الاثنين، 3 يونيو 2013

مركز الملك عبد الله للحوار بين الأديان والثقافات : إلى أين ؟ !

مركز الملك عبد الله للحوار بين الأديان والثقافات :
إلى أين ؟ !
الدكتورة زينب عبدالعزيز

أستاذة الحضارة الفرنسية


أعلن راديو الفاتيكان فى 23 مايو الحالى (2013) عن أن مدينة فيينا، عاصمة النمسا، قد عاصرت أول سمينار لمركز الملك عبد الله للحوار بين الأديان وبين الثقافات.

وقد حضر الإجتماع حوالى 130 خبيرا ومتخصصا فى مجال التربية والتعليم والعلوم الدينية.
و دار اللقاء حول موضوع "صورة الآخر"، بالتركيز خاصة على التعليم الدينى والثقافى، بحثا عن أفضل الوسائل الممكنة فيما يتعلق بمنطقة أوروبا والبحر الأبيض المتوسط. 



وقد قام السيد فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، الأمين العام للمركز، بإستقبال المشاركين معربا عن "أن الحوار يلعب دورا أساسيا فى خلق المواد الإرشادية وكيفية الممارسة، كما نتعلم كيفية التعرف على الآخرين عندما نلتزم بحوار متبادل".

 أما الأب ميجيل آيوزو، الأمين العام للمجلس البابوى للحوار بين الأديان وعضو المكتب التنفيذى بالمركز ، فقد أكد أنه "فيما يتعلق بالكنيسة الكاثوليكية، فإن صورة الآخر يجب أن تؤْثِر تربية موضوعية ومحترمة حتى يمكن الإستفادة بتنشئة جيدة لتراثها الدينى ومعلومة جيدة فيما يتعلق بالديانات الأخرى".
لذلك أصر الأب آيوزو على : "تعديل مناهج الكتب المدرسية والتربية بعامة حتى يتم إستبعاد الرؤى المشوهة للآخر وإعداد جيل جديد يمكنه أن ينمو فى الحوار والصداقة والإحترام المطلوب الذى ذكّرنا به البابا فرانسيس".

ومن بين الذين حضروا السمينار :

القس طوبى هوارت، العضو الأنجليكانى من مديرى المركز، ويوك فان در ليوورد، المدير التنفيذى لمنظمة "أوروكليو" (المنظمة الأوروبية لمعلمى التاريخ)،
و محمود عزب مدير لجنة الحوار بين الأديان بالأزهر،
 و وولفرام رايس معلم الدراسات الدينية بفيينا،
 و فادى الضوّ رئيس المؤسسة اللبنانية "آيدان" (المتخصصة فى الدراسات بين الأديان والتضامن الدينى)،
 و آندرو كلار المدير العام لمؤسسة "أنّا ليند" للحوار بين الثقافات.


وفى البيان النهائى الذى تم نشره عقب إنتهاء الأعمال، أكد المركز على "ضرورة أن نصل إلى أبعد من التوصيات لأن الضرورة الملحّة تدعو إلى القيام بالتطبيق الفعلى والعملى بصورة واضحة" ، معتبرا أن "الحوار بين الأديان يجب أن يأخذ فى الإعتبار تعقيد الهوية الفردية"، مع إدراك "أن الدولة يمكن أن تكون عاملا أساسيا يعاون المواطن على المساهمة كلية بالمشاركة التامة فى المجتمع دون أية تفرقة عنصرية". ويصر المركز على "تقارب ضمنى يشمل كافة مستويات التعليم والأهالى للجماعات الدينية المختلفة والمؤسسات الدينية وأيضا للمجتمع المدنى والحكومات"..

 وهو ما يعنى أن النية تتجه إلى فرض تعديلات متعددة على المسلمين فى العديد من المجالات، تقوم الحكومات والمؤسسات الدينية والمدنية بتنفيذها. 

كما أكد الأب فدريكو لومباردى على أنه "من المهم الإستماع إلى آلام ومعاناة مسيحيو الشرق الأوسط ، فهذه مسألة لها الأولوية بالنسبة للفاتيكان.

 وبصفته عضو مراقب وتأسيسى بالمركز (ويقصد الفاتيكان) فهو لن يكف عن التعبير عن إهتمامه فيما يتعلق بإحترام الحقوق الأساسية للمسيحيين الذين يعيشون فى بلدان ذات أغلبية مسلمة والعمل على تفعيل حقيقى لحرية العقيدة"!..
وعبارة "حرية العقيدة" تعنى فى كافة النصوص الفاتيكانية حرية تغيير الديانة دون أية محاسبة، أو بعبارة أخرى "إلغاء حد الردة" (حتى وإن كان لا يتم تنفيذه) لأنه يقف عقبة فى وجه المنصرين..

أما الأمين العام للمركز، السيد بن معمر، الذى كان يشغل منصب وزيرا للتعليم فى المملكة السعودية من 2009 ـ 2011، فقد أضاف قائلا : "أننى مقتنع تماما أن المركز سيساهم عما قليل فى خلق جسر بغية فهم أفضل متبادل وتسهيل الحوار بين الأديان وبين الثقافات لتحسين التعاون وإحترام التعددية والعدل والسلام".

وما تتمناه المملكة السعودية من خلال هذا المركز ، على حد قول أحد المعلقين : "إعادة تأكيد الأهداف والمبادئ الواردة فى البيان الدولى لحقوق الإنسان، خاصة الحق فى حرية الفكر والمعتقد والدين".
 وذلك لأنه بناء على تقرير معهد "بيو" الأمريكى ، "إن 75 % من سكان العالم لا يمكنهم ممارسة دينهم بحرية. والمملكة السعودية ذاتها من ضمن هذه البلدان حيث تعد القيود الدينية المفروضة من أعلى النسب فى العالم"، وفقا لهذا التقرير. ومن المعلن أيضا أن مركز الحوار هذا ، الفريد من نوعه، يعلن عن طموحات واسعة فى برامجه التى إنطلقت بالفعل فى يناير 2013، والتى تهدف إلى تكوين مؤسسات ومسئولين فى مختلف الديانات وفقا للمناههج الجديدة التى تؤدى إلى تعايش أفضل وإلى حماية مصالح الأطفال فى العديد من البلدان.
وهناك أيضا برنامج للمنح الدراسية للقيادات الدينية ومدرسو الدين الذين يرغبون فى المساهمة فى تفعيل الحوار بين الأديان وبين الثقافات.



وهذا السمينار الذى أقامه المركز أو "ورشة العمل" كما يطلق عليها البعض، هى واحدة ضمن أربع لقاءات عالمية لمناقشة أفضل الممارسات التعليمية والتربوية والثقافية حول "صورة الآخر".

 وتتم هذه اللقاءات التحضيرية فى اوروبا وآسيا وأمريكا وإفريقيا ، وتهدف هذه اللقاءات كما يقول الأمين العام 
"الى تعزيز المشترك الإنسانى والحد من التصورات الخاطئة بين أتباع الأديان والاثقافات"، وذلك تحضيرا للقاء الختامى القادم ، المؤتمر العالمى الذى سيعقد فى نوفمبر 2013 تحت عنوان "صورة الآخر".
 الذى سيسبقه إجتماع إستثنائى فى شهر يوليو لمناقشة العلاقة بين وسائل الإعلام وحملة العلاقات العامة ، أو بتعبير أدق : كيفية تمرير قرارات المركز وقرارات المؤتمر على الشعوب الإسلامية !!

وعبارة "تعزيز المشترك الإنسانى والحد من التصورات الخاطئة بين أتباع الأديان والاثقافات" هى من المطالب الأساسية للفاتيكان، بمعنى أن ننسى الخلافات العقائدية التى بيننا ونتعاون فيما هو مشترك إنسانى.
 والخلافات العقائدية بيننا جذرية لا فصال ولا نقاش فيها فالمعروف والثابت تاريخيا أن اليهودية قد تم تحريفها وعادوا للعجل وقتل الأنبياء ؛ وأتى عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام من أجل خراف بيت إسرائيل الضالة ؛ وعندما حاد النصارى عن التوحيد وأشركوا بالله بتأليه عيسى بن مريم وإختلاقوا الثالوث ، أتى محمد عليه الصلاة والسلام بثالث وآخر بلاغ للتوحيد بالله رحمة للعالمين.. وهذه الحقائق لا يمكن إغفالها أو التلاعب بها.
 لذلك تجاهد المؤسسة الكنسية ، كما أعلنها بنديكت 16 ، "بفرض عملية تغيير إجبارية على المسلمين عن طريق الأمم المتحدة، أو فرض حرب يخسرونها وتحد من كبريائهم بدينهم" ! وقد سبق وتناولت هذه الجزئية تحديدا.

وقد تم الإحتفال بإفتتاح المركز رسميا فى قصر "هوف بورج" يوم 26 نوفمبر 2012 ، فى إحتفالية دولية حضرها 850 مدعوا من كافة المجالات. وتحملت المملكة السعودية إنشاء المركز منذ بداياته فى عام 2007، عقب اللقاء الذى تم بين البابا بنديكت 16 وخادم الحرمين.
والمعروف إن فكرة إنشاء مثل هذا المركز تحوم فى مشاريع بنديكت منذ 1999.. وسرعان ما إنضمت النمسا وإسبانيا لتكون حلقة البلدان المؤسسة ثلاثية الأبعاد وأغلبيتها مسيحية بنسبة الثلث والثلثين.
 وقد إعترفت منظمة هيئة الأمم بهذا المركز على أساس "أنه ليس منظمة سعودية وإنما منظمة دولية مستقلة بعيدة عن أى تأثير سياسى أو إقتصادى".

وكان قد حضر حفل إفتتاح المركز عام 2012 ، العديد من الشخصيات الدولية بخلاف وزراء خارجية الدول المؤسسة ، ومنها : بان كى مون، الأمين العام للأمم المتحدة ؛
والكاردينال جان لوى توران، رئيس المجلس البابوى للحوار بين الأديان بالفاتيكان ؛
وأكمل الدين إحسان أغلو، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى ؛
 وبرطولوميو الأول، باطريارك القسطنطينية.
 ومن المؤكد أن مثل هذه الشخصيات لا تتحرك من أجل مصلحة المسلمين الذين قرر مجمع الفاتيكان الثانى تنصيرهم بقرار لا رجعة فيه !

ويتكون مجلس الإدارة ، وهو بخلاف مجلس الدول المؤسِسة الثلاث ، من تسع شخصيات تمثل الديانات الكبرى فى العالم (اليهودية والمسيحية والإسلام والهندوسية والبوذية) ، إضافة إلى مجلس إستشارى يضم مائة عضوا، منها مؤسسات ثقافية ومنظمات دولية من أجل المساهمة فى الإدارة العامة للمركز. والشخصيات التسع التى يتكون منها مجلس الإدارة هم
(حسب الترتيب الأبجدى)
 سوامى آجنيفش ، ود. حمد الماجد ، والأب ميجيل آيوزو، وكبير الآساقفة إيمانويل ، والقس طوبى هوارث ، ود. سيد عطاءالله مهاجرانى، والقس كوشو نيوانو، ود. محمد السمّاك ، والحاخام دافيد روزن رئيسا.. 

ومن الأقوال الكاشفة لما وراءها العبارات التالية : 

* الأب فدريكو لومباردى، المتحدث الرسمى باسم الفاتيكان : "إن المركز مؤسسة جديدة هدفها تفعيل الحوار بين الأديان وبين الثقافات. ومثل هذا الهدف يجب أن نتقبله بترحيب من وجهة نظر التفاهم والتعايش السلمى بين الشعوب، وهى مسألة ملحّة بالنسبة للإنسانية اليوم كما فى المستقبل. إنها فرصة تتعلق بمساحة ما للحوار ومن الواجب إنتهازها والإستفادة منها. ومن المفيد أن نوجد بها لتفعيل مزيد من التجارب ومزيد من سلطة الكرسى الرسولى فى مجال الحوار بين الأديان".. 

* السيدة إيرينا بوكوڤا ، المدير العام لليونسكو، بعد إفتتاح المركز بأسبوع عند زيارة الأمين العام لها :"نأمل أن يشكل مركز الملك عبد الله العالمى للحوار بين الأديان وبين الثقافات خطوة رائدة فى السعى إلى تعزيز الحوار، ومن ثم تعزيز القواسم المشتركة وتحقيق التعايش السلمى وترسيخ الإحترام والتفاهم والتعاون بين الناس وتعزيز السلام والعدالة والمصالحة، ومكافحة إستغلال الدين لتبرير القمع والعنف والصراع" ثم أعربت عن ثقتها فى "أن المركز برعاية الملك عبد الله سيحقق أهدافه المنشودة فى هذا الشأن".. ومن الواضح أنها تقصد الإسلام الذى قاموا بتشويهه رسميا بأحداث الحادى عشر من سبتمبر...
* الرئيس النمساوى هانز فيشر عند إستقباله البابا تواضرس الثانى الذى واكبت زيارته سمينار مركز الملك عبد الله للحوار، فبعد ترحيبه بالضيف أكد على : "ضرورة الإهتمام بتفعيل حوار الأديان والثقافات خاصة بين الإسلام والمسيحية بهدف نشر السلام فى كل ربوع العالم".. ولا داعى للإشارة إلى أن العبارة التى استخدمها تمثل عنوان المركز ! وهو ما يوضح ، من ناحية أخرى، معنى سفر البابا تواضرس الثانى فى هذا التوقيت بالذات لمتابعة أعمال سمينار المركز وما بعدها ، وكذلك لحضور الصلاة العالمية التى سيقيمها بابا الفاتيكان يوم الأحد 2 يونيو القادم (2013) ، من الثانية إلى الثالثة بعد الظهر ، ويتم الإعداد لها فى جميع الكنائس الكاثوليكية فى العالم حتى فى ألسكا، لتتم فى نفس التوقيت ، كل بلد حسب توقيته..
 لتبدو وكأن كاثوليك العالم يصلون فى لحظة واحدة من أجل تنصير العالم وهم يأكلون الإفخارستيا ليمنحهم لحم المسيح ودنه القوة الكافية.. ويُعد حضور تواضرس الثانى لمثل هذه الإحتفالية الكاثوليكية نوع من التقارب/التنازل لكى لا أقول التملق الذى بدأ يقدمه للكنيسة للفاتيكان ..

أما عن أصل حكاية مركز الحوار هذا ، فتبدأ مع زيارة خادم الحرمين الشريفين للبابا بنديكت 16 بالفاتيكان يوم الثلاثاء 6 نوفمبر 2007 ، فى مبادرة تعد الأولى من نوعها، ودار الحديث بينهما ـ وفقا لما هو وارد فى جريدة "لا كروا" (الصليب) التابعة للفاتيكان، حول الحوار بين الأديان.
وكان قد تم الإعداد لهذه الزيارة يوم 6 سبتمبر أثناء الزيارة الخاطفة التى قام بها وزير الخارجية السعودى، حيث أعرب له البابا بنديكت 16 عن رغبته "فى تدشين أعمال مشتركة من أجل السلام".. 

وقد دار الحوار بين البابا بنديكت 16 والعاهل السعودى "حول الحوار بين الأديان ، إذ أن الهدف المقصود بعد ذلك هو التعايش المثمر والسلمى بين البشر والشعوب، والتعاون بين المسيحيين والمسلمين واليهود من أجل تفعيل السلام والعدل والقيم الدينية والأخلاقية".
وتضيف جريدة "لا كروا" : "إن المجاذفة جد هامة فمن ناحية، السعودية منذ القرن الثامن عشر متحالفة مع الوهابية ويحكمها نظام دينى شديد الصرامة، فهى دولة إسلامية يرتبط فيها الدين والسياسة إلى أقصى حد : لأن دستور الدولة هو القرآن.
وبناء على أحد الأحاديث المشكوك فيها فإن السعودية تمنع رسميا إقامة أى دار عبادة غير إسلامية ، بإعتبار أن الجزيرة العربية أرض مقدسة.
 إلا أن هذا البلد به مليون ونصف من المسيحيين أساسا من الفيليبين والذين من أجلهم تطالب لهم روما بالحرية الدينية (...)، إذ أن المملكة السعودية تمثل شريكا لا يستهان به بالنسبة للفاتيكان فيما يتعلق بالحوار بين الأديان" !!

وهنا لا بد من توضيح أن الحديث المشار إليه ليس بحديثٍ مشكوك فيه ، وإنما هو حديث نبوى شريف ، حديث صحيح ينص صراحة على ألا يجتمع فى الجزيرة العربية دينان.
وهو ما يجب على المسلمين العاملين بهذا المركز توضيحه والتمسك به.

 كما أن المسيحيين العاملين بالمملكة السعودية هم من العمالة السيارة ، المرتبطة بمدة العقد المبرم، وهو لا يعطيها أية حقوق أخرى على الدولة غير ما ينص عليه التعاقد نفسه.
كما أن الصلاة فى الكنائس هى بدعة من بدع الكنائس الأولى من ضمن ما أدخلت وبدلت ، فالسيد المسيح قال بصريح العبارة : "وأما أنت فمتى صليت فادخل إلى مخدعك وأغلق بابك وصلّ إلى أبيك الذى فى الخفاء" (متّى 5 : 6)، وهو ما يؤكد من ناحية أخرى أن السيد المسيح عليه السلام كان يفرّق بينه وبين الله سبحانه وتعالى ولم يطلب من أحد أن تتم عبادته أو توجيه الصلاة له ! وما أكثر الأعداد التى تؤكد هذا القول.

وهذه العبارات الشديدة الوضوح، التى طالعناها فى عاليه فيما يتعلق بمركز الملك عبد الله للحوار، سواء من جانب بعض الشخصيات أو من جانب الفاتيكان، فهى تضع العديد من علامات الإستفهام حول ذلك الكيان المسمى "مركز الملك عبد الله للحوار بين الأديان وبين الثقافات" ، الذى تم إنشاؤه بناء على مبادرة شخصية من البابا بنديكت 16، كما هو واضح من تصريحات الفاتيكان ومن العاملين به أو من جريدته التى تناولت الإعلان عن زيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز..

وأهم ما نود التأكيد عليه هو أن كافة العبارات التى تفوه بها هؤلاء المسئولين هى ترديد لمطالب مجمع الفاتيكان الثانى ، وتفعيل لعبة الحوار بين الأديان التى إبتدعها ، و تعنى فى كافة نصوصه "كسب الوقت حتى يتم تنصير العالم".. 
فالحوار الذى يقصدونه يبدأ فى كافة اللقاءات التى اقاموها بأنه "لا حوار فى العقيدة".
 وبما أنه لا حوار فى العقيدة ، والمسيحيين يعبدون إنساناً نبياً مقتدرا قام اليهود بتعذيبه وصلبه ، كما تقول الأناجيل الحالية، وتم دفنه ثلاثة أيام ونزل الجحيم ثم صعد وجلس عن يمين الآب الذى هو نفسه، حيث أنه أحد الأقانيم الثلاثة، كما تقول الأناجل الحالية أيضا.. ثم قامت الكنيسة بتأليهه فى مجمع نيقية الأول سنة 325.
 أما المسلمون فيعبدون الله الذى ليس كمثله شئ، الله الواحد الأحد، الذى لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوّا أحد ،
ففيما نتحاور ؟!
 لتقديم مزيد من التنازلات ؟
أم ليتم إقتلاع الإسلام تماما وبأيدى المسلمين رسميا ؟!

ونظرا لكل ما تقدم ، وغيره كثير، فيؤلمنى أن أنهى هذا المقال ، عن مركز خادم الحرمين الشريفين ، متمنية من الله عز وجل ألا يتحول هذا المركز إلى "مركز هادم الحرمين" !.. 
فأيا كانت الضغوط وأيا كانت الخِدَع ، إن ما يعدّون له فى الغرب المسيحى المتعصب عبارة عن موجة كاسحة للإسلام والمسلمين ، وعلينا أن نتصدى لها وألا ننساق فى ركابها ، علينا أن نثبت على دين الله وان نتمسك به ، وعلى الغرب المسيحى المتعصب أن يعترف لأتباعه بكل ما قام به تغيير وتلاعب فى التوراة وفى الإنجيل، اللذان أنزلهما الله، وذكرهما فى القرآن الكريم ، ويتركوا الإسلام للمسلمين فلا إكراه فى الدين ، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ، وليعبدوا ما شاءوا من تحريف.
تستقبل الدكتورة زينب عبد العزيز رسائلكم وتعليقاتكم على المقالة على الإيميل التالي:
dr.z.abdelaziz@gmail.com
29 مايو 2013 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق