الأربعاء، 8 أكتوبر 2014

نصف رسالة إلى الرئيس صدام حسين



نصف رسالة إلى الرئيس صدام حسين

بقلم د محمد عباس
http://www.mohamadabbas.com

السيد الرئيس صدام حسين

السلام عليك ورحمة الله وبركاته..

لم أكتب إليك قبل ذلك، إلا في كتاباتي المجملة إلى جلالة الفخامات وفخامة الجلالات وسمو السموات ومعالي المعالي.. و أنت منهم ..لكنني كتبت عنك كثيرا قبل عام 90 حين كان حكامنا يؤيدونك وكتاب نخبتنا يتعبدون في محرابك.. لكنني كنت على النقيض منهم ( ولا أستفيض) .. وكتبت أيضا كثيرا عن العراق بعد عام 90 عندما خانك الأقرب والأبعد.. ولم تكن خيانتهم لك هي ما أوجعني لكن خيانتهم لله وللدين وللأمة .. لذلك لم أهاجمك أبدا ..
وكان مما كتبت كتابا تربو صفحاته على السبعمائة بعنوان 
" بغداد عروس عروبتكم".. نزفت فيه الدموع دما.. للدرجة التي دفعت القراء والأصدقاء للصراخ فيّ: توقف و إلا انفجرت..

لكنني بالرغم من ذلك الألم كله.. الألم الذي تصورت حين حدوثه أنه لا يوجد في الدنيا ألم أكثر منه.. بالرغم من ذلك فإنني أحس الآن ألما أكبر..

***

بداية أعتذر عن العنوان.. إذ أكتب لك نصف رسالة.. فنصفها الأول لو كتبته يمحو نصفها الثاني.. فلو أنني كتبته لما وجدت أنت القدرة على المواصلة ولما وجدت أنا الرغبة فيها.. ثم أننا لسنا بصدد تقييم ما حدث.. ولا محاسبتك عنه .. إلا إذا جاز للطبيب أن يصر على عدم إسعاف المصاب إلا بعد أن يتم التحقيق معه.. ثم أنه إن كان للحساب مجال، فلن يصل إليك إلا بعد أن ينال حكامنا جميعا.. كلهم قبلك.. فحتى إن كان لديك كل عيوبهم.. فإن وقفتك المتحدية ضد الشيطان الأكبر ترفعك عنهم درجات بلا حدود.. ورفضك الاستسلام الذي استسلموه يجعلك آخر حاكم عربي يجب أن يحاسب.. ولكن ..ليس لدينا متسع من الوقت لذلك.. ولا لدينا رفاهية النقاش والمحاورة..
 إنما نواجه لحظة رهيبة مروعة يتجمع فيها الذل والمهانة والانكسار وخطر التلاشي.. ليس خطر تلاشي الإسلام.. بل خطر تلاشينا نحن .. ليذهب الله بنا فيأتي بقوم يحبهم ويحبونه ليذودوا عن كلمته وعن دينه.. لا أقول ليحفظوا الإسلام فالإسلام محفوظ من عند الله..بل أقول أن المطلوب منا لا أن نحمي الإسلام بل أن نحتمي به.. فهو وحده الكفيل بإنقاذنا في الدنيا والآخرة.

***

نظرت إلي الآخرين - يا سيادة الرئيس – في هذا الموقف المروع الذي نواجهه، فوجدت منهم الخسيس الذي يغسل يده مقدما من دم العراق فينصحك بمزيد من الانصياع لقرارات الأمم المتحدة، وهم يعرفون أنه لا توجد أمم متحدة، أو بالإفراج عن الأسري، وهم يعلمون أنه لا أسرى هناك، أو بالإعلان عما تملك العراق من أسلحة دمار شامل، وهم يعلمون علم اليقين أنها دمرت، بل وشاركوا هم في تدميرها، وهم إذ يطلبون كل هذا منك بمنتهى الخسة لا يعرضون أي مقابل، ولا يقدمون أي ضمان، سوى أن هذا القرصان المجرم في واشنطن، هذا الشيطان في إرهاب بشري، الشيطان الذي يعبدونه من دون الله، قد يتفضل بعد الإذلال الكامل لشعبنا في العراق ألا يذبحه.. مجرد احتمال .. بلغت خسة بعض حكامنا أن ادعى لكي يغطي على تنازلاته أنه تلقى ضمانات بها لتكذبه أمريكا ولندن في اليوم التالي..

منتهى الخسة.

صنف آخر لا يقل خسة، تجمد الزمن عنده عند لحظة الغزو العراقي للكويت، وهو صنف شرس دموي مجنون أحمق، لم يكفه ما حدث، ولن يكفيه إلا سحق العراق و إنهاء وجوده كدولة، غير آبه ولا مهتم بأن نهاية العراق هي بداية النهاية للجميع.

***

وعلى الرغم من أنني لم أؤيد غزو الكويت حين حدث، إلا أن التساؤل لم ينفك يدمدم في أعماقي منذ عشرة أعوام، والتساؤل هو: هل من حق عضو في الجسد أن يهدده كله، عضو تمكن منه المرض الخبيث الوبيل، فأصبح لا مناص من الاختيار المرير، إما بقاء هذا العضو أو بقاء أمته.
إنني هنا لا أتكلم عن شعب الكويت، فالشعب الذي يؤيد 74% منه الشيخ أسامة بن لادن رضي الله عنه لا يمكن أن يوافق على الاحتلال الأمريكي بديلا عن العراقي، إنما أتحدث عن حكومات مأسورة ، ونخب مأجورة، تقامر بالأمة وبالدين، وهذه وتلك، كانتا أول الفرار عند الغزو، وستكونان أول الفرار لو ملك الشعب زمام أمره، الشعب الأبي الذي يمارس دوره في مقاومة الاحتلال المزدوج، الاحتلال الأمريكي من ناحية، واحتلال السلطة المأسورة والنخبة المأجورة من ناحية أخرى.

إلا أن التساؤل الذي راح يدمدم عن الكويت سرعان ما امتدت ناره إلى دول أخرى..

هل من حق قطر مثلا أن توجد كدولة.. قطر.. التي لم تجد سبيلا إلى الاستمرار في الوجود إلا بأن تكون معسكرا لأعداء الأمة. لتتحول إلى خطر مميت على الأمة كلها.

كان يمكن لموقف السعودية برفض ضرب العراق من أراضيها أن يكون قاعدة ولو كانت هشة ومهترئة لبناء موقف عربي يتنامى، لكن قطر قدمت البديل عن القواعد الأمريكية في السعودية. فهل من حقها أن تبقى؟.

سرعان ما امتد التساؤل بعد ذلك إلى كل الدول الصغرى، الدول التي اكتشفوا فيها بئر بترول فعينوا عليه خفيرا سموه أميرا. وكيف تحولت هذه الدول يوما بعد يوم إلى خطر ماحق على الأمة، حين تمكن العدو من أسرها واستقطابها لتصبح ثغرة ينفذ منها إلى الأمة ليدمرها ويبيدها.

لكن السؤال لم يتوقف عند ذلك، فالسؤال المر الذي تلاه كان: وهل حافظت الدول الكبرى على أمن الأمة أم كانت أول من هدده؟!..

أليست السعودية ومصر وسوريا هي التي أعطت الاحتلال الأمريكي للخليج والسعودية مشروعيته الزائفة.

اللهم لا شماتة.. فهذه الدول الثلاث بالذات هي محل الغضب الأمريكي الآن فتتلقى الصفعة تلو الصفعة والإهانة تلو الإهانة فلا تملك إلا المزيد من الركوع والسجود والانبطاح أمام القرصان الأمريكي، لكنه لا يرحمها أبدا.

نعم سبحانك ربي.. التمسوا العزة في غيرك فأذللتهم.. والتمسوا الحماية من سواك وها هم أولئك يوشكون على الهلاك..

نعم.. إنه الجزاء المناسب للغباء وللخيانة.

يرمينا الغرب بأذكى من فيه و أكثرهم إخلاصا لبلادهم و كفاءة فنواجهه بأغبى من فينا و أشدهم جهلا وقصورا وخيانة ..

فهل من حق هذه الدول أن تحتفظ بحدودها ووجودها المنفصل الذي مكن الأعداء أن يحارب هذا بذاك دون أن يخسر هو شيئا.. هل من حق مصر أن تظل معزولة عن عالمها العربي.. وهل من حق السعودية ذلك.. أو سوريا..

السعودية.. التي ظلت – بالحق أو بالباطل ليس هذا الآن موضوعنا – تمثل الرمز الباقي للخلافة .. فإذا بها تفقد الأهلية أمام الجميع.. أمام أمريكا.. و أمام العالم الإسلامي.. بل أمام أهلها.. ومصر التي هانت فخانت أو خانت فهانت.. وسوريا.. أعجب البلاد العربية قاطبة حيث يسير قولها وفعلها في اتجاهين متعاكسين على طول الخط..

***

سيادة الرئيس صدام حسين:

منذ أسابيع اتصل بي ناشر كتبي، ليطلب مني إعداد كتاب لا أكتب فيه حرفا واحدا، كتاب أجمع فيه توقعاتي في العقود الماضية، منذ أن توقعت هزيمة 67، إلى توجسي من إهدار نصر 73، إلى انفجاري بعد زيارة السادات للقدس، وتوقعي لانهيار الصف العربي كله لتنفرد به إسرائيل بلدا بعد بلد، إلى اكتشافي منذ الأيام الأولى لجورباتشوف أنه سادات آخر قد أوكل إليه هدم المنظومة الشيوعية: عليه وعليها لعنة الله.. إلي صراخي أيام حرب الخليج أنها حرب كل أطرافها مهزومة بالواقع لا بالمجاز وأن أمريكا ستتكفل بضرب المنتصر، و إلي عتابي لمصر لأنها تزيد من إشعال الحرب بتصدير سلاح إلى العراق لا يقتل إلا مسلما.. وليس في سبيل الله بل بأمر من أمريكا.. ثم نواحي قبل حرب الخليج الثانية أن الدور آت علي الجميع وأولهم السعودية ومصر.. ثم.. ثم.. ثم..

كتبت ذلك بالتفصيل منذ عام 1990..

تحدثت عن تقسيم السعودية ومصر وسوريا بعد تقسيم العراق..

و أوردت من وثائق الأعداء ما يركز على ضرورة تدمير العراق وتقسيمه.. وذكرت المصدر.. وكان دراسة قامت بها المخابرات الأمريكية عام 1980.. قبل حرب الخليج الأولى‍‍..

قال الناشر ضاحكا أن كتابا كهذا سينافس نبوءات نوستراداموس..

وكنت حزينا يا سيادة الرئيس أشد الحزن.. فلكم تمنيت أن تخيب كل توقعاتي.. وفرق بين أن يقع الحكام في خطأ وهم يجتهدون في الوصول إلى الصواب، وبين أن يطلبوا الخطأ والخيانة عامدين متعمدين.

وكنت أدرك أن الأمر أعقد بكثير من أن نقول إنه لولا هزيمة 67 ما كانت كامب ديفيد، ولولا كامب ديفيد وخروج مصر من حلبة الصراع ما كانت حرب الخليج الأولى، ولولا الأولى لما كانت الثانية.

كنت أدرك أن الأمر أعقد بكثير و أنه قد بدأ قبل ذلك بكثير، وما سايكس بيكو ووعد بلفور إلا حلقة من حلقاته المتأخرة، نعم.. المتأخرة لا المتقدمة.. لأن المتقدم عن ذلك، كان أولئك الحكام المغفلين الخونة، الذين لم يدركوا أن الحرب إنما هي حرب على الإسلام، ولا يفوق أولئك الحكام خسة وخيانة، إلا نخبنا المثقفة، التي زينت الخيانة للحكام كما يزين القواد الزنا لبغي.

كانت الحرب ضد الإسلام.. وكان السلاح الأمضى للدفاع أن نعود إلي الإسلام.. لا لنحميه بل ليحمينا، لكن نخب مثقفينا الخائنة المأجورة راحت تروج أن الدين لا يصلح كعنصر موحد للأمة، بل راحت تشوه الدين وتسخر من حاملي لوائه، كانوا الطابور الخامس الذي ساهم في انفراط عقد الأمة، وقفزنا إلى فكر القومية، لا كتعضيد للإسلام وذلك مباح فالعرب أولي الناس بتعضيده ـ و إنما كبديل عنه- ..
اندفع الأغبياء والمغفلون والخونة إلى ذلك دون أن يدركوا أنهم يفتحون للشيطان بابا، و أن نفس المنطق الذي اتخذ لتبرير القومية العربية سيؤدي إلى نشوء القومية العبرية.
وليس هذا فقط فإن كنا ننادي بقومية عربية فلماذا نحرم الآخرين منها، كالأكراد والبربر والأفارقة، وعدد هؤلاء أضعاف عدد المسيحيين الذين ادعي المثقفون عملاء الغرب استبعاد الإسلام من أجلهم.
وعندما فعلوا، ثارت القوميات غير العربية كي تستقل هي الأخرى، ثم انقلب الجميع على القومية لتموت في عام 1990، وانكفأ الكل علي نفسه وبدأت القطرية، ثم ما لبث الغرب الفاجر، بعد أن اكتملت الدائرة ، متذرعا بحقوق الأقليات أن راح ينادي بتقسيم الأوطان والأقطار على أساس ديني!!..

كان الأمر بالغ الوضوح منذ البداية وكان موقف الإسلام جليا.. فسيدنا بلال بن رباح العبد الحبشي أفضل بما لا يقاس من عبد المطلب، الحر القرشي، جد النبي صلى الله عليه وسلم.
وكانت هذه الحقيقة التي يؤمن بها كل مسلم كفيلة وحدها بهدم الفكر القومي كله.

***

منذ بداية الأمر، منذ قرنين على الأقل كانت الدولة ضد الأمة، وكان الإسلام يشوه ويقيد ويحاصر ويُـقتل حاملو لوائه، من أجل ذلك فمن حقنا أن نقول أن الذي يهزم الآن هذه الهزيمة البشعة المروعة المهينة ليس المشروع الإسلامي بل المشروع العلماني الوضيع والمشروع القومي الغبي.

غفلوا لا غفر الله لهم أن القومية اختيار بينما الولاء والبراء فرض لا اختيار فيه..
غفلوا لا غفر الله لهم عن أن الانتماء الديني قلب وجلد لا يمكن تغييره، أما الانتماء القومي فمجرد ثوب أو رداء يغيره من يريد حين يشاء..
كما تغيره الكويت وقطر وباقي دول الخليج الآن وكما تنسحب منه ليبيا..
والغريب أن الانتماء القطري والوطني ليس له التزام أو مرجعية إلا التقسيمات والحدود التي وضعها الغرب .. و الأخيرة منها سايكس بيكو.. الأخيرة لا الآخرة.. لأننا على مشارف سايكس بيكو جديدة.. وقد نسي العلمانيون والقوميون أن يحددوا عقابا مناسبا يمنع الأقطار من خلع رداء قوميتها العربية.. وكان ما كان فانفرط العقد..

منذ بداية الأمر، منذ قرنين على الأقل، كانت خيوط المؤامرة واضحة لكل ذي عينين، لكن العلمانيين والقوميين والشيوعيين اجتمعوا رغم تناقضاتهم بمنتهى الخسة على استنكار فكرة المؤامرة وتسفيه القائلين بها، وما فعلوا ذلك إلا عن جهل وحماقة وغفلة أو عن عمالة وتواطؤ.
 فالجاسوس، الجاسوس هو أول من ينكر أن العدو يوشك أن يهجم. وعضو العصابة، هو أعلى الناس صوتا في إنكار وجود العصابة.

***

لعل الغريب أن فترات الاستقلال الصوري للدول العربية كانت أشد فترات الاستعمار شراسة وخطورة. ففي هذه الفترة، نجح العملاء المحليون سواء كانوا ملوكا أو رؤساء أو نخبة، في إنجاز المهمة التي لم يكن الاستعمار يستطيع أداءها بصورة مباشرة: تنحية المرجعية الإسلامية وقتل النخوة والحمية. كان الإسلام يشوه بيد من ادعوا أنهم مسلمون، وكانوا أشد على المسلمين من أشرس أنواع الاستعمار.. وكانوا مجرد مرحلة وسيطة على الاستعمار أن ينسحب مؤقتا فيها حتى يتم وكلاؤه المهمة التي أوكلها إليهم.. فإذا أكملوها عاد.. كما عاد فعلا في الجزيرة العربية كلها.. عاد ليجد شعوبا غيبت عن الوعي والدين وفقدت الحمية والحماسة و أحبت الحياة وكرهت الموت..

ما حدث في النصف الثاني من القرن الماضي هو بحذافيره ما أخشى أن الشيطان الأمريكي سيحاول أن يكرره بعد ضرب العراق، لكنهم لن يلجئوا هذه المرة إلى وجوه قومية أدت دورها وتم افتضاحها.. بل سيلجئون إلى وجوه إسلامية تتبنى إسلاما أمريكيا بلا هوية، إسلاما عيسويا يهبط وحيه في كواليس المخابرات الأمريكية، ولو نجحت أمريكا في ذلك لا قدر الله، لغرقنا في التيه قرنا آخر.

***

صنف آخر يا سيادة الرئيس صدام حسين أتعجب والله من مواقفه، صنف محترم من الناس، يمثله – على سبيل المثال – عمرو موسى، الذي ظنناه و إن افتقد المرجعية الإسلامية فهو رجل دولة، و إذا به بعد أن تولى الجامعة العربية يتحول إلى عصمت عبد المجيد. أندهش.. كيف يبيع احترام الناس له ويصمت.. ولماذا لا يستقيل ليصفع الأنظمة الخائنة العاجزة. وليس ثمة تفسير إلا تفسير واحد.. وهو حرصه على معاش التقاعد!!... فيا للمهزلة..

***

صنف رابع، ليس ثمة دليل على وجوده إلا صوته العالي، ينذر أمريكا بالويل والثبور وعظائم الأمور إن هاجمت العراق، وهؤلاء كمثل الممثل الرديء الذي لا قيمة له ولا دور.. إلا الدور الذي سيسنده له المخرج بعد ذبح العراق.
وخطورة هذا النموذج أنه يشكل صماما ينفس عن غضب الجماهير، ويوهمها بالقول الزائف أن الفعل قادم.. تماما كما أوهم شمس بدران جمال هبد الناصر عام 67 أن السوفييت مستعدون لخوض الحرب معه..

وكان ما كان..

***

أتذكر في أسي مرير رائعة جابريل جارثيا ماركيز: " سرد أحداث موت معلن" فمن أول صفحة في الرواية يعلم أهل المدينة جميعا أن بطل الرواية سيقتل – وهو بالمناسبة فلسطيني- والكل يعلم أنه مظلوم.. والكل يلجأ إيثارا للسلامة أن يصمت متوقعا أن يتدخل غيره لإنقاذه، وعندما يدركون مع اقتراب النهاية أن العار سيلحقهم جميعا.. يحاول البعض أن يتحرك.. لكنه حين يفعل يكون الأوان قد تأخر.. وفي اللحظات الأخيرة الفاجعة .. تجلس الأم في صحن البيت مطمئنة أن ابنها بالداخل في الدور الأعلى.. لم تكن المسكينة تعلم أنه خرج.. وفي الخارج.. يطارده جلادوه .. ويكاد ينجح في الهرب منهم بالوصول إلي باب بيته.. لكن الأم التي ظنت أن الجلادين يحاولون اقتحام البيت تسارع بإحكام الرتاج لتنهي فرصة ابنها الأخيرة في النجاة.. وتصعد إلي غرفته كي تهنئه أن تصرفها السريع اليقظ أنقذ حياته.. ولا تجده في غرفته.. فتنظر من الشرفة لتستطلع ما يجري في الخارج.. فإذا بابنها متشبث بحلقة الباب.. والجلادون يمزقونه إربا إربا.. أمام عينيها..

أعتذر يا سيادة الرئيس للاستشهاد بهذه القصة الفاجعة.. لكنني أري الأمة كلها تأخذ نفس الموقف تجاه العراق..

كان يمكنني أن أظل غارقا في مستنقع الذل والعجز والصمت، بدلا من أن أكتب لك هذه الرسالة التي أعلم أنها ستثير الكثيرين ضدي.. لكن من قال أنني أكتب اجتلابا لتأييد أو اجتذابا لإعجاب..

و إنني إذ أدين الحكام و ألعن النخب لا أبرئ الشعوب.. كانت رغم كل حلقات الحصار تستطيع.. وإنني أتصور في أحلام يقظة أهرب بها من مرارة الواقع.. لو أن طيارا سعوديا واحدا من طاقم الأواكس أسقط الطائرة في عملية استشهادية لتعطلت طائرات الأواكس جميعا.. ولو أن فرقة أو سرية أو حتى شخصا من أي جيش عربي هاجم الجنود الأمريكين في المناورات المشتركة بين بلاده وبين أمريكا.. ثم تواترت عمليات الاستشهاد تلك لانسحب الأمريكيون يجرون أذيال الخيبة.. ولو أن أمريكا شكّت للحظة أن صاروخا مضادا للطائرات سيطلق على طائراتها إذ تعبر أجواءنا المستباحة في طريقها إلى العراق لفكرت ألف مرة..

***

يا إلهي..

كل هذا الذل والهوان بسبب حكامنا ونخبنا.. أما كوريا فهي تتحدى وتخيف..

***

منذ قرنين على الأقل وعلمانيونا وسياسيونا لا يكفون عن كيل الاتهام لنا.. أنتم لا تستطيعون عرض قضيتكم.. وكان العجز فيهم لا فينا.. في الحكام والقادة والنخبة لا في الأمة.. لأن أكداسا من الكتب.. و أطنانا من الحجج لن تنجح في إقناع الغرب بعدالة قضيتنا قدر ما تقنعه قنبلة نووية واحدة يعرف أننا نملكها..

منذ قرنين علي الأقل وهم يكيلون التهم لنا.. فكانوا كمن لبث كل هذا الوقت يعلموننا كيف نتوازن على مقعد أرجله مكسورة.. فحتى لو نجحنا في ذلك كبهلوان فإن دفعة صغيرة من الخارج ستطيح بنا علي الفور.. وهذا ما حدث بالفعل ويحدث..

المقعد أرجله مكسورة.. والمقعد هو النظام العربي الذي عجز طيلة قرن كامل أن يتخلص من اتفاقية سايكس بيكو و أن يعود ليتوحد.. أخلص حكامنا لحدود سايكس بيكو كما لم يخلصوا للأمة.. وذلك طبيعي ممن يعبدون الشيطان دون الله.

منذ قرنين علي الأقل وهم يوجهون الاتهامات للضحية بدلا من توجيهها للمجرم.. لكن.. كيف يوجهون له الاتهام وهم أصابعه و أعوانه..

***

لا تنتظر يا سيادة الرئيس من الخونة أمنا.. ولا من العجزة عونا .. ولا من أمة تم إخصاؤها انفجارا.. سيحدث هذا لا ريب.. لكن بعد أن تستعيد الأمة دينها وعقيدتها.. و أظن أن العراق ستضرب قبل ذلك بوقت طويل.

***

نعم.. هذا هو مربط الفرس وفحوى الخطاب.. وهو ما أريد أن أناقشه بإيجاز..

لست عسكريا ولا سياسيا ولا استراتيجيا وإنما عبد مسكين فقير إلى الله يحاول أن يهرب من ذل الدنيا وخزي الآخرة..

أقول لست عسكريا ولا سياسيا ولا استراتيجيا.. لكنني عندما لمست كل هذا الهزل والهوان والضعة من عسكريينا وسياسيينا واستراتيجيينا الذين لم يعودوا يصلحون إلا رسوما للكاريكاتير لم أملك إلا التدخل لأدلي برأيي في ذلك جميعا.

ومن هذا المنطلق أقول أن الضربة الأمريكية آتية لا ريب فيها.. ليس لأن العراق قد فعل كذا أو لم يفعل كذا.. بل لأن أمريكا لن تجد عبر التاريخ فرصة أفضل من تلك.. ولن تجد حكاما أكثر عجزا ولا غباء ولا خيانة.. هي فرصتها الذهبية ولن تفلتها أبدا..

إنني أتحدث عن أمريكا الحقيقية لا أمريكا التي روج لها الإعلام الكاذب.. أمريكا المجرمة التي بدأت حياتها بإبادة شعب.. وبنت اقتصادها باستعباد شعوب.. ولم تحمل عبر التاريخ إلا الإجرام والدمار.. لن أنافق فأتهم الحكومة دون الشعب.. بل جلهم مجرمون.. وإذا كنا لا نبخل على القرصان السفاح الدموي جورج بوش بأي كلمة سباب أو كلمة احتقار فإننا لا نبرئ شعبه الذي يزداد تأييده له كلما ازدادت دمويته و إجرامه.

أتحدث عن أمريكا الحقيقية.. ليس أمريكا المسيحية الصهيونية أو البروستانتية التوراتية كما يدعون.. بل عن أمريكا الملحدة.. أمريكا التي خلقت إلها كما تهوي.. بمواصفاتها وتريد من العالم أن يعبده.. إله يصفه واحد من فلاسفتها هو وليم جيمس في كتابه " البراجماتية" بقوله أنه إله في مقدورنا أن نتمتع به!!.. إنه الشكل الإليكتروني للأصنام!! إله الهوي.. إله يبرر لهم جرائمهم ويغفر لهم حتى الكفر لسبب بسيط .. هو أنه أصلا غير موجود و إنما هم الذين خلقوه.. و إله جيمس هذا ليس إلها و إنما شيطان.. وما هم إلا عبدة الشيطان هذا.

***

سوف يكتشف المسيحيون في الشرق ذات يوم – و أرجو ألا يكون بعد فوات الأوان- أن أمريكا لا تمثل المسيحية بل الإلحاد..بل و أتصور أنهم سيخوضون الحرب ضدها ذات يوم دفاعا عن مسيحيتهم تماما كما حارب المسيحيون العرب في صف المسلمين ضد الصليبيين..

***

وليست مشكلتنا مع أمريكا إلحادها.. و إنما مشكلتنا أنها بإلحادها ذلك قد فقدت كل قيمة أخلاقية.. ولم يعد الرادع لها عن أي فعل ينبع من القيمة أو العدل أو المنطق أو الأخلاق أو الشعارات المزيفة للحرية والإخاء والمساواة.. الرادع الوحيد الذي يردعها هو إحساسها بقدرة خصمها على إيذائها.. هنا تلبس القناع الزائف للرقة والحرية والمساواة علي الفور..

***

الرادع الوحيد لأمريكا هو القدرة على إيذائها..

تذكر ذلك يا صدام حسين..

***

لشد ما وددت أنك تملك سلاحا نوويا تسرب أسراره إلى البلاد العربية جميعا قبل أن تستعمله ضد أسطول أمريكي..

لشد ما وددت أن ترهب أمريكا جانبك كما ترهب جانب كوريا الشمالية..

***

الحرب آتية لا ريب فيها.. وسيخوضها العراق وحده بعد أن تخلى عنه العملاء والخونة..

فأرجوك يا سيادة الرئيس ألا تقع في خطيئة الحرب النظامية.. فهي حرب لا شك في نتائجها بين قوة ساحقة شيطانية غادرة مهيمنة .. وقوة معزولة محاصرة..

سوف يفعلون كما فعلوا في أفغانستان.. سوف يقدمون الرشاوى ويحيكون المكائد..

يجب أن يحارب الجيش قدر ما يستطيع فهذا قدره وشرفة.. لكنك يجب أن تكون مقتنعا أن الحرب الحقيقية لن يخوضها الجيش بل الشعب.. ولو كنت مكانك لأعددت الجيش كما لو كان سيخوض المعركة بلا شعب و أعددت الشعب كما لو كان سيخوض المعركة بلا جيش..

***

هذا الشعب الأمريكي شعب جبان يحب الحياة ويكره الموت.. وهذا هجوم قراصنة سيستمرون في الهجوم مادامت حياتهم غير مهددة فإذا ما ذاقوا طعم الموت لولوا فرارا ولملئوا رعبا..

لو استطاع العراق أن يرسل عشرة آلاف أمريكي إلي جهنم في الشهر الأول من الحرب فسوف يغير مسارها.
ولو استطاع في العام الأول أن يرسل خمسين ألف فسوف يغير خارطة المنطقة بأسرها.
ولا يقولن لي أحد أن أمريكا قد احتملت أكثر من ذلك في فيتنام قبل انسحابها، لأن معاول الهدم التي شرعتها أمريكا على العالم كي تفتته وتهدمه مثل الحداثة وما بعد الحداثة قد ارتدت على الشعب الأمريكي نفسه وفتتته وقلصت ولاءه لوطنه واستعداده للتضحية في سبيله.. لقد غرق في اللذة وضاع في التيه.. ولن يحتمل جزءا بسيطا من خسائره في فيتنام ..

***

إنهم يملكون كل أسلحة دمار الدنيا.. ونحن نملك لا إله إلا الله.. وفي سبيلها ستجد عشرة آلاف استشهادي يعاهدون الله إلا يموت الواحد منهم قبل أن يقتل جنديا أمريكيا أو أكثر..

ستجدهم فلا تتوان عن إعدادهم..

ودعهم يضربون أمريكا من كل مكان تضرب العراق منه..

***

لو كنت مكانك يا سيادة الرئيس لوضعت في اعتباري أنني سأقابل الله في الأسبوع الأول لإعلان الحرب.. وسأكون حريصا على أن أترك بعدي من لا يتخلى عن المقاومة أبدا حتى ينسحب عبدة الشيطان. سوف أبدأ في تكوين خلايا المقاومة المستقلة، وسوف أجهز لها السلاح والمخابئ و أرسم لها الخطط.

***

الحرب قادمة لا ريب فيها..

وليس لدي شك – بغض النظر عن نتائجها- أن نهاية الولايات المتحدة بل والحضارة الغربية كلها قد بدأت منذ 11 سبتمبر.. لكن الحضارات تكون أكثر ما تكون شراسة فترات انهيارها والتي قد تطول إلي عقود.

الحرب قادمة لا ريب فيها..

وعندما تقصف بغداد فإنها لن تقصف لأنها عاصمة العراق بل لأنها عاصمة الخلافة.. لأنها عاصمة المسلمين..

لذلك يا سيادة الرئيس فشد ما ستظلم نفسك وشعب العراق لو جعلت راية العراق وحده هي الشعار الذي تجري المعركة لوائها.. هذه معركة بين الإسلام والإلحاد.. الإلحاد الذي يقود عولمة الكفر ويجب أن تواجهه بعولمة المعركة تحت راية الإيمان..

يا الله..

ارض عني ولو ساعة واجعلني عبدا ربانيا أقول للشيء كن فيكون لأمحق أعداءك جميعا..‍‍

***

أتذكر الآن مرة أخري مهاتفة ناشر كتبي..

أتذكر روايتي: "قصر العيني" حينما يفضح بطل الرواية عجز الأمة وخيانة الحكام فلا يملك إلا أن يهرب إلى حلم يقظة يتصور فيه أنه أصبح عبدا ربانيا يقول للشيء كن فيكون..

ولنتابع هذا المشهد معه..

" سر الأسرار كشف لي, الكلمة الأولى, ما يجعلني أقول للشيء كن فيكون, أدركت ما لم أدرك وفهمت ما لم أفهم, فعلمت لِـمَ لَـمْ يكشف لغيري, بدأت باجتماع للكنيست فأمرته كن عدما فكان, تضطرب إسرائيل والعالم, تعجز كل مخابرات العالم عن معرفة سر ما حدث ويستسلم بنو صهيون لما لم يدركوا من خبره طرفا فيشكلون حكومة جديدة ومجلسا جديدا لكنه يختفي في أول اجتماع, ويموج العالم بالرعب والتربص وتأتى إلى القدس وفود العالم وخبرائه , لكن كلما أتى منهم واحد اختفي، وتوجه أمريكا وروسيا وأوربا صواريخهم النووية إلى العواصم الإسلامية فلم يعد لهم أعداء أخر. أتصل تليفونيا بمكاتب رويتر والأسشيوتدبرس محذرا من أن الصواريخ الموجهة للقاهرة سوف تنطلق إلى لوس أنجليس . بعد خمس دقائق تنفجر لوس أنجليس فينفجر العالم, والخبر الذي أهملته وكالات الأنباء في القاهرة يصبح الخبر الوحيد في العالم , أتصل بهم مرة أخرى , بأقصى اهتمام في الوجود يسمعون إلىّ.. على الخط مدير الـC.N.N :

- هل يمكن أن أجرى معك حديثا ..

- أجرِ .

- أين آتى لك ؟ ..

- لن تأتى! .

- كيف أجرى الحديث إذن .

- بالهاتف.

- لكنني أريد أن أراك.

- أنظر إلى نيويورك فإن استقرت مكانها فسوف تراني.

وتنفجر نيويورك وينضم قادة العالم إلى مدير الـCNN .صارخين متوسلين:

- من أنت؟..

- لا جدوى الآن أن تعرفوا..

- ماذا تريد؟ ..

- العدل..

- فإننا نطلب الرحمة..

- من لم يرحم لا يرحم ..

يعقد الفزع ألسنتهم حتى ليغرقوا في عرقهم وبولهم..

- حاسبوا أنفسكم يا أتعس المخلوقات, أظننتم أنكم قادرون عليها..

- الرحمة الرحمة, الرحمة..

- أظننتم أن ما فعلتموه ينسى ..

كن فيكون..

أحرك المحيطات فيواجهون الطوفان مولولين, فأنصرف عنهم إلى إسرائيل فيخرجون جميعا رجالا ونساء كبارا وصغارا ويتوسلون:

- أيها الكائن المجهول في القاهرة , نوافق على كل شروطك لكن أبق على حياتنا..

- لم فعلتم ما فعلتم؟..

- سيدي أضلونا , غرروا بنا..

- إليكم شرطي,أن تردوا إلينا كل ما أخذتموه منا..

يأتي الرد كلمح البصر:

- كل ما أخذناه هو لكم, الأرض والمال والحضارة

ما أشد دماثتكم وأنتم مرعوبين أذلة لكنى أقول لهم:

- لا يكفى

- تزييف التاريخ نعترف به .

- لا يكفى .

- وضع الأحاديث نعترف به..

- لا يكفى..

- نتوب..

- فات الأوان..

- عبيدنا من حكامكم نرشدكم إليهم..

- نعرفهم..

***

انتهى الاستشهاد بالرواية..

***

هل أقول لك يا سيادة الرئيس صدام حسين أنني لفرط الألم الذي أرزح تحته أعجز عن أن أفعل ما فعله بطل روايتي.. أعجز عن أن أدلف إلى حلم يقظة.. لكنني وجدت لزاما علي أن أقتبس هذا الجزء من الرواية قبل أن أصرح لك بآخر شئ أريد أن أصرح لك به..

***

يا سيادة الرئيس .. ما سأقوله لك ليس حلم يقظة.. بل إنه سيحدث حتما ذات يوم فــنــل شرف بدايته..

إنهم لا يهاجمون بغداد عاصمة العراق بل بغداد عاصمة الخلافة..

فأعلن الخلافة..

تجرد لله الواحد القهار و أعلنها..

عولم المعركة..

زلزل عروش الخونة من حكام العرب والمسلمين..

لشد ما نظرت باحتقار إلى كل من ناداك بالتخلي عن الحكم مرضاة لأمريكا.. فقد كانوا ينادونك بالتخلي عن الحكم لحكومة عميلة تابعة لأمريكا..

لكنني الآن أناديك بأن تتخلى عنه مرضاة لله.. أن تتخلى عنه لخلافة ستواجه أمريكا حتى يأذن الله لهم بالنصر..

وأن تتحول كما كان قادتنا العظام يتحولون من قادة إلى جنود.. افعل كما فعل خالد بن الوليد.. أو عقبة بن نافع .. أو أبو المهاجر دينار..

افعل كما فعل معاوية الثاني.. حين اختاره أهل الشام للخلافة بعد موت أبيه إلا أنه بعد قليل من خلافته نادى الصلاة جامعة فاجتمع الناس فحمد اللَّه وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإني قد ضعفت عن أمركم فابتغيت لكم مثل عمر بن الخطاب حين استخلفه أبو بكر فلم أجده فابتغيت ستة مثل ستة الشورى فلم أجدهم فأنتم أولى بأمركم فاختاروا له من أحببتم..

هكذا فعل حينما رأى عصا المسلمين منشقة ولم ير من نفسه القدرة على لَم شعثها وإصلاح أمرها..

و أنا يا سيادة الرئيس أطلب منك أكثر مما فعل..

أعلن عودة الخلافة في بغداد.. واختر ستين لا ستة .. اختر من كل بلد من بلاد المسلمين نقيبا من علماء المسلمين وادعهم.. وأوكل إليهم إعادة الخلافة وعد أنت جنديا بين جنودك.. أو جنديا تقود جنودك تطلب الشهادة قبل أن تطلب النصر .. خلافة تدين لها الأمة كلها بالولاء والطاعة.. خلافة تزلزل الأرض تحت الدمى التي نصبوها حكاما علينا.. خلافة تجعل الولاء لله لا الحاكم.. لأمة لا للدولة.. خلافات تقتلع تلك الكيانات الهزيلة التي تحولت إلى ثقوب اتسعت ينفذ الأعداء منها إلينا..

لن أكلفك من أمري شططا.. لكنني لو كنت مكانك لبحثت عن الشيخ أسامة بن لادن رضي الله عنه أينما كان وهتفت فيه:

- هذه أمة تحبها وتحبك.. و إني لم أجد في أمة لا إله إلا الله محمد رسول الله أجدر منك بالخلافة فيها .. فتولها..

لن أطلب منك ذلك.. فقط.. أطلب أن تعلن عودة الخلافة و أن تكلها لسواك.. فأنت بهذا تفسد للجميع كل حججهم.. كما أنك ستشد المسلمين في شتى أرجاء العالم لعاصمة خلافتهم.. يذودون عنها.. ويستشهدون في سبيل الله دفاعا عنها..

افعل ذلك فلعل الله يتوب عليك به.. ولعله يبدل سيئاتك حسنات.

قد يطول الأمر ..

وقد يتأخر النصر..

لكنه أول الطريق الصحيح..

فتوكل على الله..

يرحمك الله..

و إلى لقاء أمام الله..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


تاريخ النشر: 2014-10-08

المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق