كيف فهمت إلهام شاهين مظاهرات إسطنبول؟!
فراج اسماعيل
الفنانة إلهام شاهين كسبت قضية الداعية عبدالله بدر وأدخلته السجن في ظل نظام حكم يوصف بالإسلامي، ومع ذلك فهمت مظاهرات تركيا ضد حكومة أردوغان وسط إسطنبول على أنها للتحرر من قبضة "الظلاميين".
كتبت على تويتر "تركيا بدأت. عقبال مصر. قريبًا نتحرر من قبضة الظلاميين. حكمكم زائل ولن يستمر. الفراعنة أبناء النيل سيقضون على حكمكم البائس".
إلهام شاهين التي تحولت إلى مناضلة سياسية وربما تعلن ترشيح نفسها للرئاسة في الانتخابات القادمة، تدري أن من تراهم "ظلاميين" في تركيا هم الذين جذبوا العرب إلى الفن التركي، وأنها وزملاءها خسروا كثيرًا بسبب المسلسلات التركية التي ازدهرت في عهد أردوغان "الظلامي" حتى صار "مهند" هو الفتى الأول في عالمنا العربي.
حسني مبارك التنويري الذي أغدق على الفن والفنانين للدرجة التي تجعلهم لا يصدقون أنه أصبح من الماضي، خسرت مصر في عهده ريادتها الفنية، صارت طاردة للسينما الجيدة والمسلسلات ذات القيمة، انحسر إنتاجها في أعمال هابطة. لم تعد تنجب المواهب من الفنانين وأنهت مشوارها الفني الكبير على سعد الصغير!
على العكس تصدر تركيا في عهد أردوغان "الظلامي" المسلسلات للتليفزيونات العربية ومنها المصرية، وصارت إسطنبول "هوليوود الشرق" بدلًا من القاهرة.
"لميس" التركية التي قامت بالبطولة أمام "مهند" أشهر من "إلهام شاهين" وزميلاتها في كثير من البيوت المصرية والعربية. لم ترغب إلهام شاهين في فهم ما يحدث في تركيا على وجهه الصحيح بسبب كراهيتها للإسلاميين ولكل محسوب عليهم، وهو موقف مشابه لعدم رغبتها في استيعاب اتصال رئاسة الجمهورية بها لإبلاغها تقدير مرسي لها ولجميع فناني مصر أثناء قضيتها مع الشيخ عبدالله بدر الذي دخل أخيرًا السجن حاملًا مصحفه معه، فيما بقيت المناضلة السياسية تناضل على صفحات تويتر مبتهجة بالمظاهرات ضد "الظلاميين" في تركيا متمنية مثلها في مصر. مشاعر إلهام تماثل مشاعر العلمانيين المصريين الذين ابتهجوا أيضًا بمظاهرات إسطنبول رغم تمسك أردوغان بالعلمانية، ظنًا أنها بداية إسقاط النموذج الإسلامي في الحكم أما النهاية فستكون في القاهرة. "عقبال مصر" أن تصبح مثل تركيا أردوغان التي سددت قبل أسابيع آخر دفعة من ديونها لصندوق النقد الدولي وأعلنت استعدادها لإقراضه، ولم تعد دولة مدينة لأحد.
قصة نجاح تركيا عمرها من عمر ولاية حكومة أردوغان التي وضعتها في مسار الدول المتقدمة صناعيًا وزراعيًا وتكنولوجيًا وفنيًا واجتماعيًا.
قبل أردوغان "الظلامي" كان متوسط دخل الفرد أقل من ثلاثة آلاف دولار سنويًا. بعد عشر سنين من توليه زاد إلى 11 ألف دولار.
قبله كان الجيش منغمسًا لمدة 80 عامًا في السياسة بكل مفاصلها، بعده تركها للأحزاب وصناديق الاقتراع عائدًا إلى ثكناته لحماية الحدود والمصالح الاستراتيجية، فتضاعفت قوته وارتفع مستوى تسليحه واهتمامه بتطوير الصناعات العسكرية المحلية وتصديرها للخارج.
عقبال مصر أن تنجح مثل أردوغان "الظلامي" في تقليل نفوذ المحكمة الدستورية العليا من أجل بناء نظام ديمقراطي سليم. المحكمة العليا المناظرة لها في تركيا خرجت تمامًا من السياسة بعد أن كانت مسيّسة حتى النخاع، فقد منعت الأحزاب الإسلامية مرارًا من الوصول إلى الحكم، وحظرت على أردوغان نفسه الترشح للانتخابات عام 1998.
عقبال أن تحذو مصر حذوه في حرب جسورة لا هوادة فيها على الفساد بكل صوره وأشكاله ومكامنه ومراكز نفوذه.
وأخيرًا عقبال السلطات عندنا أن تتعامل بقوة مع المظاهرات التي تخرب وتدمر وتحرق المنشآت كما فعلت السلطات التركية في ميدان تقسيم، فلم تعبأ بتخويف العلمانيين والإعلام المحرض من ردود فعل واشنطن أو دول الاتحاد الأوروبي التي تحاول تركيا الانضمام إليها، فأمن تركيا وحمايتها من المشاغبين فوق كل اعتبار. الشغب المدمر في تركيا محظور ويواجه بالقوة.
عندنا يتم القبض على الملثمين المعروفين بالبلاك بلوك عقب قيامهم بإضرام الحرائق واقتحام الفنادق ثم يتم إطلاق سراحهم، ربما على أساس أن "تنقب" الرجال حرية شخصية! farrag.ismail@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق