لم يكن طول الجرح بالمسافة بل بالزمن.. جرح طوله ألف وخمسمائة عام..
صرخت: تبت أيديكم .. أيما كنتم .. وأينما كنتم.. وأيما أنتم .. وأيا كان من وراءكم.. يا كلاب النار يا حطب جهنم..
تبت أيديكم.. وتبت أيدى من يسكت عنكم بعد اليوم..
لا إله إلا الله..
بكيت يا قراء .. صرخت..
وصلت الإهانة إلى نخاعى فزلزلت عظامى .. فذابت دموعا..
تمنيت لو أننى مت قبل هذا اليوم وكنت نسيا منسيا..
تمنيت ألا يأتى الله بى يوم القيامة على هذه النوازل الهائلة ولو كشاهد.. لأن الشاهد هنا أسوأ من ديوث.. ومثل تلك النوازل لا ينجو منها من يشهد عليها بل من يستشهد فيها .. أو ينتصر..
اختنقت..
لا لإله إلا الله..
لم أشعر بمثل هذا الشعور طيلة حياتى..
وكما يحدث لأفراد العائلة يجتمعون عند المصاب الجلل راحت آلامى يستدعى بعضها بعضا.. ينادى بعضها بعضا.. فلا أملك من العزاء إلا لا إله إلا الله..
رحت أستعيد الآلام ألما بعد ألم.. وكارثة بعد كارثة.. وداهية بعد داهية.. ومصيبة بعد مصيبة .. ورحت أقول لنفسى أن أشد آلامنا وأعظم كوارثنا وأدهى دواهينا وأنكى مصائبنا لم تأت من أعدائنا.. بل جاءت على أيدى ولاة أمورنا..
فاض بى الألم.. وأنا أهتز وأترنح كالمذبوح ..
لا إله إلا الله..
أمسكت بالهاتف واتصلت بصديق كى أبثه همى..
ما أن بدأت الحديث حتى أبعدت المسماع عن فمى على الفور.. فقد كنت أنتحب.. وكنت أشعر بالخزى من نفسى .. ومن أمتى .. و بالخجل من الله..
استطعت بعد جهد جهيد أن أقرأ للصديق بعض الجمل التى انصبت على جسدى كالنار .. كرصاص منصهر.. طفحت من كتاب داعر فاسق فاجر كافر .. طبعته لنا ونشرته بيننا وزارة الثقافة المصرية.. وليس الإسرائيلية ولا الأمريكية..
لا إله إلا الله..
كانت الكلمات التى نشرتها وزارة الثقافة المصرية[a] تقول...: …
… .. .. ..
لا أستطيع أن أكتب تلك الكلمات فلا إله إلا الله…. لا أستطيع أن أنقل ذلك الفسوق ولا إله إلا الله..
لا إله إلا الله..
آآآآآآآآآآآآه يا قراء..
حرون هو القلم فى يدى..
تتأبى الكلمات على بيانى..
وتستعصى الحروف على لسانى..
وقلبى لا يطاوعنى أن أنقل لكم الكلمات الفاسقة الداعرة الكافرة التى أوردها كتاب فاسق داعر كافر.. نشرته هيئة لابد أن تكون لابد أن تكون فاسقة داعرة كافرة تحت رئاسة مسئول لابد أن يكون داعرا فاسقا كافرا..
آآآآه..
لا إله إلا الله..
لو أنصفت يا قلم لانكسرت..
ولو أحسست يا ورق لاحترقت..
فهل تريدون الآن أن تعانوا ما عانيته يا قراء..
إليكم ما طبعته ونشرته وزارة الثقافة المصرية:
" وهؤلاء يهمشون التاريخ ويعيدونه مليون عام إلى الوراء، فى عصر الذرة والفضاء والعقل المتفجر يحكموننا بقوانين آلهة البدو وتعاليم القرآن..خراء "..[b]
آآآآه..
آلهة البدو..؟؟!!
القرآن..
خراء..
لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله.. لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله ..
يا ليت أمى لم تلدنى..
لو أن صاعقة من السماء انقضت على أم رأسى لما شعرت بمثل هذا اللهيب اللافح فى رأسى..
لهيب..
لا لهيب الشمس فى الصحراء .. بل لهيب قلب الشمس حيث كل شىء ذوب منصهر..
شعرت بالدوار يا قراء..
غامت عينى.. وغامت الدنيا..
صرخت فى نفسى: كيف يا صفيق قرأتها فلم تمت الفور.. كيف؟!..
كيف يا صدئ الروح قرأتها فلم ينفجر النزيف فى رأسك على الفور.. كيف.؟![c]
وصرخت:..
لا إله إلا الله..
تراءى لى الرسول صلى الله عليه وسلم ينظرنى معاتبا يوم القيامة فصرخت من الخجل..
تراءى لى أبو بكر وعمر وعثمان وعلىّ رضى الله عنهم أجمعين فصرخت من الخجل..
تراءى لى الحسين سيد الشهداء.. إذ يبذل روحه وأرواح جميع أهل بيته.. أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.. يبذلون أرواحهم كى تكون كلمة الله هى العليا.. فصرخت من الخجل..
تراءى لى الزبير بن العوام يهتف صارخا فى حروب الردة : من يبايعنى على الموت..
تراءى لى حمزة بن عبد المطلب.. وعبد الله بن الزبير.. ومصعب بن عمير.. وزيد بن حارثة.. وجعفر بن أبى طالب.. وعبد الله بن رواحة.. وسعد بن معاذ.. وسعد بن عبيد.. وعكرمة بن عمرو بن هشام يصرخ فى اليرموك : من يبايعنى على الموت..[d]
تراءى لى الإمام أحمد بن حنبل..
تراءى لى ملايين وملاين من الشهداء والصابرين.. بذلوا حياتهم واحتسبوا صبرهم لتقديس اسم الله ورفع كلمته.. ثم يأتى الشيطان ليكتب ما يسميه كتابا تعتبره وزارة الثقافة المصرية - وهى الأخرى شيطان- أدبا فتنشره على الناس كى تنورهم..
وزارة الثقافة المصرية فى بلد الأزهر وصلاح الدين وقطز وخالد الإسلامبولى تنشر يا قراء كتابا يدعى أنه رواية يقول أن القرآن خراء.. ثم لا يلبث أن يقول: إخرأ بربك...
لا إله إلا هو الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارىء المصور الغفار القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل السميع البصير الحكم العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور الشكور العلي الكبير الحفيظ المقيت الحسيب الجليل الكريم الرقيب المجيب الواسع الحكيم الودود المجيد الباعث الشهيد الحق الوكيل القوي المتين الولي الحميد المحصي المبدى المعيد المحيي المميت الحي القيوم الواجد الماجد الواحد الأحد الصمد القادر المقتدر المقدم المؤخر الأول الآخر الظاهر الباطن الوالي المتعال البر التواب المنتقم العفو الرؤوف مالك الملك ذو الجلال والإكرام المقسط الجامع الغني المغني المانع الضار النافع النور الهادي البديع الباقي الوارث الرشيد الصبور..
لا إله إلا الله..
لا إله إلا الله..
لا إله إلا الله..
أول مرة ألقى مثل هذا الألم فى حياتى ..
أبدا..
ولا حتى هزيمة 67..
ولا حتى قتل الشهيد سيد قطب..
ولا حتى استدراجنا كقطيع من الخراف إلى مقتلة الخليج .. حين اندفع بالشرك والغباوة والخيانة والجهل والنفاق نصفنا يقتل نصفنا .. كقطيع .. قطيع من الخراف يندفع إلى المجزرة وهو فرح بها نشوان..
ولا حتى عندما حمل السادات كفننا وكرامتنا وتاريخنا ليذهب مذموما مدحورا إلى القدس..
ولا حتى يوم اجتمع ثلاثة آلاف من جنود الشيطان ليقتلوا سعد إدريس حلاوة لأنه اعترض على أن يدنس علم الصهاينة الكلاب أرض مصر.. وعندما اختاروا بالرغم منا أن تكون سفارتهم فى الجيزة لا فى القاهرة.. على الضفة الغربية للنيل.. لأن أساطيرهم الفاجرة تقول لهم أن أرضهم من النيل إلى الفرات.. فكيف تكون لهم سفارة فى القاهرة .. والقاهرة أرضهم.. واختاروها – رغم دواعى الأمن – أمام أضخم تجمع شبابى فى الوطن.. أمام جامعة القاهرة.. كى يروضوا أبناءنا على رؤية العلم كما يروض العبيد..
ولا حتى يوم استشهاد خالد الإسلامبولى بالإعدام..[e]
ولا حتى مع الذبح اليومى الذى نشارك فيه للعراق..
ولا حتى مع انهيار الآمال أملا بعد أمل..
و حتى مع تراكم الآلام ألما بعد ألم..
ولا حتى يوم موت أبى..
..
أبدا..
لم أشعر بمثل هذا الألم..
القرآن..
خراء...
عندما وقعت عينى على الكلمات الفاجرة الكافرة أحسست أنى تدنست..
لا دنس الجسد.. بل دنسا يتسلل إلى خلايانا خلية خلية.. يختلط بالذرات.. ويتسلل إلى القلب .. ويدمغ الروح بخاتم جهنم ..
دنس كالنار ترعى الهشيم فتأكله..
دنس كإشعاعات الذرة تخترق الخلايا فتدمرها خلية خلية..
دنس يكتب على وجه الشيطان الأخرس فينا : آيس من رحمة الله..
دنس لا يمحو عاره وذنبه عنا إلا أن نموت شهداء ونحن نزيله.. نموت شهداء.. مدركين أن استشهادنا ذاك لا يمنحنا الحسنات بل يمحو عنا بعض السيئات.. أقصى آمالنا بالاستشهاد أن يعفو الله عنا.. وألا يسألنا يوم القيامة: لماذا انتظرنا كل هذا الانتظار قبل أن نستشهد..
شعرت بالدوار..
ملاذنا الأخير ينتهك ويهان..
فلا كتبت لى الحياة ولا لكم يا قراء إذا لم ندافع عن ملاذنا الأخير..
***
كان صديقى ما يزال على الهاتف..
وكنت ما أزال أبكى وأنا أقرأ له مما نشرته وزارة الثقافة المصرية.. رائدة التكفير لا التنوير..:
(.. " الله قال انكحوا ما طاب لكم. رسولنا المعظم كان مثالنا جميعا ونحن على سنته.. لقد تزوج أكثر من عشرين امرأة بين شرعية وخليلة ومتعة.. وكان صلوات الله عليه وسلم يقول: تناسلوا تناسلوا فإنى مفاخر بكم الأمم . استبد الغضب بالحاج: الرسول تزوج حسب الشريعة ، أما أنتم فتريدونها شيوعية"..
ثم يدعى الكتاب الفاجر (…) على القرآن ما ليس فيه حين يقول ساخرا من القرآن: " والله تعالى قال فى كتابه العزيز فإذا ابتليتم بالمعاصى فاستتروا .." وصرخ مهدى ضاحكا: يا عمى الحاج رغبنا فى الاستتار فإذا بمخابرات ربى تقرع علينا الأبواب الموصدة.."..)..
ثم يستطرد الكتاب الفاجر الكافر الذى يلبس عباءة رواية وليس برواية إلا فى عقول مخصية شاذة مريضة سعت وتسعى إلى نشر الكفر والفاحشة.. يستطر مجترئا على الذات الإلهية ليقول:
.." إن رب هذه الأرض كان يزحف وهو يتسلل من عصور الرمل والشمس ببطىء السلحفاة.."..
ويسوق فى حوار فاجر كافر:
هو من صنع ربى..
لا بد أن ربك فنان فاشل إذن..
لا إله إلا الله لا إله إلا الله لا إله إلا الله لا إله إلا الله لا إله إلا الله..
ويقول الفاجر بن الفاجر الفاسق بن الفاسق الكافر بن الكافر: مؤلفا وطابعا وناشرا ووزارة:..[g]
.. " .. داخل هذه الأهواز التى خلقها الرب فى الأزمنة الموغرة فى القدم ثم نسيها فيما بعد لتراكم مشاغله التى لا تحد فى بلاد العرب وحدها حيث الزمن يدور على عقبيه منذ ألفى عام. " ..
و ..
" أقام الله مملكته الوهمية فى فراغ السموات.."..
و ..
.. " .. الله الله يا ولد يا داود.. لقد غفرت لك .. انكح كل صبيان بونة وأنا شفيعك يوم القيامة.."..
و ..
.. " وخلع الجلد المتخلف والبالى الذى خاطه الإسلام فوق جلودنا القديمة.." ..
و ..
" فله المساوية لروح الله الجامعة هبطت كالروح القدس فجمعت الجسد إلى النفس وأعادت تكوين التنسيق الأول بعد اختلاله" .. وفلة هذه عاهرة..
و..
.. " ربى خذ بيدى فى مملكتى لآخذ بيدك فى مملكتك، ربى زدنى أرصدة فى الدنيا والمصارف لأزيدك ابتهالا فى الآخرة.. ربى لتكن منافعنا متبادلة وليتحقق القصد الذى من أجله ولدتنى فأكون طفلك البار على هذه الأرض الفانية"..
و..
.. " :إن حبل السرة ما يزال موصولا مع الأزمنة الرعوية وأزمنة عبادة الله الواحد القهار فى السماء والأرض، وذلك الذى يقول للشىء كن فيكون، ومن خلال تلك الهشاشة الرثة .."[h]
برح الخفاء يا ناس وهذا وقت المفاصلة إما إيمان وإما كفر..
للوهلة الأولى.. والدوار يكتنفنى قلت لنفسى اذهب إلى الأزهر على الفور واصعد منبره واصرخ:
من يبايعنى على الموت..
ثم آخذ الرهط الذى يجتمع حولى وأتوجه بهم إلى قصر الرئيس مبارك.. عراة صدورنا نازفة قلوبنا دامعة عيوننا عزلاء أيدينا .. نسأله والسؤال دم: ما هى الحدود بين الإسلام والكفر.. ما هى التخوم بين التنوير والتعهير.. ما هى الطخوم بين تجفيف المنابع والخروج من الملة .. ما هى البيون بين أن تكون مصر قائدة للتنوير حقا يرتضيها العرب والمسلمون وبين أن تكون قوادة للكفر والفسوق والعصيان..
نهتف فيه:
أنت ولى الأمر.. وليس لنا أن نقيم الحد على الفجرة الكفرة الفسقة بأيدينا..
ثم نواصل الهتاف:
إن لم تقم عليهم الحد .. إن لم تدافع عن القرآن فاقتلنا.. لأننا لا نستطيع أن نواجه الله يوم القيامة وقد اخترنا الحياة بعد هذا الكفر..[i]
***
تسلل إلى نفسى أمل ميت.. أن يكون ثمة لبس قد حدث أمام صحيفة الأسبوع [j] عندما فجرت هذه الفضيحة منذ أسابيع قليلة.. لعل الكتاب طبع فى إسرائيل مثلا.. وقلت لنفسى أن الإسلام يأمرنى بالتثبت.. بحثت عن الكتاب.. ووجدته..:
وليمة لأعشاب البحر.. حيدر حيدر.. سلسلة آفاق الكتابة.. العدد 35- الهيئة العامة لقصور الثقافة.. وعنوانها كما هو مثبت : 16 أ شارع أمين سامى- قصر العينى- القاهرة ت: 3564841-3564842-فاكس 3564202- [k] أما الطابع فهو: شركة الأمل للطباعة والنشر أما قائمة (..) المكتوبة على صفحات الكتاب الأولى فتجمع: رئيس مجلس الإدارة: على أبو شادى.. أمين عام النشر: محمد كشيك.. رئيس التحرير إبراهيم أصلان.. الإشراف الفنى: د .محمود عبد العاطى.. مدير التحرير حمدى أبو جليل..[l]
***
حصلت على الكتاب منذ أسبوعين.. كنت أتصفح أوراقه السبعمائة كمن يقلب بيديه العاريتين الجمر..
وتأكدت مما قيل..
***
لا إله إلا الله..
كنت يا قراء أتابع الحملة الصحفية التى بدأها المجاهد الأسير مجدى حسين[m] ضد عملية التكفير التى تقوم بها وزارة الثقافة مستعينة بسلطات الدولة.. وعزمت على المشاركة خاصة بعد أن قرأت الفواجع الرهيبة التى فضحها كتاب كاريمان حمزة: "لله يا زمرى"[n].. وقلت لنفسى أننى سأكمل سلسلة المقالات التى أكتبها الآن : " بروتوكولات حكماء العرب" فى أسبوعين أو ثلاثة ثم أبدأ على الفور فى ولوج المعركة..
كنت أظننى محتاجا لقراءة الرموز بين السطور كى أكشف الشرك الخفى..
حتى جاء هذا الكتاب وفجرت صحيفة الأسبوع قضيته..
لا لإله إلا الله..
ليس الشرك الخفى بل الكفر البواح..
لا إله إلا الله..
هذا هو التنوير الذى يدفعونك إليه يا أمة..
برح الخفاء..
هو التكفير لا التنوير..
هو الخيانة لله ولرسوله.. هو الخيانة للأمة وللوطن..
هى العمالة الصريحة المباشرة لأمريكا وإسرائيل..
هى تزيين الباطل كما يزين القواد الزنا لبغى..
هو التسلل إلى عقول أبنائنا لإخراجهم من الإسلام تماما كما قال زويمر..
هو نشر الإباحية والسفالة والشذوذ وقتل روح الأمة..
وكل الكوارث التى قادتنا إليها وزارة الثقافة وكل الفضائح حلقات فى سلسلة التكفير والتعهير يا أمة..
***
إن العار لا يلحق بوزارة الثقافة فقط.. فتضامن المسئولية الوزارية يجعل مجلس الوزراء كله مسئولا وكل وزير مسئول.. ورئيس الوزراء مسئول .. و..
ترى ماذا كانوا يفعلون بى لو أننى قلت أن كلينتون أو باراك أو حتى أحد الوزراء خراء..
هل كنت أجد من يدافع عنى لو أننى قلت اخرأ برئيس الوزراء..
لكن الفاجر يكتب والفاجر ينشر أن "القرآن خراء " ..و "خرا بربك" .. ثم يجد من يدافع عنه..
إننى أناشد الرئيس مبارك.. باسم الله.. باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم.. باسم الأمة .. أن يدافع عن القرآن.. لأنه بمثل هذا الدفاع لا يدافع عن الدين فقط بل يدافع عن تاريخه وتاريخنا..
إن الوزارة التى سمحت لمثل هذا الكتاب أن يصدر لابد أن تنسف نسفا بكل هيئاتها ومؤسساتها.. ولن ترضى الأمة منك بأقل من ذلك..
وليست الإقالة فقط هى ما نطلبه منك..
وإن لم تكن المحاكم العسكرية لمحاكمة من خانوا الله والرسول والأمة والوطن فلمن تكون..
***
لا إله إلا الله..
يا جلالة ملوك وفخامة رؤساء الدول الإسلامية.. لطالما تعاونتم على الإثم والعدوان.. فتعاونوا ولو مرة للدفاع عن القرآن.. اطلبوا الرئيس مبارك اليوم.. قولوا له أن ما نشرته وزارة الثقافة المصرية لم يذبح المسلمين فى مصر فقط بل فى العالم الإسلامى كله.. من لم يفعل منكم ذلك فليأت الله يوم القيامة والقرآن خصمه..[p]
***
لا إله إلا الله..
إن كل سفير مسلم[q].. وكل دبلوماسى يغار على الإسلام ويغضب للقرآن عليه اليوم أن يبلغ ملكه أو رئيسه بهذا النداء وأن يستحثه للاستجابة له.. من لم يفعل منكم ذلك فليأت الله يوم القيامة والقرآن خصمه..
***
لا إله إلا الله..
إن كل كاتب وكل مفكر عليه أن يرفع الآن صوته دفاعا عن القرآن..[r]
كنا نختلف ونتفق ونتشاجر ونتنابز بالألقاب..
لكن عندما يكون الأمر أمر القرآن فلنتفق..
من كان منكم يحب الله والرسول فليدافع عن القرآن..
من كان منكم يحب الأمة فليدافع عن القرآن..
من كان منكم يحب الوطن فليدافع عن القرآن..
من كان منكم يحب نفسه فليحمها من النار بالدفاع عن القرآن..
من كان منكم مذنبا فليكفر عن ذنوبه بالدفاع عن القرآن..
من كان قد انخدع منكم بالتنوير وظن أنه تنوير لا كفر بواح فليكتشف الحقيقة وليكتب وليتكلم..
من كان منكم قد تدنس فليتطهر..
أناديكم جميعا..
وأطالبكم جميعا أن تدافعوا عن القرآن..
ومن لم يفعل منكم ذلك فليأت الله يوم القيامة والقرآن خصمه..
يا فضيلة المفتى.. أنت تعرف أن الأمة تحترمك مستعيدة أن أفضل السلاطين من صاحب العلماء وأسوأ العلماء من صاحب السلاطين.. والأمة تراك يا فضيلة المفتى حتى الآن – ولا نزكيك على الله- بعيدا عن السلاطين قريبا لشرع الله..
إن هذه الصفحة تنظر يوم الجمعة القادمة فتواك فيما حدث..
فتواك فى الوزير الذى سمح به وروجه..
فتواك فى رئيس الوزراء إن صمت..
فتواك فى النظام كله إن لم يرجع إلى الله..
فإن حيل بينك وبين الفتوى فإن هذه الصفحة تنتظر كى تنشر يوم الجمعة القادمة استقالتك.. فو الله لأن يسب القرآن ويهان فى بلد ليس فيها من يفتى للإسلام والمسلمين لأفضل من أن يحدث هذا تحت ظلال وصور تهيئ للناس أن الكفرة مسلمون..
أعيذك من أن يخفى خلفك الكافر كفره..
استقل..
وليأتوا إن أصروا على الكفر والفسوق والعصيان بحاخام من اليهود وليصدر القرار – لا من أعلى بل من أسفل سافلين - بأن يحل مكانك مفتيا للمسلمين.. فذلك أفضل من أن تختلط الأمور..
افعل ذلك يا فضيلة المفتى..دافع عن القرآن.. فإنك إن لم تفعله تأت الله يوم القيامة والقرآن خصمك..
يا أمة.. إنه الله الذى لا إله إلا هو .. وإنه القرآن .. إنه ملاذك الأخير وقدس أقداسك الأخير.. لم يتركوا لك حرما إلا لوثوه ولا وطنا إلا اغتصبوه ولا كنزا إلا انتهبوه.. فإن سكت فأولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى أن تتوقفى عن الصلاة.. وعن الإسلام كله..
فلتصدروا بيانا تعترضون فيه عما لحق بالدين والقرآن.. فلتكتبوا إلى الرئيس مناشدين أن يستعمل صلاحياته على الفور
إن لم تفعلوا فلتأتوا الله يوم القيامة والقرآن خصمكم..
***
لا إله إلا الله ..
يا كل صحيفة وكل مجلة وكل كاتب وكل كاتبة فى مصر..[x]
دافعوا عن القرآن..
اكتبوا..
أو فاكسروا أقلامكم..
إن لم تفعلوا فلتأتوا الله يوم القيامة والقرآن خصمكم..
***
لا إله إلا الله..
يا ضباط مباحث أمن الدولة[y].. تعلمون والله أننى أبغضكم فى الله.. لكننى لا أيأس من ذبالة خير فيكم.. أو أنكم عندما تكتشفون هول ما فعلتموه وأن جل ما فعلتموه كان لكى تمكنوا فى الأرض لمن يقول أن القرآن خراء.. عندما تكتشفون ذلك فقد تدركون هول ما تورطتم فيه..
أناشدكم.. كفروا عن بعض ذنوبكم ..
لقد دستم على القانون كثيرا من أجل النظام..
فنفذوا القانون اليوم من أجل القرآن..
ارفعوا إلى الرئيس اليوم تقريرا بأن مثل هذا العفن والكفر وازدراء كتاب الله هو الذى يهدد الأمن القومى والسلام الاجتماعى وهو الذى يثير الفتنة.. بل ويهدد النظام ذاته..
ارفعوا إلى الرئيس أيضا تقريرا بالأمور المشينة المخزية التى تورط فيها المسئولون عن نشر هذا الكتاب فى مصر.. وأظن أن هذه الأمور المخزية مسجلة عندكم صوتا وصورة..
من لم يفعل ذلك فليأت الله يوم القيامة والقرآن خصمه..
***
لا إله إلا الله..
يا كل امرأة [z] فى هذا الوطن.. أما كانت أم زوجة أم ابنة.. فلترفعى اليوم صوتك أمام زوجك أو أبيك أو ابنك.. ولتطلبى منه أن يدافع عن القرآن.. فالقرآن ليس خراء..
***
لا إله إلا الله..
يا كل هيئة ومؤسسة وصحيفة فى العالم الإسلامى[aa].. اكتبوا أنهم فى بلد الأزهر ينشرون أن القرآن خراء..
***
لا إله إلا الله..
إلى الجاليات الإسلامية فى الخارج[bb].. اذهبوا إلى السفارة المصرية فى بلادكم أو اكتبوا لها..
فإنه القرآن..
***
لا إله إلا الله..
يا شيخ يوسف القرضاوى[cc].. إن الأمة الإسلامية تضعك – شئت أم أبيت – على رأس العلماء المجاهدين المجددين على مستوى العالم الإسلامى بأسره، وترى فيك – شئت أم أبيت – واحدا ممن يبعثهم الله لتجديد شباب هذا الدين.. يرون ذلك فيك.. رغم أن سلطات بلدك نفسها أنكرتك.. بل واعتبرتك إرهابيا.. فالإسلام بالنسبة لهم هو الإرهاب..والقرآن هو المستهدف.. والذين أنكروك هم الذين ينشرون أن القرآن خراء.. وأنت تعلم أن الأزهر قد اخْتُرٍق.. وأن المقاومة فيه إما محاصرة وإما مقموعة وإما مفصولة.. أصبحنا بلا دفاع.. والأمة ترى فيك بديلا.. الأمة ترى فيك ذلك فلا تخذلها.. وهذه معركة مفروضة عليك .. ولعل القتال يكتب فيها عليك وهو كره لك.. ولعلنا مثلك.. كنا نتمنى أن نموت قبل أن تفرض علينا هذه المعركة.. أما وقد فرضت فنحن نتمنى أن نموت فيها.. فلا تخذل الأمة.. دافع عن القرآن بما أنت له أهل.. إن الأمة تنتظر فتواك فى كل مسئول عن نشر هذا الكتاب فى بلد الأزهر..كل مسئول.. من الخفير.. إلى الوزير.. إلى الأمير..
لا ..
ليس فتواك فقط..
بل إن الأمة تنتظر منك حملة شاملة على مستوى الهيئات الإسلامية فى العالم الإسلامى كله..
أصرخ فيك..
أنت بعيد عن مصر بعد أن أنكروك.. أنكروك فاحتضنك العالم الإسلامى قرة عين ومهجة قلب وفلذة كبد وومضة عقل.. لكنك بعيد عن مصر.. ولعلك تظن أنها مازالت بخير..
أهتف فيك: مصر لم تعد بخير.. مصر لم تعد بخير.. مصر لم تعد بخير..
فالنجدة النجدة والغوث الغوث..
فإنه القرآن..
***
لا إله إلا الله..
إلى السيدة سوزان مبارك..
أناشدك مرتين..
مرة باعتبارك زوجة لأكبر مسئول فى البلاد.. ومرة باعتبارك المسئولة عن سلسلة مكتبة الأسرة.. التى أخشى أن يتسلل إليها مثل هؤلاء المشركين الذين نشروا – بحجة التنوير.. أن القرآن خراء..
ولا إله إلا الله..
***
لا إله إلا الله..
إلى كل قارئ لهذه الصرخة..
ألا قد بلغت والله يشهد..
فهل بلغت أنت أيها القارئ؟!
هل بلغت؟! هلا بلغت.. وكم بلغت؟!.. عشرة..؟! مائة…؟! ألف..؟! وهل هذا هو قصارى جهدك فى الدفاع عن القرآن؟!..
لا إله إلا الله..
***
اغضبى يا مصر..
اغضبى يا أمة..
اصرخى: لا إله إلا الله..
***
إلى كل من يستطيع الحديث مع الرئيس اليوم فى هذا الأمر ثم لا يتحدث فليأت الله يوم القيامة والقرآن خصمه..
***
يا سيادة الرئيس..
أطفأ الفتنة..
واعلم هدانا وهداك الله أن ما ظهر أمامك الآن إنما هو رأس الدنس.. وكل ما تحته دنس..
واعلم هدانا وهداك الله أننا كنا صادقين حينما حذرنا من أن ما يدعون أنه التنوير إنما هو التكفير والكفر بعينه..
واعلم هدانا وهداك الله أنهم لم يقصدوا أبدا الإرهاب بل قصدوا الإسلام دائما..
واعلم هدانا وهداك الله.. أن تجفيف المنابع كان المقصود به الخروج من الإسلام والخروج على الإسلام..
واعلم هدانا وهداك الله أن الأمر ليس أمر وزير فاسق أو وزارة فاجرة بل هو منهج مشرك تسلل إلى النظام مسئوليتك أمام الله أن تزيله وأن تحاربه حتى لو استشهدت دونه..منهج مشرك لا يقتصر على وزارة ولا يقوم به مجرد أفراد..
واعلم هدانا وهداك الله أن مثل هذا المنهج الفاجر هو الذى يغيب فى السجون والمعتقلات عشرات الآلاف من شباب لم يأخذوا عليهم سوى أن الإسلام دينهم والقرآن كتابهم.. بينما يرى ذلك المنهج الخائن الفاجر الكافر العميل أن القرآن خراء.. وذلك ما ينقمونه عليهم..
واعلم هدانا وهداك الله أن أسوأ ما تفعل أن تكتفى بإقالة وزير أو تنحية مسئول..
فالخطب أطم والمصيبة أعم..
قل لى يا سيادة الرئيس : هل ترضى لعهدك – دون العهود جميعا – أن تصمه هذه الوصمة.. فالقرآن لم يتعرض لمثل ما يتعرض له الآن.. أبدا .. ولا حتى فى عهد كرومر.. بل وحتى الفراعنة كانوا يقدسون كتب الدين..
قل يا سيادة الرئيس.. : هل كانت الدولة تسكت لو أن من كتب هذا الكتاب أو طبعه أو نشره ووزعه كان قد وضع الإنجيل أو التوراة مكان القرآن؟!.. ما كانت الدولة لتسكت.. وما كنا نحن أيضا سنسكت..
يا سيادة الرئيس: إنك مسئول عن هذه الفئة المنحرفة الشاذة .. مسئول أمام الأمة وأمام التاريخ وأمام الله.. إن القانون فى بريطانيا يحمى الإنجيل والتوراة.. واخوتنا المسلمون هناك يجاهدون لمد مظلة الحماية إلى القرآن.. فهل ترضى لنفسك أن نجاهد أمامك لسن قانون يحمى القرآن؟!..
يا سيادة الرئيس إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه.. وإنى والله لمشفق عليك من أن تلقاه وهذه الفعلة الشنعاء فى كتابك.. توضع فى ميزانك.. وما أثقلها .. ما أثقلها.. ما أثقلها..
وإننى أناشدك يا سيادة الرئيس - أبيت اللعن -أن تطفئ لهيب الفتنة ببيان يصدر عن الرئاسة اليوم.. بيان استغفار إلى الله .. واعتذار إلى الأمة..
افعل ذلك يا سيادة الرئيس نشفع لك – نحن الأمة التى وضع الله شفاعته فيها - عند الله يوم القيامة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق