السبت، 18 أكتوبر 2014

هل صارت الدعوة لإنقاذ الأقصى.. نشازاً؟

هل صارت الدعوة لإنقاذ الأقصى.. نشازاً؟


باستثناء كلمة متلفزة لقيادي مقاوم فلسطيني للدعوة إلى "جمعة الغضب" من أجل الأقصى..
باستثناء دعوة مماثلة من هيئة علمية؛ فإن الهبة لإنقاذ الأقصى حصرت في جهد رائع يتشاطر فيه الرجال والنساء دفاعاً عن أولى القبلتين، ومسرى النبي صلى الله عليه وسلم، والبقعة الشريفة التي أم فيها رسولنا الخاتم أنبياء الله في مشهد لم يتكرر في التاريخ.

بعض المظاهرات هنا وهناك، أما ما عداها؛ فإن المواقف الرسمية التي كانت في الماضي محل استهجان شعبي، كونها تظل مقتصرة على الشجب والاستنكار، عدمناها هذه المرة، وكأن لسان حال معظم حكام العالم الإسلامي مناشدة للكيان الصهيوني أن "انتهِ بسرعة من اقتحام قطعانك للمسجد الأقصى المبارك، وأنجز عملية هدمه، فالفرصة السانحة الآن، ولعلنا قد لا نتمكن من معاونتك في هدمه مستقبلاً"!

صورة مجموعات النسوة يدافعن عن أمتنا وعن أقصانا، مبعث فخر لهن، وخزي لأصحاب الشوارب الكثيفة والكروش الممتلئة والنياشين الممتدة الذين لا يقدمون للأمة الإسلامية إلا الهزائم والانكسارات المتوالية.

ربما يستصعب البعض أن يلتفت إلى الأقصى في وقت تقوض فيه المنطقة بمخططات التقسيم والتفكيك والتمزيق وفقدان الهوية الجامعة، لكن ما يستصعبه البعض تعتبره "إسرائيل" أكبر حافز لها لإنجاز ما تسعى إليه من بناء الهيكل وهدم الأقصى؛ فأعداء أمتنا لا يتوقفون أبداً عن تحقيق أقصى أحلامهم إلا حينما يلمسون من رجال أمتنا ونسائها ممانعة واصطفافاً يحول بينهم وبين ما يصبون إليه، وحالئذ تصير المرحلة التالية من المعركة مؤجلة وليست ملغاة.. وتلك مسلمة لا يفطن إليها كثيرون.

أما التثاقل عن مجرد الاهتمام حتى بقراءة آخر تطورات ما يحصل في الأقصى بدعوى أن في مآسي المسلمين في اليمن وسوريا والعراق وليبيا ومصر وميانمار وتركستان وغيرها ما يشغل، هو نوع من قلة الوعي، وهشاشة العقل والفكر؛ فجميع الخيوط تتجمع هناك..
في القدس، حيث المعركة تدار من قبل صهاينة يحركون الأحداث في مسارات متوازية وصولاً لتحقيق أمن الكيان الصهيوني وضمان تفوقه لمئات السنين، وتأمين أوروبا، وحماية مصالح الولايات المتحدة وغيرها من دول الغرب.

إنهم هناك يسترقون السمع من بلداننا.. يسمعون أصوات أغانٍ وصخب الجنون وهمهمات علمانية وصيحات تغريبية فيطامنون، ولا يزعجهم إلا هذا "الصوت أو اللحن النشاز" على آذانهم.. صوت هدير الغاضبين نصرة للأقصى؛ فإن خبا أسرعوا في الانتقال من نقطة في مخطط هدم الأقصى المبارك إلى نقطة أخرى متقدمة.. وكذلك هم يفعلون اليوم.

لما خفت الصوت الغاضب، وصار الهدير حشرجة محتضرين ضعيفة أو تكاد، تراهم اليوم يتشجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولولا أن في الأمة بقية تتشبث بالحق وتعض عليه بنواجذها لكانت هذه الجمعة، جمعة الهيكل لا الأقصى، لا قدر الله..

إن المطلوب من الجميع أن يشارك في أي جهد في هذا الاتجاه، ولو كانت المصائب عظيمة في محيطنا، فلا يستقلن أحد دعاءً أو وسماً أو حملة أو نحوها؛ فمن المتعين علينا ألا نسمع "إسرائيل" صوت اليأس والإحباط، وإنما صرخات الغضب والمقاومة.. وأن يشعر كل مرابط بطل في هذا الثغر الإسلامي البارز أن مسلماً يقف خلف ظهره يقويه ويدعمه ويعينه على ثقلة التبعة وجسامة المسؤولية ووعورة الطريق..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق