الثلاثاء، 7 يونيو 2016
كأننا على موعد مع الهزيمة في شهر يونيو. ذلك أن مؤتمر باريس للسلام يجهزنا لهزيمة سياسية لا تقل فداحة عن هزيمة يونيو العسكرية التي حلت بنا قبل نحو نصف قرن.
(١)
تمهيدا للدخول في مفاوضات الحل المنشود. وشاءت المقادير أن تحل في الخامس من شهر يونيو الذكرى التاسعة والأربعون للهزيمة العسكرية الفاضحة التي نزلت بمصر والعالم العربي في عام ١٩٦٧.
وإذ استهدفت إسرائيل آنذاك قصم ظهر العرب، فإنها هذه المرة تحيك مؤامرة تستهدف طرحهم أرضا وإعلان نهاية الصراع بمشاركة ومباركة عربية.
ألَّب علينا المواجع وذكرنا بما نسيناه أو تناسيناه الصحفي الفرنسي الكبير إريك رولو الذي ارتبط اسمه بصحيفة "لوموند" طوال أربعين عاما، في مذكراته التي نشرت بالعربية في القاهرة، تحت عنوان "في كواليس الشرق الأوسط".
ورغم أن المذكرات صدرت في باريس عام ٢٠١٢، فإن قراء العربية لم يتح لهم أن يطالعوها إلا في العام الحالي (بعد مضي سنة على وفاته)، من خلال ترجمة رشيقة قامت بها الدكتورة داليا سعودي قدم لها الدبلوماسي الجزائري المخضرم الأخضر الإبراهيمي وآلان جريش محرر لوموند دبلوماتيك والابن الروحي للكاتب الراحل.
أهمية الكتاب تكمن في أنه قدم عرضا مستفيضا لخلفيات الهزيمة التي لا يعرفها كثيرون في العالم العربي ويتناساها الساسة الضالعون في المؤامرة الخطرة التي تحاك الآن.
أهمية الكتاب تكمن في أنه قدم عرضا مستفيضا لخلفيات الهزيمة التي لا يعرفها كثيرون في العالم العربي ويتناساها الساسة الضالعون في المؤامرة الخطرة التي تحاك الآن.
وكان إريك رولو من أفضل المؤهلين للكشف عن تلك الخلفيات، ليس فقط بسبب موهبته العالية واتصالاته الوثيقة مع مختلف الأطراف التي فتحت أبوابها وأفشت أسرارها له، ولكن أيضا لأنه كان صحفيا نزيها لم يخف تأييده لحركات التحرر الوطني وحماسه للتجربة الناصرية. وفي الوقت ذاته فإنه لم يخْفِ أيضا معارضته للمشروع الصهيوني رغم ديانته اليهودية. ولا أعرف مدى تأثير أصوله المصرية على مواقفه، وإن كان واضحا في كتاباته أن انتماءه إلى اليسار كان له النصيب الأكبر من التأثير الذي دفعه إلى تبنى تلك المواقف.
لست بصدد استعراض الكتاب الذي صدر في ٣٧٥ صفحة، لكنني سأتوقف فقط عند بعض المعلومات ذات الدلالة التي أضافها ونسيناها، والتي يتعين استحضارها ونحن نتأهب لاستقبال رياح المؤامرة الحالية.
(٢)
لست بصدد استعراض الكتاب الذي صدر في ٣٧٥ صفحة، لكنني سأتوقف فقط عند بعض المعلومات ذات الدلالة التي أضافها ونسيناها، والتي يتعين استحضارها ونحن نتأهب لاستقبال رياح المؤامرة الحالية.
من ذلك أن الرجل تلقى دعوة من الرئيس جمال عبد الناصر لزيارة مصر نقلها إليه الأستاذ لطفي الخولي الذي زار باريس آنذاك حاملا رسالة بذلك المضمون من الأستاذ محمد حسنين هيكل.
وحين جاء إلى القاهرة في عام ١٩٦٣ استقبله الرئيس عبد الناصر (كانت تلك بداية علاقة وثيقة ربطت بينهما) الذي قال له إن إسرائيل يجب أن تعيد الأراضي المحتلة وأن تسمح بعودة اللاجئين الفلسطينيين أو تعويضهم، وأضاف عبد الناصر أنه لا يوجد مشروع لتسويه حالة الحرب لأن إسرائيل لا توافق إلا على سلام بناء على شروطها، وحين سأله إريك: ما هو الحل الذي تقترحه؟ عندئذ رد عبد الناصر عليه قائلا: إن كان لديك حل تقدمه، فيسعدني أن آخذه في الاعتبار.
التقط الرجل كلمات عبد الناصر واعتبرها بمثابة "بالون اختبار لجس النبض ودعوة للحوار"، على حد تعبيره، وفي أول زيارة له إلى تل أبيب، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي ليفي أشكول الذي اعتبره رجلا معتدلا وميالا للحلول الوسط، ونقل إليه كلمات عبد الناصر، ووصف تلك اللحظة قائلا: "كنت أنتظر أي شيء غير رد فعله الحاد حين باغتني قائلا: ولا شبر واحد ولا لاجئ واحد".
التقط الرجل كلمات عبد الناصر واعتبرها بمثابة "بالون اختبار لجس النبض ودعوة للحوار"، على حد تعبيره، وفي أول زيارة له إلى تل أبيب، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي ليفي أشكول الذي اعتبره رجلا معتدلا وميالا للحلول الوسط، ونقل إليه كلمات عبد الناصر، ووصف تلك اللحظة قائلا: "كنت أنتظر أي شيء غير رد فعله الحاد حين باغتني قائلا: ولا شبر واحد ولا لاجئ واحد".
وكانت تلك الكلمات الوحيدة التي صدرت عنه بجفاء، وبعدها استعاد هدوءه وأجاب عن بقية أسئلته.
الموقف الذي تبناه القيادي الإسرائيلي "المعتدل" في ذلك الوقت المبكر التزمت إسرائيل به طول الوقت في كل مراحل المفاوضات. وقد عبر عنه المسؤولون الإسرائيليون في كل مناسبة.
الموقف الذي تبناه القيادي الإسرائيلي "المعتدل" في ذلك الوقت المبكر التزمت إسرائيل به طول الوقت في كل مراحل المفاوضات. وقد عبر عنه المسؤولون الإسرائيليون في كل مناسبة.
ذلك أنهم لم يكونوا مستعدين لأي كلام بخصوص الأرض أو عودة اللاجئين. بل كلما ازداد توسعهم في الأرض بقوة السلاح ازداد تمسكهم بها. وقد نقل عن نائب رئيس مجلس الوزراء إيجال ألون مثلا قوله: "إن إعادة مرتفعات الجولان إلى سوريا يعنى تفكيك دولة إسرائيل". كما نقل عن وزير الخارجية أبا إيبان قوله: "إن حدود ما قبل الحرب هي حدود أوشفيتز" (معسكر الإبادة الأشهر الذي أقامه النازيون لليهود) وهي نفسها الحدود التي سمحت لإسرائيل مع ذلك بالانتصار في ثلاث حروب متعاقبة في غضون عشرين سنة.
الرسالة هنا أن إسرائيل تعتبر كل ما وضعت أيديها عليه هو "أرض الأجداد" وعلى كل من يتطرق إلى الموضوع أن يضع المعلومة في اعتباره. الأمر الذي يفترض أن يثير السؤال التالي: على أي شيء يتم التفاوض إذن؟
الرسالة الأخرى التي نتلقاها من المذكرات هي أن إسرائيل ليست مكترثة بالسلام في المنطقة، ذلك أن تسوية النزاع مع العرب قد يؤدي إلى تسديد ضربة قاتلة للمشروع الصهيوني. وهي الفكرة التي تبناها الصحفي الإسرائيلي مارك هليل الذي نشر كتابا بعنوان "إسرائيل في مواجهة خط السلام"، وأيدها علماء اجتماع إسرائيليون اعتبروا أن حروب الأعوام ١٩٤٨ و١٩٥٦ و١٩٦٧ نمَّت الوحدة الوطنية بدرجة فاقت أثر المدرسة والجيش.
أثار إريك رولو هذه النقطة في سياق حديثه عن حوار أجراه مع بن جوريون أحد مؤسسي الدولة في عام ١٩٦٥ ذكر فيه أن الإحساس القومي لدى الإسرائيلي تغذى على المدرسة والجيش والاقتتال مع العرب (إضافة إلى التوراة)، إلا أنه أضاف أن ذلك الصراع له الدور الأكبر في تعميق ذلك الإحساس. وخلال ذلك الحوار كرر بن جوريون لاءات ثلاث: رفض رد شبر من الأرض، ورفض أي لاجئ، إضافة إلى رفض أي تسوية مع الرئيس عبد الناصر.
من النقاط المهمة التي ذكرها في هذا الصدد أن عبد الناصر كان مقتنعا في البداية بأن الصراع لن يحل عسكريا، ولذلك سعى إلى التوصل إلى حل عادل يلبي حدا معقولا من حقوق الفلسطينيين، إلا أن إسرائيل هي التي رفضت أي تفاهم حول الحل. آية ذلك أنه وجه الدعوة إلى ناحوم جولدمان رئيس المؤتمر اليهودي العالمي لزيارة مصر والتفاهم حول الموضوع، وقد استقبل الرجل الدعوة بحرارة وحمل الفكرة إلى تل أبيب قبل البدء في تحريك الملف، إلا أن رئيسة الوزراء آنذاك جولدا مائير صدته ورفضت فكرة الزيارة، وما حدث مع جولدمان تكرر مع رسائل أخرى وجهها عبد الناصر للقادة الإسرائيليين، الذي رفضوا في كل مرة دعواته للتفاهم. لأنهم لم يريدوا مخاطبة زعيم عربي له كبرياؤه ويقف على قدميه، وظلوا يؤثرون الحديث مع المهزومين والمنبطحين.
كان إريك رولو في القاهرة خلال الأيام التي سبقت الخامس من يونيو عام ١٩٦٧، وتصاعدت فيها مؤشرات التوتر بين مصر وإسرائيل بسبب قرار عبد الناصر إغلاق خليج العقبة في وجه السفن الإسرائيلية في القاهرة. أيضا تواجد السفير الأمريكي روبرت أندرسون مبعوث الرئيس الأمريكي ليندون جونسون الذي أوفده لإدارة الأزمة. وكان المبعوث الأمريكي قد التقى الرئيس عبد الناصر الذي أعرب عن رغبته في تفادى النزاع المسلح واقترح إرسال نائبه زكريا محيى الدين إلى واشنطن في ٧ يونيو لاستكشاف إمكانية التوصل إلى تسوية مرضية للطرفين مع موشيه ديان الذي عين لتوه وزيرا للدفاع.
الرسالة هنا أن إسرائيل تعتبر كل ما وضعت أيديها عليه هو "أرض الأجداد" وعلى كل من يتطرق إلى الموضوع أن يضع المعلومة في اعتباره. الأمر الذي يفترض أن يثير السؤال التالي: على أي شيء يتم التفاوض إذن؟
(٣)
الرسالة الأخرى التي نتلقاها من المذكرات هي أن إسرائيل ليست مكترثة بالسلام في المنطقة، ذلك أن تسوية النزاع مع العرب قد يؤدي إلى تسديد ضربة قاتلة للمشروع الصهيوني. وهي الفكرة التي تبناها الصحفي الإسرائيلي مارك هليل الذي نشر كتابا بعنوان "إسرائيل في مواجهة خط السلام"، وأيدها علماء اجتماع إسرائيليون اعتبروا أن حروب الأعوام ١٩٤٨ و١٩٥٦ و١٩٦٧ نمَّت الوحدة الوطنية بدرجة فاقت أثر المدرسة والجيش.
أثار إريك رولو هذه النقطة في سياق حديثه عن حوار أجراه مع بن جوريون أحد مؤسسي الدولة في عام ١٩٦٥ ذكر فيه أن الإحساس القومي لدى الإسرائيلي تغذى على المدرسة والجيش والاقتتال مع العرب (إضافة إلى التوراة)، إلا أنه أضاف أن ذلك الصراع له الدور الأكبر في تعميق ذلك الإحساس. وخلال ذلك الحوار كرر بن جوريون لاءات ثلاث: رفض رد شبر من الأرض، ورفض أي لاجئ، إضافة إلى رفض أي تسوية مع الرئيس عبد الناصر.
من النقاط المهمة التي ذكرها في هذا الصدد أن عبد الناصر كان مقتنعا في البداية بأن الصراع لن يحل عسكريا، ولذلك سعى إلى التوصل إلى حل عادل يلبي حدا معقولا من حقوق الفلسطينيين، إلا أن إسرائيل هي التي رفضت أي تفاهم حول الحل. آية ذلك أنه وجه الدعوة إلى ناحوم جولدمان رئيس المؤتمر اليهودي العالمي لزيارة مصر والتفاهم حول الموضوع، وقد استقبل الرجل الدعوة بحرارة وحمل الفكرة إلى تل أبيب قبل البدء في تحريك الملف، إلا أن رئيسة الوزراء آنذاك جولدا مائير صدته ورفضت فكرة الزيارة، وما حدث مع جولدمان تكرر مع رسائل أخرى وجهها عبد الناصر للقادة الإسرائيليين، الذي رفضوا في كل مرة دعواته للتفاهم. لأنهم لم يريدوا مخاطبة زعيم عربي له كبرياؤه ويقف على قدميه، وظلوا يؤثرون الحديث مع المهزومين والمنبطحين.
كان إريك رولو في القاهرة خلال الأيام التي سبقت الخامس من يونيو عام ١٩٦٧، وتصاعدت فيها مؤشرات التوتر بين مصر وإسرائيل بسبب قرار عبد الناصر إغلاق خليج العقبة في وجه السفن الإسرائيلية في القاهرة. أيضا تواجد السفير الأمريكي روبرت أندرسون مبعوث الرئيس الأمريكي ليندون جونسون الذي أوفده لإدارة الأزمة. وكان المبعوث الأمريكي قد التقى الرئيس عبد الناصر الذي أعرب عن رغبته في تفادى النزاع المسلح واقترح إرسال نائبه زكريا محيى الدين إلى واشنطن في ٧ يونيو لاستكشاف إمكانية التوصل إلى تسوية مرضية للطرفين مع موشيه ديان الذي عين لتوه وزيرا للدفاع.
وإلى أن يتحقق ذلك فإن عبد الناصر ذكر أنه سيغمض عينيه عن عبور سفن الشحن الإسرائيلية ذات الطبيعة غير الإستراتيجية باتجاه ميناء إيلات عبر خليج العقبة، وفي اليوم التالي للقاء بعث عبد الناصر إلى جونسون بمضمون مقترحاته التي أكد فيها بقوة رغبته في تسوية النزاع سلميا. إلا أن الرئيس الأمريكي خدعه وكذب عليه.
ففي حين طلب منه عدم المبادرة بالنزاع المسلح، فإنه كان قد أعطى لإسرائيل موافقته على شن هجوم ضد مصر. وأدى ذلك إلى عنصر المفاجأة الذي أعطى الدولة العبرية تقدما حاسما مكنها من تحقيق مرادها.
خطة تدمير الطيران المصري التي حملت اسم "فوكس" كانت معدة لدى الإسرائيليين منذ عام ١٩٦٣، بعدما أدركوا أن عدوان عام ١٩٥٦، الذي شاركت فيه بريطانيا وفرنسا، لم يحقق لهم ما يريدون.
(٤)
ذلك أنهم خلال تلك الفترة كانوا قد جمعوا معلوماتهم وأعدوا عدتهم للانقضاض على مصر واجتياح الجيران بما يضيف إلى إسرائيل ثلاثة أضعاف مساحتها.
ومع حلول صيف عام ١٩٦٧ اعتبرت قيادة الأركان الإسرائيلية أن قرار شن الحرب وتوجيه الضربة قد نضج.
وكانت العقبة التي واجهتهم أن رئيس الحكومة ليفي أشكول كان محبذا للحل السلمي ورافضا فكرة الحرب الوقائية. وشهدت إسرائيل خلال تلك الفترة صراعا غير مسبوق في تاريخها بين رئاسة الأركان والحكومة. إذ كانت تلك المرة الأولى التي يطمع فيها العسكريون في فرض قرار سياسي على السلطة المدنية.
وحسب وصف الكاتب فإن الصراع أخذ عدة أشكال، من ممارسة للضغوط وعمليات الابتزاز إلى رشق بالسباب ونصب تحديات وتهديدات مستترة بالانقلاب.
في هذا السياق دأب الجنرال "ياريف" رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان) على إرسال تقارير يوما بعد يوم تنذر بأعلى مستويات الخطر.
فتارة يكتب أن طائرات مصرية حلقت فوق المنشآت النووية في ديمونة استعدادا لقصفها.
وتارة يكتب أن القوات المصرية المرابطة على الحدود تتزايد أعدادها وأعلنت حالة التأهب استعدادا للهجوم، وأن تلك القوات مزودة بأسلحة كيماوية وإشعاعية.. إلخ.
الشاهد أن الحكومة تعرضت للتضليل والابتزاز. وهو ما اعترف به الجنرال رابين في وقت لاحق، حين صرح لإريك رولو في حوار نشر على الصفحة الأولى للموند في فبراير عام ١٩٦٨، بأن عبد الناصر لم يكن يريد الدخول في حرب وإن تظاهر بغير ذلك.
ورغم أن رئاسة الأركان الإسرائيلية كانت مدركة أنه ليست لديه نية القتال، فإنها مارست ضغوطها الشديدة على الحكومة التي وافقت أخيرا على شن الحرب. كما مارست اللوبيات الصهيونية في واشنطن ضغوطها على الرئيس جونسون حتى انتزعت منه مباركته للقرار، إلى أن دارت الساعة ووقعت الواقعة في الخامس من شهر يونيو. وأحدثت دويها المشهود في العالم العربي مصحوبا بجرح كبير وعميق، لم يندمل حتى الآن.
في المذكرات وقائع ودروس عديدة مهمة يخلص المرء منها إلى أن مصر هي المشكلة وهي الحل، وضعفها وقوتها السياسية والعسكرية والاقتصادية هما العنصر الحاسم في المواجهة. وما لم يتحقق ذلك فإن الاستكبار الإسرائيلي سيستمر ويتزايد، ويظل كل حديث عن المفاوضات من قبيل الهراء الذي يضيع الوقت ويبدد الجهد.
في المذكرات وقائع ودروس عديدة مهمة يخلص المرء منها إلى أن مصر هي المشكلة وهي الحل، وضعفها وقوتها السياسية والعسكرية والاقتصادية هما العنصر الحاسم في المواجهة. وما لم يتحقق ذلك فإن الاستكبار الإسرائيلي سيستمر ويتزايد، ويظل كل حديث عن المفاوضات من قبيل الهراء الذي يضيع الوقت ويبدد الجهد.
وهو ما يسوغ لنا أن نقول بأنه في ظل موازين القوة الحالية فإن أي حديث عن المفاوضات يظل حلقة في مسلسل الهزائم التي أدمنها بعض العرب. وأخشى أن يستثمر الإسرائيليون الوهن العربي المخيم لطي الصفحة واختتام المسلسل بحلقته الأخيرة التي يلوِّح فيها التحالف الفاشي في تل أبيب بتوجيه الضربة القاضية من خلال "التوافق" مع بعض القادة العرب "المعتدلين"!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق