“أيها الإيرانيون .. لا تلعبوا بالنار فتحرقكم”
د. عز الدين الكومي
بعد تحرير سوريا من العصابة الأسدية النصيرية الحاقدة وأعوانهم من الميليشيات الشيعية .. اعتبر مثقفون إيرانيون أنّ تداعيات ذلك على بلادهم هي بمثابة تسونامي على أغلب الأصعدة !! ، بل ستؤدي حتما – على المدى المتوسط والبعيد – إلى خسارة مشابهة في لبنان والعراق ، واعتبروا أن ما حدث يشبه إلى حد بعيد سقوط جدار برلين !! .
وأنا الآن لا أشك في أنّ الإيرانيين قد انكفؤوا على أنفسهم لمناقشة تداعيات الأحداث الأخيرة في لبنان وسوريا لدراسة الأخطاء التي ارتكبوها منذ الثورة البائسة وحتى اليوم ، وبالطبع فقد أدركوا قبل غيرهم أنّ وقوفهم ضد الأغلبية السنية في عالمنا العربي ودعم الأقليات الطائفية واستدعاء معارك تاريخية وهمية لن يحقق لهم طموحاتهم في إحياء إمبراطوريتهم التي أنهاها المسلمون في أقل من عشرين عاماً .
وعندما نقول ذلك فإننا نعي أنها فقط استراحة محارب ، وليس التسليم كما يتوهم البعض ، ولكنهم الآن وبالتأكيد يَجِدُّون في البحث عن أساليب جديدة واستراتيجيات جديدة ، إلا أنني من الآن أبشرهم بالفشل ، والتاريخ شاهد على أنّ كلّ مؤامراتهم ذهبت أدراج الرياح ، حتى بعدما أسسوا الدولة العبيدية في مصر وامتدت شرقاً وغرباً .. جاءهم صلاح الدين الأيوبي فأجهز على هذه الدولة وأنهى حلمهم .
فكم أنفقت إيران من الأموال ليتشيَّع الشعب السوري!؟ وكم تنفق اليوم من أموال للعبث في بلاد السنة لنشر التشيُّع البغيض!؟ ولكن نقول لهم أنه هذه الأموال التي تنفقونها ستكون عليكم حسرة ، لأنكم لن تحققوا مرادكم من تشييع المسلمين!
والطريف أنّ من يقرأ تصريحات خامنئي ووزير خارجيته يشعر بأنّ هؤلاء يفكرون و كأنّ سوريا جزء لا يتجزأ من دولة إيران !! ، ونسي هؤلاء أنّهم عندما فشلوا في قمع الثورة السورية استدعوا روسيا التي جاءت على عجل لتحقق حلمها القديم بالوصول للمياه الدافئة في البحر المتوسط .
ونقول لكل من تشيَّع طمعاً في المال الإيراني النجس أو ظنّ أنّ إيران ستحميه أو تسانده : أن إيران لا يعنيها إلا تحقيق الحلم الفارسي بعودة الأمبراطورية الفارسية!! .
ففي تصريحات لوزير خارجية إيران عباس عراقجي يقول :
“من يعتقدون بتحقيق انتصارات في سوريا، عليهم التمهل في الحكم، فالتطورات المستقبلية كثيرة”.
ولم يتأخر الردّ السوري عليه ، فجاء الردّ على لسان وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال “أسعد حسن الشيباني” : “يجب على إيران احترام إرادة الشعب السوري وسيادة البلاد وسلامتها ، ونحذرهم من بثّ الفوضى في سوريا ، ونحمّلهم كذلك تداعيات التصريحات الأخيرة” .
وعلي ما يبدو فإن وزير الخارجية الإيراني لا يزال يعيش حالة الصدمة من سقوط العصابة الأسدية المدعومة إيرانياً ، فنسي الوزير الإيراني أو تناسى أنّ سوريا الجديدة أصبحت ذات سيادة ، وأنّها صاحبة الكلمة العليا ، وليست كما كانت إبّان حكم العصابة الأسدية حينما كانت إيران تتحكم في القرار السوري!!.
أمّا المرشد الأعلى “علي خامنئي” فقد قال إنّه يتوقع ظهور مجموعة من الشرفاء الأقوياء في سوريا الذين سيقفون في مواجهة انعدام الأمن” !! ، وأنّ على الشباب السوري الوقوف بإرادة قوية أمام أولئك الذين خططوا ونفّذوا لهذه الحالة من انعدام الأمن ، وسيتغلب عليهم إن شاء الله” !! .
وأظنّ أنّ خامنئي يقصد هنا مجموعة من شبيحة النظام المختبئين في الجحور ، وأنهم سيخرجون من جحورهم عندما تحين لهم الفرصة لقيادة الثورة المضادة !! .
وهنا نقول لخامنئي ووزيرخارجيته هيهات هيهات .
أولاً : هناك ضامن إقليمي سني قوي أمين نثق به .
ثانياً : هناك أكثر من مائة ألف مجاهد يحرسون الثورة ومكتسباتها؛ هؤلاء يسيرون على خطى النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه الشيخين أبي بكر وعمر وأصحابه الكرام ، ليس لديهم خرافات إمام السرداب .
ثالثاً : هناك حاضنة شعبية من الشعب السوري تلتف حول الثورة وقيادتها .
أما متحدث وزارة الخارجية الإيرانية “إسماعيل بقائي” فقد قال في مؤتمر صحفي وبراءة الأطفال في عينيه ! :
“إنّ الوجود الإيراني العسكري السابق في سوريا كان هدفه “مكافحة الإرهاب” !
فكيف للإرهاب أن يكافح الإرهاب؟؟!! .
وهل نسي السوريون ما فعله “قاسم سليماني” يوم أن دخل حلب منتشياً منتصراً وهو يتجول في أحياء المدينة برفقة ضابط نصيري مجرم من جيش النظام الأسدي؟!
فهل كان قاسم سليماني يحارب الإرهاب عندما هاجمت مليشيات شيعية يقودها الجنرال الإيراني “سيد جواد” قافلة إجلاء المدنيين المحاصرين في حلب واحتجزوا ثمانمائة من هؤلاء لمدة خمس ساعات قبل أن يعيدوهم إلى الأحياء المحاصرة بعد سلب أموالهم وأمتعتهم؟! .
أم كانت إيران تكافح الإرهاب يوم أن قال خطيب الجمعة “آية الله محمد إمامي كاشاني” في أحد مساجد طهران:أنّ المسلمين انتصروا على الكفّار في حلب”!! .
فهل يعتبر إخلاء حلب من أهلها انتصاراً ؟
فإذا كان الأمر كذلك .. فكيف لا يعتبر سقوط العصابة الأسدية وأزلامها انتصاراً وهروب المليشيات الإيرانية ؟؟!! .
كان الأَوْلى بالمسؤولين الإيرانيين أن يتواروا خجلاً مما فعلوا وأجرموا ، أم أنهم يريدون من الإدارة الجديدة أن تقول للمجرمين الملطخة أيديهم بدماء الشعب السوري “اذهبوا فأنتم الطلقاء؟؟!! .
بالطبع لا وألف لا .
لن يذهبوا ولن يكونوا طلقاء أبدًا بإذن الله !! .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق