الخميس، 9 أكتوبر 2014

"التلغراف": تركيا أردوغان تغيرت ولن تقوم بالأعمال القذرة نيابة عن الغرب

"التلغراف"
تركيا أردوغان تغيرت ولن تقوم بالأعمال القذرة نيابة عن الغرب


(الترجمة:خدمة العصر)

قالت صحيفة "الغارديان" إن الرئيس التركي رجب طيب الدين أردوغان يواجه كما هائلا من الضغوط كي يشارك في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية، إلا أنه لا يثق بأهداف الدول الغربية في سوريا ، فضلاً عن أنه يتعامل مع معادلة صعبة للغاية تتعلق بالأكراد.

وأضافت الصحيفة أن أنظار العالم تتجه هذه الأيام إلى التطورات التي تشهدها مدينة عين العرب (كوباني بالكردية)، كما إن تركيا تتعرض إلى ضغوط دولية متزايدة لمنع التنظيم من تحقيق انجازات على الارض، فضلاً عن منع وقوع كارثة إنسانية أخرى في المنطقة التي عانت الكثير.

ورأت الصحيفة أن أنقرة تواجه معضلة كونها "لاعبا إقليميا" في المنطقة وأنها كانت تأمل في أن تزود الولايات المتحدة المعارضة السورية بأسلحة ثقيلة، إلا أن واشنطن تقاعست عن القيام بذلك.

وختمت الصحيفة بالقول إن مشاركة تركيا بالقتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية سيكون محفوفاً بالمخاطر، لأن هذا التنظيم يمتلك خلايا نائمة داخل تركيا بحسب ما أكده الخبراء، مشيرة إلى أنه يحق لأردوغان التأكد من أن أي قرار سيتخذه لن يؤثر سياسياً في بلده.

وحول الموضوع نفسه، نشرت صحيفة "الديلي تليغراف" مقال رأي للمؤرخ "مارك ألموند" Mark Almond، أستاذ زائر بجامعة بيلكنت في أنقرة، يرى فيه أن أنقرة لن تقوم بالأعمال القذرة نيابة عن الغرب.

وقال إن تدخلا عسكريا تركيا ضد تنظيم داعش في شمال سوريا يبدو أنه حل جميل لمعضلة الغرب في التعامل مع تهديدات مقاتلي الدولة الإسلامية.

ذلك أنه في لندن، واشنطن والعواصم الأوروبية نريد تدمير داعش، ولكن من دون التورط بأقدامنا في الوحل القذر، حيث إن إرسال القوات البرية من المحرمات بالنسبة للرئيس باراك أوباما وديفيد كاميرون، وعلى هذا، اتجهت كل الأنظار إلى حليفنا القديم في أنقرة لحل المشكلة.

كجار لكل من العراق وسوريا، يتساءل قادتنا: أليس من مصلحة تركيا الوطنية المباشرة تحقيق الاستقرار على حدودها؟

ما هو أكثر من ذلك، يمكن لتركيا وبسهولة، بما تملكه من ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي، توجيه ضربة قاتلة ضد داعش، وهو ما لا تتيحه التضاريس لشركائه الغربيين. ولكن لأيام اصطفت الدبابات التركية على بعد مئات الأمتار من القتال المرير في بلدة الحدود السورية، كوباني، مثل بقاء جيش ستالين الأحمر خارج وارسو في 1944.
ورغم المناشدات المتكررة للتدخل من طرف جون كيري، اكتفت قوات أنقرة بموقف المتفرج على الأزمة.

كوباني مدينة كردية، هذا هو لب المسألة. الأكراد، في كل من تركيا ومختلف أنحاء أوروبا، يطالبون بالتدخل. وفي الوقت نفسه، قتل ما لا يقل عن 14 من الأكراد في مواجهات مع الشرطة التركية، ولكن لا تزال أنقرة ترقب وتنتظر.

فالأسباب واضحة: بالنسبة لحلفاء تركيا في حلف شمال الأطلسي، فإن داعش هي المشكلة وتسليح الأكراد جزء من الحل.
أما بالنسبة لتركيا، فإن الطموحات الكردية لإقامة دولة مستقلة تشكل تهديدا مميتا.
وليس هناك خصم وعدو للأسد من السنة يريد أن يرى دولة كردية اقتطعت من بلدهم.
ورغم أن الناتو حليف طويل الأمد، فإن الواقع يؤكد أن تركيا اختلفت في جوانب رئيسية عن حلفائها الغربيين منذ عام 2002.

يقول الكاتب
إن الدول الغربية متفقة على ضرورة التخلص من تنظيم الدولة الإسلامية، لكنها تدرك جيدا أن الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة في الأغلب لن تكفي لتحقيق ذلك.

ويؤكد "ألموند" أن الأزمة تكمن في أن إرسال قوات على الأرض قد يكون قرارا شبه مستحيل بسبب التجارب الأمريكية والبريطانية السيئة في العراق وأفغانستان، لذلك فإن كل الأنظار تتجه الآن إلى أنقرة الذي يضمن تدخلها انجاز المهمة، حيث إن من مصلحتها أن تحافظ على استقرار أوضاع الأكراد.

وقال الكاتب إنه رغم الضغوط لم يتحرك الجيش التركي أقوى ثاني الجيوش بحلف الناتو تجاه الوضع السوري عامة وتجاه الوضع في عين العرب "كوباني" بشكل خاص، مؤكدا أن ذكاء أردوغان سيجعله يساوم العالم للقيام بهذا الدور إذا دفع الغرب مقابلا باهظا، وفقط، قد يتمثل في أن يظل الأكراد بلا دولة وبلا جيش أو التفاوض على عضوية بلاده للاتحاد الأوروبي، كما إنه قد يمتنع عن التدخل إذا لم تقدم له ضمانات حال الإطاحة بنظام بشار الأسد.

وينهي الكاتب مقاله بأن خيوط اللعبة في أيدي تركيا الآن، وأنها هي من ستحدد شروطها وقد تفرضها على الجميع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق