الأومباشي يتسول !
آيات عرابي
كالعادة وبنفس مخارج الألفاظ الركيكة الممطوطة والتوهان المعتاد، وبلغة متلعثمة متحرجة جديرة بغفير يتلقى أوامره من شيخ البلد، في مشهد كوميدي من مشاهد السينما في الأربعينيات، سار الأومباشي نحو المنصة التي سيلقي منها كلمته، وصعد على عدة درجات وضعوها له لتجعله في مستوى طول الشخص العادي، ليهنئ الماسريين (كما يصر أن ينطقها) في كلمة في احتفالية بذكرى السادس من أكتوبر قبل الذكرى نفسها بخمسة أيام كاملة.
وإذا تغاضينا عن بركاته التي حلت كالمعتاد على ساحة الكلية الحربية عندما تعثر الضابط الذي كان ينفذ قفزة بالدراجة البخارية أثناء الوصف الذي كان يلقيه المذيع الذي حاول تفخيم صوته قدر الإمكان، وإذا تغاضينا عن الكوميديا التي تضمنتها كلمته حينما اعتبر وصوله إلى نيويورك نجاحا وفتحا مبينا، وما ألمح إليه الكثير من النشطاء من أن ذلك الشخص يعاني مرضا نفسيا، ويمر بمرحلة متطورة من الإحساس بالدونية، نستطيع أن نخرج من كلمته بنتيجتين هامتين أود التركيز عليهما.
ففي كلمته المكتوبة، قال: (لولا خروج المواطنين فى 30 يونيو لما وصلنا للدور الإقليمى المطلوب منا حاليا)، وهي في رأيي أخطر الجمل التي قالها على الإطلاق، كما لو كان يفعل كل ما بوسعه ليستوعب المصريون أنه جاء للقيام بدور إقليمي محدد وهو إنهاء الربيع العربي، ومواجهته عبر حلف إقليمي يعمل هو فيه كمقاول أنفار، ويشغل أكبر دولة في المنطقة في صراع داخلي، بحيث تعجز عن أداء دورها الإقليمي الطبيعي في دعم الحراك السني في المنطقة، حتى يتم التخلص منه بالتدريج، وليدخل الجيش الذي نجحوا في تغيير عقيدته من محاربة العدو الصهيوني إلى قتل المصريين في الشوارع، وقتال الشعب الليبي بالوكالة، وإرسال أنفار منه لحماية الحدود السعودية، ولا بأس من إرسال أنفار آخرين في حلف دولي هش إلى العراق، فمصر أكبر دولة في المنطقة وتستطيع توفير أنفار بتكلفة قليلة.
أي أن الجهة المسؤولة عن ترتيب الانقلاب والتي أصبحت معروفة لكل صاحب بصيرة وهي وزارة الدفاع الامريكية والاتحاد الأوربي والكيان الصهيوني، جاؤوا بتلك الدمية الكوميدية لغرض إقليمي محدد يعاونهم حلفاؤهم التقليديين في المنطقة، نظام الحكم السعودي والإمارات، وهو من جانبه لم يدخر وسعا في محاولة كشف حقيقته عبر زلات لسانه التي زادت كثيرا في الفترة الأخيرة.
هو رجل إذن مقتله في لسانه، كما قال الدكتور سيف الدين عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية منذ فترة. ولكنه لا يدري وسط فرحته الغامرة بتنفيذ أوامر أسياده أن الخادم متى استنفذ غرضه يتم إلقاؤه خارج المنزل بلا رحمة، والمخلوع الذي خدم أسياده الأمريكيين ليس مثالا بعيدا.
الأمر الثاني الذي توقفت عنده بكل جدية، هو شكواه المريرة من مواقع التواصل الاجتماعي التي (تسيء له) على حد قوله، وتسوله من الشباب عدم الإساءة إليه، حتى لقد بدا كما لو كان سيقبل أقدام النشطاء للتوقف عن سبه، وأتصور ولأسباب كثيرة أن ما قصده تحديداً هو استخدام الشباب المفرط لذلك الوصف الذي صنع هاشتاجه الشهير، والذي تفاعل عليه الملايين، والذي ألمح موقع الويكيبيديا وهو موقع موسوعي جاد، أنه ربما كان سببا في الإقبال شديد الضعف على مسرحية الانتخابات التي نفذها العسكر منذ شهور، بالإضافة إلى دعوات المقاطعة.
والذي أظهرت استطلاعات الرأي في حينه أن 93% يوافقون على استخدامه ضد أومباشي الانقلاب وأن صورة أومباشي الانقلاب انتشرت على صناديق القمامة مصحوبة بالهاشتاج الشهير وفي لافتات بطول البلاد وعرضها، هو باختصار نظام هش، فاقد للشرعية، يهزه السباب والسخرية.
ومن الواضح أن ذلك الوصف انتشر بشدة داخل المؤسسة العسكرية حتى أصبح اسمه بين الضباط، كما روى لي أحدهم.
إعلام الانقلاب حاول صناعة صنم من بقايا مناديل التواليت المستعملة، ولكن تلك البقايا والنفايات كانت أضعف من أن تصمد أمام سباب وسخرية على ألسنة المصريين في مواقع التواصل الاجتماعي، ولا شك أن تلك الوسيلة وأقصد السباب والسخرية على الرغم من رفض البعض لها من ناحية اللياقة، هي من أقوى وسائل المقاومة السلمية، بالإضافة إلى وسائل المقاومة الأخرى كالتظاهر وغيره، وأن أومباشي الانقلاب يخشى بشدة من ذلك الهاشتاج.
ففي كلمته المكتوبة، قال: (لولا خروج المواطنين فى 30 يونيو لما وصلنا للدور الإقليمى المطلوب منا حاليا)، وهي في رأيي أخطر الجمل التي قالها على الإطلاق، كما لو كان يفعل كل ما بوسعه ليستوعب المصريون أنه جاء للقيام بدور إقليمي محدد وهو إنهاء الربيع العربي، ومواجهته عبر حلف إقليمي يعمل هو فيه كمقاول أنفار، ويشغل أكبر دولة في المنطقة في صراع داخلي، بحيث تعجز عن أداء دورها الإقليمي الطبيعي في دعم الحراك السني في المنطقة، حتى يتم التخلص منه بالتدريج، وليدخل الجيش الذي نجحوا في تغيير عقيدته من محاربة العدو الصهيوني إلى قتل المصريين في الشوارع، وقتال الشعب الليبي بالوكالة، وإرسال أنفار منه لحماية الحدود السعودية، ولا بأس من إرسال أنفار آخرين في حلف دولي هش إلى العراق، فمصر أكبر دولة في المنطقة وتستطيع توفير أنفار بتكلفة قليلة.
أي أن الجهة المسؤولة عن ترتيب الانقلاب والتي أصبحت معروفة لكل صاحب بصيرة وهي وزارة الدفاع الامريكية والاتحاد الأوربي والكيان الصهيوني، جاؤوا بتلك الدمية الكوميدية لغرض إقليمي محدد يعاونهم حلفاؤهم التقليديين في المنطقة، نظام الحكم السعودي والإمارات، وهو من جانبه لم يدخر وسعا في محاولة كشف حقيقته عبر زلات لسانه التي زادت كثيرا في الفترة الأخيرة.
هو رجل إذن مقتله في لسانه، كما قال الدكتور سيف الدين عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية منذ فترة. ولكنه لا يدري وسط فرحته الغامرة بتنفيذ أوامر أسياده أن الخادم متى استنفذ غرضه يتم إلقاؤه خارج المنزل بلا رحمة، والمخلوع الذي خدم أسياده الأمريكيين ليس مثالا بعيدا.
الأمر الثاني الذي توقفت عنده بكل جدية، هو شكواه المريرة من مواقع التواصل الاجتماعي التي (تسيء له) على حد قوله، وتسوله من الشباب عدم الإساءة إليه، حتى لقد بدا كما لو كان سيقبل أقدام النشطاء للتوقف عن سبه، وأتصور ولأسباب كثيرة أن ما قصده تحديداً هو استخدام الشباب المفرط لذلك الوصف الذي صنع هاشتاجه الشهير، والذي تفاعل عليه الملايين، والذي ألمح موقع الويكيبيديا وهو موقع موسوعي جاد، أنه ربما كان سببا في الإقبال شديد الضعف على مسرحية الانتخابات التي نفذها العسكر منذ شهور، بالإضافة إلى دعوات المقاطعة.
والذي أظهرت استطلاعات الرأي في حينه أن 93% يوافقون على استخدامه ضد أومباشي الانقلاب وأن صورة أومباشي الانقلاب انتشرت على صناديق القمامة مصحوبة بالهاشتاج الشهير وفي لافتات بطول البلاد وعرضها، هو باختصار نظام هش، فاقد للشرعية، يهزه السباب والسخرية.
ومن الواضح أن ذلك الوصف انتشر بشدة داخل المؤسسة العسكرية حتى أصبح اسمه بين الضباط، كما روى لي أحدهم.
إعلام الانقلاب حاول صناعة صنم من بقايا مناديل التواليت المستعملة، ولكن تلك البقايا والنفايات كانت أضعف من أن تصمد أمام سباب وسخرية على ألسنة المصريين في مواقع التواصل الاجتماعي، ولا شك أن تلك الوسيلة وأقصد السباب والسخرية على الرغم من رفض البعض لها من ناحية اللياقة، هي من أقوى وسائل المقاومة السلمية، بالإضافة إلى وسائل المقاومة الأخرى كالتظاهر وغيره، وأن أومباشي الانقلاب يخشى بشدة من ذلك الهاشتاج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق