ربيع الكلمات
الفشل... مفتاح النجاح!
الناس تفكر بالمستقبل وهو درب جميل يأخذنا إلى ما تطمح إليه، فالطالب يفكر بالنجاح والشهادة، والشباب يفكرون بالزواج وتكوين أسرة، والتاجر بتعظيم التجارة وزيادة أرباحه، لذلك نتحمس كثيراً ونحن في طريق الرحلة. ومعظم الناس يخطط مع بداية أو نهاية كل سنة، ما يهم الوقت الذي تخطط فيه ولكن الأهم أن تبدأ، فرحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، وهكذا هي الحياة جمالها في السعي نحو الهدف.
وحياة الإنسان لا تكاد تخلو من المتاعب والآلام والمنغصات والشدائد وبعض الفشل في عدم تحقيق ما يريد، سواء في المنزل أو العمل. وأعظمها المعارك النفسية وغليان النفس التي تصيب الإنسان بسبب ضغوط الحياة اليومية والتي تتطلب فناً في التعامل معها والبعد عن الانفعالات عند اتخاذ أي قرار.
والأوقات تمر ولا تتوقف وهذه سُنة الحياة، والحياة تسير سواء خططنا لها أم لا، ولكن قلة هم الذين يخططون لحياتهم، أو نادراً ما تسمع في مجتمعاتنا عن الذين يخططون لمستقبل أيامهم، والذين يخططون يحققون ما يريدون في هذه الحياة، لأن القاعدة تقول ما تفكر فيه تحصل عليه، وحياتك من صنع أفكارك، ويقول أبو الإدارة بيتر دراكر، «ما لا يمكن قياسه لا يمكن إدارته».
مهم أن تسأل نفسك ماذا تريد من حياتك وماذا تريد أن تحقق، وما هي طموحاتك؟
قم بالإجابة عن هذا السؤال بكل شفافية، صدق أنك بحاجة ماسة إلى شيء من الهدوء كي تضع خطة واضحة لمدة أيام، ولكنها ستحدث فرقاً كبيراً في إنجازاتك وتحقيقك للأهداف التي وضعتها، لا تماطل لأنها حياتك وهي تستحق أن تفكر فيها وتعمل وتجتهد لأجلها.
ولم أسمع أو أقرأ عن إنسان نجح دون أن يمر بتجارب الفشل، وما دام أنك تعلمت من الفشل فهذا يعني اقترب أكثر من طريق النجاح أو ما تود تحقيقه، بعيداً عن القلق المرضي أو الوسواس، وإنما تسير بكل ثقة وعزم متوكلاً على الله عزوجل، وتسعد عندما ترى أثر النعمة عند الآخرين، ولا يكون لديك أي حرث في نوايا الآخرين ولكن تتمنى الخير لهم، ويقول ستيفن كوفي: «بدلاً من أن تبادر بالهجوم على الشخص الناجح، بادر في أن تصبح أكثر نجاحاً منه، ذلك هو الفرق بين الحقد والطموح».
وصعب أن تنجح في حياتك من دون الإيمان والثقة بالله عز وجل، وعدم الاستسلام لليأس والإحباط، ومواصلة الطريق بصورة روتينية وإزالة العوائق، ويقول نجيب الزامل: «المواصلون لطريق الغد يعرفون أنهم لا بد أن يزيلوا صخور وعوائق الطريق، كما يعرفون ويقبلون على أنفسهم أن الأثمان التي تدفع نتيجة ذلك ليست رخيصة، لكن الوصول إلى أماكن الوعد والأمل لا يقدر بكل الأثمان».
ومن يسبر أغوار وحياة الرسول، صلى الله عليه وسلم، يجدها مليئة بالتفاؤل حتى في أشد المواقف والظروف حتى في تسمية المواليد والأسماء ما يبعث على التفاؤل، لأن الجوارح تعمل والقلوب تتوكل على الله عز وجل، وأنت مخير في حياتك بين التفاؤل والتشاؤم والأمل واليأس. إذا أحسست بالتشاؤم والضيق حاول أن تنجز بعض الأعمال أو مارس الرياضة.
وقال تعالى: «إنّ اللهَ لا يُغيّر ما بقومٍ حتى يُغيّروا ما بأنفسهم» ونحن الآن في الشهر الأخير من السنة، والأيام تمر ولا تتوقف، والإنسان في هذه الحياة يحتاج يسأل نفسه ما هي أهدافه بالحياة، سواء كانت على المستوى العملي أو العائلي أو الشخصي أو حتى الإيماني...
ومن يعشق العيش بالماضي لن يستطيع تحقيق شيء في المستقبل، ويقول غازي القصيبي: «كيف تستطيع أمة أن تصنع مستقبلها وهي في قبضة ماضيها، يعصرها عصراً حتى يستنفد كل ذرة من طاقاتها».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق