الثلاثاء، 7 يونيو 2016

"ويكلي ستاندرد": أمريكا وإيران حليفتان في الحرب ضد السنة


"ويكلي ستاندرد": أمريكا وإيران حليفتان في الحرب ضد السنة




الترجمة  خدمة العصر 

رأى كبير محرري مجلة ويكلي ستاندارد الأمريكية، اليمينية المحافظة، لي سميث، أن حملة عسكرية إيرانية قد تبدأ في مكان ما في الشرق الأوسط، وهذا ما استنتجه من انتشار صور قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني على مواقع التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي.


والأدلة على إعادة الاصطفاف واضحة منذ نصف عقد، إذ سرب البيت الأبيض معلومات عن غارات إسرائيلية على قوافل أسلحة إيرانية تعبر سوريا في طريقها إلى حزب الله وفعلاً، لم يمض وقت طويل حتى استهدفت الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران والحرس الثوري ووحدات فيلق القدس وميليشيات الباسيج، مدينة الفلوجة السنية والتي يسيطر عليها داعش. 

ولو تمكن سليماني والحرس الثوري من القضاء على مقاتلي داعش، على غرار ما فعل في حملة تكريت، فإن ذلك سيكون بفضل الحملة الجوية الأمريكية.

ففي غفلة من الجميع، يقول سميث، جمعت إدارة أوباما المصالح الأمريكية والإيرانية في حزمة واحدة. ورغم أن البيت الأبيض يقول إنه يقاتل "تنظيم الدولة"، إلا أن شركاءه الإيرانيين والمدعومين من كهران يقولون إن هذه الحرب هي للانتقام من السنة.


ويستشهد الكاتب بتصريح عدائي حاقد لقائد ميليشيات شيعية تدعمها إيران، أن "لا وجود لوطنيين حقيقيين ولا مسلمين حقيقيين في الفلوجة... إنها فرصتنا لتنظيف العراق باستئصال سرطان الفلوجة".

ووفقا لتقديرات الكاتب، فليست إيران من طينة الحلفاء التي يتعين على أمريكا التنسيق معها، إذ يبدو أن الولايات المتحدة تساعد فريقاً في حرب طائفية ضد الغالبية السنية في المنطقة.


ويرى الكاتب "ىسميث" أنه لا يمكن لأمريكا أن تتخلص من "داعش"، إلا إذا تمكنت من إقناع زعماء السنة العرب، وتحديداً زعماء القبائل، بالانضمام إلى القتال. فهؤلاء وحدهم يملكون القوات المحلية والمعلومات التي تتيح استئصال داعش. ولكن الواضح أن أي زعيم قبلي لن يسمح لإخوانه بفتح حرب أهلية سنية يمكن أن يستفيد منها الشيعة والإيرانيون.


وللقضاء على تنظيم "داعش"، وفقا لما كتبه "سميث"، فإن على الولايات المتحدة التحرك ضد الميلشيات الشيعية التي تمارس الإرهاب ضد السنة "ولكن هذا لن يحصل مع هذا البيت الأبيض للأسباب نفسها التي منعت الإدارة الأمريكية من التحرك لخلع الرئيس السوري بشار الأسد، ذلك أن أوباما لا يريد إغضاب الأسياد الإيرانيين.


ويشير الكاتب إلى أن الولايات المتحدة لا تستطيع الانتصار في الحملة ضد داعش بالانحياز إلى الإيرانيين، معتبراً أنها حرب زائفة، وحملة البيت الأبيض على التنظيم هي غطاء لإعادة اصطفاف سياسي.


ويضيف أن أمريكا وإيران تتفقان على أن "تنظيم الدولة" عدوَ مشترك، لذا هما حليفتان في هذه المعركة التي توفر لكل منهما فرصة للتعود على واقع جديد وهو أن أمريكا تتحالف مع إيران.


ومن الواضح أن أوباما يريد الانسحاب من المنطقة لأسباب صارت معروفة. والمصالح الأمريكية في المنطقة التي كانت إستراتيجية ما عادت أساسية كما كانت قبل 40 سنة.


لكن
الكاتب "سميث" يرى أن أوباما ليس مراقباً محايداً قرر ترك حلفاء أمريكا أو الركاب المجانيين كما سماهم، لمهب الريح والانصراف إلى الاهتمام بشؤون بلاده الداخلية، فهو بدل تحالفاته، ووقف في صف الفريق الخصم منذ سنوات، وجند حكومة الولايات المتحدة، بما فيها قواتها المسلحة والأجهزة الاستخبارية والجهاز الدبلوماسي، إلى جانب إيران.


ويكشف أن الإدارة الأمريكية وفرت لوحدة من الجيش اللبناني يسيطر عليها حزب الله معلومات استخبارية. وعندما قرر البيت الأبيض أخيراً دعم الثوار السوريين، فعل ذلك شرط أن يقاتلوا داعش فحسب، لا قوات الأسد وحلفاءه.


وفقا للكاتب، فإن الدليل الرئيس على تغيير أوباما تحالفاته هو الاتفاق النووي مع إيران، إذ لم يكلف طهران شيئاً، وإنما أغرقها بمئات مليارات الدولارات، وهو المال الذي يمكنها استخدامه لشن حروب على السنة في سوريا والعراق.

فعندما تخلى أوباما عن السيطرة على تلك المبالغ التي كانت مجمدة، عزز قدرة إيران على شن حروب. ولو كان أوباما جدياً في وقف الحرب في سوريا، لكان قد اشترط انسحابها الكامل من هناك لتحرير أموالها، ولكن الوضع ليس كذلك.

والاتفاق، كما يراه الكاتب، هو مسودة لإعادة ترتيب المصالح الأميركية مع إيران، ونحن نراه يتحقق على الأرض في الفلوجة".


وفي الوقت الذي تطالب فيه طهران بأموالها، تبذل إدارة أوباما كل ما في وسعها لمساعدتها.

 ولهذا السبب تحول جون كيري في رأي سميث "المصرفي الاستثماري لإيران"، وهو ما اعتبره أنه نقطة سوداء للدبلوماسية الأمريكية وأمريكا.

وذكر بأنه في الحرب العالمية الثانية، أقرضت الولايات المتحدة الحلفاء مالاً ومعدات لمحاربة النازيين، أما في النزاع الأكبر في القرن الحادي والعشرين، فقد "حررت إدارة أوباما مليارات الدولارات لإيران لتستخدمها في حربها ضد العرب السنة. لماذا؟ لأن أوباما يعتبر إيران حليفاً".


رابط المقال الاصلي هنــــــــا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق