سجال ناري نادر بين تشومسكي وأردوغان
خدمة العصر
بعد ساعات من هجوم يوم الثلاثاء الذي استهدف منطقة سياحية في اسطنبول، وجه أردوغان انتقادات حادة للمفكر العالمي "نعوم تشومسكي" و"ما يسمى المثقفين" الذين وقعوا على رسالة تدعو تركيا إلى رفع حصارها على المدن والبلدات الكردية في الجنوب الشرقي للبلاد..
وقد أعلن الفيلسوف والمؤرخ الأمريكي الشهير نعوم تشومسكي دعمه لمبادرة "مجموعة أكاديميين من أجل السلام" التي تعارض العمليات المستمرة منذ أسابيع في جنوب شرق تركيا.
ودعا الرئيس أردوغان تشومسكي لزيارة المنطقة متحديا موقعي المبادرة في خطاب تلفازي في مؤتمر للسفراء الأتراك في أنقرة.
ورفض تشومسكي الدعوة حاليَا، وكتب في رسالة بالبريد الالكتروني إلى صحيفة الغارديان قائلا: "إذا قررت أن أذهب إلى تركيا، فليس تلبية لدعوته، ولكن قبولا بدعوة العديد من المعارضين الشجعان، بمن في ذلك الأكراد الذين تعرضوا لهجوم شديد لسنوات عديدة".
واتهم تشومسكي أردوغان باتباع سياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع قضايا الإرهاب.
وفي رسالة مفتوحة إلى أردوغان في الشهر الماضي، اتهم تشومسكي ومئات من المثقفين والباحثين الآخرين أردوغان بشن حرب ضد شعبه، قائلين: "إن المسؤولية عن الأزمة الداخلية في البلاد تقع على عاتق أردوغان، الذي يدرك أن الأكراد يشكلون عقبات في طريق خطته لإقامة حكم رئاسي في تركيا".
وأضافوا: "مع الحصار المفروض على مجتمعاتهم في الجنوب الشرقي، أعلنت تركيا بفعالية الحرب على شعبها. وهذه الأزمة الحاليَة مصطنعة وغير ضرورية. وهذا يوضح مرة أخرى أن أردوغان هو قوة انقسامية إلى حد بعيد".
وقال تشومسكي إن تركيا تتهم داعش، الذي يدعمه أردوغان بطرق عدة، بينما تقوم على الجانب الآخر بدعم جبهة النصرة التي لا تختلف كثيرا عن داعش، وأن أردوغان يوجه اتهامات إلى الأشخاص الذين يدينون جرائمه التي يرتكبها ضد الأكراد الذين يشكلون القوة الأساسية في الحرب ضد داعش في العراق وسوريا.
وكان أردوغان قد وجه انتقادات أمس الثلاثاء أثناء الاجتماع الثامن لسفراء تركيا بالخارج للأكاديميين الذين نظموا حملة توقيع بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في المواجهات وحظر التجوال في جنوب شرق البلاد وجمعوا توقيعات من 1128 باحثا، تحت عنوان "أكاديميون من أجل السلام"، وبشعار "لن نكون شركاء في هذه الجرائم".
ووجه الرئيس التركي نداء إلى الأكاديميين الأجانب الموقعين على المبادرة ومن بينهم تشومسكي قائلا: "أدعوهم لزيارة تركيا ونحن مستعدون لنشرح لهم ما يحدث هنا، لتدع السفارة الأمريكية السيد تشومسكي لزيارة تركيا؛ ولير بعينيه ما يحدث في المنطقة وليس من خلال هؤلاء الذين يصفون أنفسهم بأنهم أكاديميين".
ووصف أردوغان هؤلاء الأكاديميين بأنهم "مثقفون تافهون وجُهلاء"، على حد وصفه.
وأضاف الرئيس التركي: "تخرج علينا ثلة من الرعاع الذين يصفون أنفسهم بالأكاديميين والباحثين ويتطاولون على دولتنا التي تدافع عن مواطنيها وأراضيها إزاء أعمال منظمة إرهابية (منظمة حزب العمال الكردستاني)، وهم يدّعون أنه يتم انتهاك الحقوق والحريات".
يا أيها السادة: "إن من ينتهك الحقوق والحريات ليس هو الدولة بل المنظمة الإرهابية بعينها؛ إنهم لم يكتفوا بذلك فحسب، بل وصل بهم الحد إلى دعوة الأجانب إلى تركيا لمتابعة تطورات الأحداث؛ هذا يُطلق عليه "عقلية استعمارية"، اليوم نواجه خيانة ممن يزعمون أنهم أكاديميون مع أن معظمهم يحصل على راتبه من الدولة".
وعلق أردوغان قائلا: "لا توجد مشكلة كردية في تركيا بل ثمة مشكلة إرهاب؛ إلا أن هؤلاء المثقفين التافهين يخرجون علينا للأسف ويقولون إن الدولة تقوم بمجزرة؛ أيّها المثقفون التافهون، إنكم تافهون ولا قيمة لكمأنتم لستم مثقفين أو ما يشبه ذلك؛ بل أنتم جُهلاء حتى إنكم لا تعرفون ما يحدث في جنوب شرق البلاد أصلا"، على حد تعبيره.
وفي إشارة إلى عمليات الانفصاليين الأكراد في حزب العمال الكردستاني، قال أردوغان: "نحن مستعدون لنقول لهم ما يحدث في الجنوب الشرقي، ويرون بأم أعينهم ما إذا كانت المشكلة هي انتهاك من قبل الدولة أو اختطاف حقوق وحريات مواطنينا من قبل منظمة إرهابية".
وأضاف موضحا: "لدي رسالة لأولئك الأكاديميين. مجرد وضع توقيعك على قطعة جافة من الورق لا يعني شيئا. تعال إلى تركيا"، وفي نبرة تحدي للمفكر العالمي، قال أردوغان: "تشومسكي يمكنه أن يرى ما يجري في تركيا بأم عينيه وليس من خلال عيون طابور خامس. دعوا هؤلاء الأكاديميين يأتون إلى تركيا، وأنا واثق أننا سنكون قادرين على تبيان الصورة الحقيقية لهم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق