصطفى مشهور ومحمود غزلان وأيضا محمد حبيب..ومحمد كمال ) وأظنه يقصد محمد كمال عبد العزيز والذي كان مرشحا ليكون مرشدا عاما للإخوان المسلمين..
ولكنه يصفه بانعدام الخبرة المطلق في نفس الوقت الذي يتحدث عن رموز سياسية يسارية باحترام كبير كما يمتدح رموز الوفد لكنه ينتقد غياب الإخوان!
بل ويكيل اتهامات في غاية الخطورة لبعض زملائه في الجماعة..بل ويتهمهم بالخيانة والعمالة لجهاز أمن الدولة.. والكارثة أنه يفعل ذلك لسبب وحيد لكنه يشكل داخله يقينا مطلقا.. هذا السبب هو أن هذه الخاطرة قد خطرت بباله..مجرد أنها خطرت بباله.. ويبني على هذا الافتراض بعد ذلك كل استنتاجاته ومواقفه..
في صفحة 52 يتحدث عن وفاة نقيب المحامين أحمد الخواجة الذي يعتبره واحدا من أساطين المحاماة في العشرة الأواخر من ديسمبر.. "العشرة الأواخر؟" ولا يريحنى التعبير لكنني لا أحكم بالشبهات.
يندفع الكاتب بعد ذلك ليسرد تفاصيل القضية التي سجن فيها مختار نوح وشماتة كثيرين من الإخوان فيه.. يذكرهم بأسمائهم.. ولست أدري في لإطار الفقه الإسلامي إطلاق اتهامات كالشماتة لا يمكن التيقن منها إلا بالإقرار. لكن الخرباوي يعتمد على فقه آخر هو فقه الشاعر أحمد رامي الذي يقول أن "الصب تفضحه عيونه" وقياسا عليه –كما يقول الخرباوي نصا- فإن الغل يخرج من عيني صاحبه ويفضح أسراره!! وهذا هو الدليل الشرعي على الغل والشماتة والحقد!
لاحظا أن هذا الغل والشماتة والحقد لم يطفح في الكتاب كله إلا من الإخوان المسلمين..
إن قلبه يتسع للجميع إلا الإخوان..
بل إنه يطالبنا بأن نحب حتى من عذبوا الإخوان..
***
يواصل الخرباوي كيل التهم لمن يكره وعلى رأسهم المستشار مأمون الهضيبي والناس عنده إما أبيض ناصع البياض وإما أسود بلون الغراب.. إلا أن هذا الوصف ليس ثابتا فقد يتحول الأبيض إلى أسود والعكس بالعكس. والحقيقة أن هذه السمة إحدى سمات الشخصية الحدية أو اضطراب الشخصية المزدوجة (التي دفعت صلاح جاهين للانتحار) لكن هذا العرض غير كاف وحده للتشخيص.وفي نفس الوقت الذي يكيل فيه السباب والاتهامات للمستشار مأمون الهضيبي نراه يكيل المديح للصحافيين اليساريين والقوميين بل وأعضاء هيئة الإذاعة البريطانية الذين كان يظن أنهم يعادون الإسلام لكنه وجد هؤلاء الناس أفضل الناس خلقا، بل إنه يلاحظ أنهم قد يكونون أكثر تدينا من الإخوان المسلمين..!!
***
في الفصل الخامس تتبدل الأدوار فإذا برجائي عطية غراب أسود وإذا بسامح عاشور أكثر بياضا لذلك يذهب الخرباوي تحت طيات الظلام للقائه في جروبي عدلي في المساء المتأخر في الشتاء حيث يقل الزبائن. حضر الجلسة الأخ عليش الذي كان يعبث في جيبه طول الوقت ليكتشف الخرباوي أنه كان جاسوسا إخوانيا وأنه كان يسجل اللقاء ليذهب به إلى محمد طوسون ضابط المباحث السابق وكأن هناك من صنع للإخوان جهازا يضارع مباحث أمن الدولة يسميه الخرباوي ساخرا مباحث أمن الدعوة. وبرغم ذلك يخفي الخرباوي خبر تأييده لسامح عاشور المعروف بعدائه للمشروع الإسلامي عن صديق عمره مختار نوح خوفا من تأثيره على الأصدقاء المشتركين.
***
كم هائل من الأحداث غير المترابطة تشبه هلاوس المريض النفسي وخطرات الأفكار الطائرة التي تصيب بعض ضحايا الأمراض النفسية كجنون الاضطهاد والهوس والشخصية القطبية الثنائية والفصام. عانيت كثيرا في قراءة هذا الكتاب.
***
لكن كان عليّ أن أكمل المحنة وأن أبدأ في الكتاب الثاني الذي حصل على المركز الأول في معرض القاهرة الدولي للكتاب.
***
منذ الصفحات الأولى للكتاب تأكد عندي أن من كتب الكتاب الأول ليس هو من كتب الكتاب الثاني: "سر المعبد"..فالأسلوب الركيك قد تحول إلى أسلوب رصين محترف لكنه بلا روح. لا يمكن لكاتب عبر كتاب واحد أن يحقق مثل هذا التقدم ..
***
انتفضت كل علامات الإنذار داخلي..استعدت معلوماتي القديمة عن قاسم أمين وكتابه"تحرير المرأة" وعلى عبد الرازق وكتابه :"الإسلام وأصول الحكم"..
كان المجرم الكافر كمال أتاتورك قد ألغى الخلافة عام 1924 وكانوا يحتاجون إلى دعم بعض رجال الدين الرسميين ولا أقول علماء الدين.. وبحثوا.. ووجدوا وكان ممن وجدوا كتاب علي عبد الرازق الذي يتلخص في الطعن في حكومة النبي صلى الله عليه وسلم "، واتهام كبار الصحابة بأشنع التهم..
ولم يكن من بين هذه الآراء بطبيعة الحال الحض على مكافحة الاستعمار، والجهاد في سبيل الاستقلال والحرية، ولا عجب في ذلك؛ فبيت عبد الرازق كان في ذلك الوقت من البيوت العريقة في خدمة الاستعمار؛ فقد أنشأ حسن عبد الرازق حزب الأمة سنة 1908 لمحاربة الحركة الوطنية، وبعد سنة 1919م انضم آل عبدا لرازق إلى حزب الأحرار الدستوريين الذي كان يعمل مع الإنجليز.
***
يقول الكثيرون أن الكتاب ليس من تأليف علي عبد الرازق لكنه من تأليف بعض المستشرقين وكان مغزاه: إن العلمانية أعلنت الحرب بغير مواربة على النظام السياسي الإسلامي، وبدأت جولتها معه، التي ربما خُيِّل لأتباعها أنها الجولة الأولى والأخيرةلقد كان صدور ذلك الكتاب المنبوذ - والذي يعني عند مؤلفه ومن يشايعه إسقاط الخلافة والقضاء عليها من الناحية الشرعية - عام 1925م، أي بعد عام واحد من إسقاط الخلافة والقضاء عليها واقعياً من قِبَلِ أتاتورك وأتباعه.
وبصدور ذلك الكتاب بدأت وقائع الجولة الأولى ، وظهرت الردود تلو الردود؛
فقام بالرد عليه السيد محمد رشيد رضا صاحب (مجلة المنار)، وكذلك الشيخ محمد شاكر وكيل الأزهر سابقاً، وكذلك الأستاذ أمين الرافعي، وقد أفتى بعض كبار العلماء من أمثال الشيخ محمد شاكر، والشيخ يوسف الدجوي، والشيخ محمد بخيت، والسيد محمد رشيد رضا بِرِدَّةِ علي عبدا لرازق مؤلف الكتاب المذكور.
رد الشيخ محمد الخضر حسين في كتابه (نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم)
كما ألف كبار العلماء كتباً في الرد عليه: فألَّف الشيخ محمد الخضر حسين (نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم) وألَّف الشيخ محمد بخيت مفتي الديار المصرية في وقته (حقيقة الإسلام وأصول الحكم) كما ألَّف الشيخ محمد الطاهر بن عاشور كتاب (نقد علمي لكتاب الإسلام وأصول الحكم).
ومن قبل ذلك فقد عقدت له محاكمة في الأزهر من قبل هيئة كبار العلماء برئاسة الشيخ محمد أبو الفضل الجيزاوي شيخ الجامع الأزهر وعضوية أربعة وعشرين عالماً من كبار العلماء، وبحضور علي عبدا لرازق نفسه، وقد تمت مواجهته بما هو منسوب إليه في كتابه، واستمعت المحكمة لدفاعه عن نفسه، ثم خلصت الهيئة إلى القرار التالي: "حكمنا؛ نحن شيخ الجامع الأزهر بإجماع أربعة وعشرين عالماً معنا من هيئة كبار العلماء بإخراج الشيخ علي عبدا لرازق أحد علماء الجامع الأزهر والقاضي الشرعي بمحكمة المنصورة الابتدائية الشرعية ومؤلف كتاب (الإسلام وأصول الحكم) من زمرة العلماء.
كما حكم مجلس تأديب القضاة الشرعيين بوزارة الحقانية – العدل- بالإجماع بفصله من القضاء الشرعي.
***
لكم هو محزن أن نشاط علماء المسلمين في الذب عن الإسلام كان منذ قرن أكثر بكثير من الآن..!!
***
نفس الشيء حدث مع قاسم أمين في كتابه(تحرير المرأة) الذي ألفه أو ألف له..فقد قام شيخ العصرانيين محمد عبده بمساعدته في كتابة بعض فصوله؛ لا سيما المتعلقة بالأمور الشرعية التي يجهلها قاسم أمين.
ولقد أثبت الباحث الدكتور محمد عمارة بأن كتاب (تحرير المرأة) (إنما جاء ثمرة لعمل مشترك بين كل من الشيخ محمد عبده وقاسم أمين.. وأن في هذا الكتاب عدة فصول قد كتبها الأستاذ الإمام ! وحده، وعدة فصول قد كتبها الإمام! وحده، وعدة فصول أخرى كتبها قاسم أمين)
ثم ساق أدلته على ذلك. وأثبت أن (فصول "الحجاب الشرعي"، و"الزواج"، و"تعدد الزوجات" و"الطلاق" في كتاب تحرير المرأة إنما هي فكر خالص، وصياغة خالصة للأستاذ الإمام!….) أي محمد عبده. )
وأما سبب عدم مجاهرة محمد عبده بهذه الآراء التي جاهر بها قاسم أمين فهو أنه كان يخشى الحرج واستنكار العلماء والناس عليه؛ لأنه يعد من جملة الشيوخ المتخرجين من الأزهر، الذين لن يتقبل الناس منهم بسهولة مثل هذه الآراء المتحررة.
يذهب البعض الأخر إلى أن المؤلف الحقيقي للكتاب ، أو على الأقل من أوعز بتأليفه هم أيضا مجموعة من المستشرقين.
***
ربما يتاح لنا المجال في الشهر القادم لاستعراض كتاب عمدة من أهم الكتب في هذا المجال هو كتاب عودة الحجاب للدكتور العلامة الشيخ محمد إسماعيل المقدم والذي يتناول بموسوعية مذهلة مجهودات المنصرين في صياغة كتب تهاجم الإسلام نفسه أو إحدى فصائله وهي كتب يقوم بتأليفها كتاب مسلمون اسما على الأقل لكنهم يعانون من مرض نفسي أو انحراف عقدي أو سلوكي أو ضائقة ما..يشاع على سبيل المثال أن قاسم أمين قد غرق في الديون فذهب وأمن على حياته بمبلغ ضخم ثم انتحر بصورة لا تكتشف بسهولة كي يغطي مبلغ التأمين على الحياة ديونه .
***
خلاصة الأمر هنا.. أن كتاب "سر المعبد" مثل "تحرير المرأة" ومثل "الإسلام وأصول الحكم" كتاب وضع لهدم الإسلام نفسه بعد وضع راية خادعة عليه.. فهي تحرير المرأة تارة والخلافة تارة والإخوان المسلمون تارة أخرى.. سواء أدرك الخرباوي ذلك وشارك فيه أم خدع واستدرج فتورط .. أم أنه لا يعلم على الإطلاق أي موبقة ارتكب!كتاب "سر المعبد" كتبه شخص محترف أو على الأحرى عدة أشخاص: ثلاثة على الأقل : كاتب محترف بطريقة "الورشة" حيث يعمدون إلى كاتب جيد لكنه غير مشهور وينسبون عمله إلى كاتب أكثر شهرة أو إلى كاتب يريدون أن يصنعوا له شهرة (لاحظوا على سبيل المثال ندرة كتب الثلاثة :قاسم أمين وعلى عبد الرازق وثروت الخرباوي والتي قد تصل إلى كتاب واحد طول العمر!).
الشخص الثاني الذي شارك في كتابة الكتاب ضابط أمن دولة لكنه أكثر احترافا وخبرة من ضابط أمن الدولة الذي شارك أو أشرف على كتابة كتابه الأول: "قلب الإخوان"..
أما الشخص الثالث الذي شارك في كتابة هذا الكتاب.. فهو للمفاجأة المذهلة.. هو... هو... هو...
هو...
هو...
هو قسيس!!
ليس لدي شك في ذلك.. أنا أمارس الكتابة منذ نصف قرن ولا يغيب عني مثل هذا الأمر أبدا..
الكتاب فيه جمل ومعان لا يمكن أن يقولها مسلم أو أن يتورط فيها من يوحد الله ويعبده..
أنا لا أتهم ثروت الخرباوي بمثل ما اتهم به محمد أبو حامد من تنصر أو غيره من خروج من الإسلام..
لا أقول ذلك أبدا..
لكنني أقول أن قسيسا شارك في هذا الكتاب وأن الروح النصرانية واللاهوت المسيحي يطفح من صفحات عديدة من الكتاب..
***
هل عرفتم الآن لماذا حصل هذا الكتاب على المركز الأول في معرض القاهرة الدولي للكتاب..وهل تختلفون معي إن أكدت لكم أن من اتخذ هذا القرار حمار!!
***
بقي الحديث عن الكتاب الثاني كله.. عن "سر المعبد" أو على الأخرى "سر ثروت الخرباوي"..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق