الأربعاء، 25 ديسمبر 2024

الثورة السورية..تباشير ومحاذير (٥)

 الثورة السورية..تباشير ومحاذير (٥)

د.عبدالعزيز كامل


الثورة السوريةالسنية لا تزال في بدايتها، والمحاذير التي تواجهها على المستويات الداخلية تتحرك خلاياها وفلولها لتأخذ أهبتها، رغم المبادرات النبيلة والمعاملات الراقية من قادة الثورة لكل مكونات الشعب السوري.
والجهات التي تشكل تحديات داخلية ضد الثورة السورية؛ تمثل في أغلبها انعكاسا للمحاذير والتحديات الدولية والإقليمية، حيث أضرت تلك الثورة بعدد من المشروعات الكبرى المعادية في المنطقة، وأصابت بعض مقاتلها، وأبرز تلك المشروعات المتضررة بالثورة:
المشروع الصهيوني اليهود.ي، والمشروع الشيعي الفارسي، والمشروع الروسي الصليبي، والمشروع العلماني الغربي،
وكلها مشروعات خارجية تتبعها أدوات تنفيذية داخلية من الطوائف والأقليات الدينية والعرقية وأصحاب التوجهات الفكرية اللا دينية، والمتوقع أن تتولى تنفيذ مخططات تخريبية ذات أغراض انفصالية، أو تهيج الزوابع بإثارة قضايا وتوجهات فكرية مناقضة لثوابت الاعتقاد ومحكمات الهوية الإسلامية ..
** فالأقلية النصيرية العلوية التي ينتمي إليها الطاغية بشار؛ صارت ذات عمالة مزوجة بين الفرس والروس، وقد مثلت أخطر وأقذر أدوات المشروع الإيراني الفارسي في سوريا؛ وكانت أداة في إيصال نفوذ المشروع الروسي إلى تحقيق حلمه في الوصول الى المياه الدافئة على الساحل السوري، ولأن المجاهد.ين أسقطوا نظام العلوية بعد أن بقوا في السلطة لنصف قرن متحكمين في الأغلبية السنية من خلال نظام جمهوري ملكي طائفي غشوم؛ فإن تلك الطائفة لن يهدأ لها بال حتى تستعين بكل القوى التي ترى أنها تمكنها من استعادة مواطئ أقدام في سوريا الغد، خاصة وأن تلك الطائفة مرسوم لها الانفصال بالساحل السوري منذ الخمسينيات، وهو ما سيجعل زنادقة الفرس وطغاة الروس يستعينون بهم ويستأنفون التآمر من خلالهم..
كف الله بأسهم وأشغلهم بأنفسهم..
** والأ كراد العلمانيون الانفصاليون؛ يدعمهم أصحاب المشروع الغربي، وشجعتهم أمريكا منذ سنين على أن يكونوا ميليشيا مسلحة تحمل اسم ( قوات سوريا الديمقراطية) المختصرة في كلمة [قسد] فصاروا يتحكمون في ثلث مساحة سوريا، ويضعون ايديهم على الجزء الأكبر من موارد النفط والغاز، حيث يسيطرون على نحو ٩٠ % من موارد البترول، و ٤٥ % من موارد الغاز في الشمال الغربي للقطر السوري، وكان المخطط أن ينفصلوا به مستقلين، أو مكملين لمشروع (كردستان الكبرى) ..إلا أن قيام الثورة أجل أحلامهم أو أبعدها، ولذلك فإن الأكراد العلمانيين حتما سيناورون ويمكرون، مكر الله بهم وحال بينهم وبين مايشتهون .
** وأما الدروز الانفصاليون فهم طائفة زندقة باطنية موالية لليهو.د ، وقد كانوا أداة المشروع الصهيوني في الجنوب السوري منذ عدة عقود، خاصة بعد تسليم الهالك حافظ الأسد أرض الجولان السورية دون قتال في حرب عام ١٩٦٧، وكان اليهو.د قد أعلنوا منذ عدة شهور ضم أرض الجولان السورية المأهولة بالدروز رسميا لدولتهم، وهم لخيانتهم للمسلمين يسارعون في قبول التجنيد في جيش اليهو.د، الذين استغلوا أجواء الانشغال بالثورة السورية فاحتلوا المنطقة العازلة بينهم وبين سوريا، ومساحتها تبلغ حوالي ٢٣٥ كيلومترًا مربعًا، وهو ما يعادل نحو ٦٠ % من مساحة قطاع غزة..

•• وكذلك فإن أصحاب التوجهات الغربيةالليبرالية من العلمانيين المنافقين المعادين للدين بمختلف أصنافهم؛ سيبرهنون كل يوم على انهم يقبلون كل دين إلا دين الإسلام، ويتحاكمون إلى كل القوانين والشرائع إلا شرائع الإسلام، وسيظل أولئك يفتعلون المعارك الفكرية و الحملات الإعلامية للدفاع عن حكم الجاهلية من خلال ما يسمى بآليات الديموقراطية، كالتظاهرات والاعتصامات والانتخابات، ورفع الشعارات المغرضة المحرضة على الثورة المضادة .

فأعان الله رواد الثورة وقادتها الأحرار على ذاك التداعي العدواني، والتعاون الشيطانى بين قوى الخيانة في الداخل و قوى التآمر في الخارج.. وحسبهم أن الله تعالى قال عن المجاهد.ين من أسلافنا وأسلافهم:
{ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ(173) فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (175) [من سورة آل عمران]
فاللهم ألهم أحرار سوريا الرشاد والسداد، وقهم شر الأشرار وكيد الفجار وتآمر المنافقين والكفار ماتعاقب الليل والنهار
اللهم آمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق