عين العرب مكسورة
ما الذي يمنع عبد الملك الحوثي من مواصلة افتراس ما تبقى من اليمن؟
ما الذي يجبر شخصا عرف بالتجربة العملية أن "البلطجة تفيد" وأن الإرهاب الطائفي يثمر، وأن قوة السلاح أعلى من قوة الحق، ما الذي يمنعه من أن يحصل لنفسه على ملك سبأ، إذا كان على رأس الحكم فيها شخص مثل عبد ربه منصور هادي.. شخص يقول للتهافت قم وأنا أقعد مكانك.. شخص كلما تلقى صفعة على خده الأيمن أدار الأيسر؟
كان واضحا منذ الإعلان عما سمي بهتانا "اتفاق مصالحة وطنية" أن الحوثي وجماعته أدركوا أن بوسعهم أن يمضغوا اليمن قطعة قطعة دون أن يقول لهم أحد ماذا تفعلون، إذ كان الإذعان واضحا والاستسلام لغطرسة القوة صارخا، بعد أن اقتيدت صنعاء إلى بلاط الحوثيين مثل أميرة بيعت في سوق النخاسة بلا ثمن.
لقد كان غريبا أن تطلق وسائل الإعلام العربية على صفقة التنازل عن اليمن لصالح جماعة مدججة بالسلاح وبالطائفية "اتفاق مصالحة وطنية" أو معاهدة شراكة سياسية، بينما واقع الأمر كان يؤكد أننا بصدد حاكم ضعيف اختار أن يتخلى عن كل شيء، مقابل احتفاظه بلقب رئيس، حتى لو كان هلاميا لا وجود له ولا فاعلية.
وحدنا نحن -العرب والمسلمين- الذين ينفردون بواحد من طقوس ما قبل اختراع مفهوم الدولة الديمقراطية، وحدنا الذين تسمع عن اختراع عجيب في مجتمعاتنا اسمه "اقتسام السلطة" أو "تقاسم الحكم" وهو اصطلاح لا تجد له وجودا في الدول التي تحترم نفسها و تحترم شعوبها.
إن الإقرار بمبدأ "الاقتسام" في السلطة ينسف القيم الديمقراطية من جذورها، ويحول السلطة إلى شيء يشبه "غنيمة" أو كمية من المسروقات، يجوز تقاسمها بين من يملكون السلاح، ويطلبون نصيبا تحت التهديد بالقوة الباطشة، كما يدور بين عصابات تمرح في الكون الفسيح، بعيدا عن القوانين والدساتير.
العالم كله يعرف شيئا اسمه "الفوز بالسلطة" عبر قنوات سياسية محكومة بقواعد محترمة، ومن خلال آليات ديمقراطية، تقر بشرعية الفائز في سباق الانتخابات، وبأحقيته في أن يمارس الحكم تحت أعين المجالس النيابية، أما في وطننا العربي السعيد فإنهم يتعاملون مع "السلطة" وكأنها امرأة جميلة مخطوفة، يمكن أن يتناوب على افتراسها كل مغامر مسكون بالغطرسة ومدجج بسلاح القبيلة أو الطائفة، والأكثر كارثية أن التعلق بأهداب السلطة، كجسر للوجاهة والنفوذ وليس كمهمة أو تكليف بإدارة البلاد، يجعل أصحابها لا يمانعون في منح أجزاء منها لكل من يمتلك القدرة على التهديد باغتصابها، وهذا ما جرى في اليمن، وفي ليبيا، وحدث أفدح منه في مصر، حين لم يتحمل شركاء الثورة الوليدة أن تؤول السلطة لفصيل منهم عبر عملية انتخابية أقر بسلامتها ونزاهتها الجميع، فراحوا يطالبون بتطبيق مبدأ "الاقتسام" السائد في الدول المتصحرة ديمقراطيا، ثم قرروا الاستعانة بمن يملك الجبروت المسلح لكي ينتزع السلطة، على أن يمنحهم بعض الفتات، غير أن المغامر المغرور بقوته افترسها كاملة لنفسه، مسقطا كل من يمثل تهديدا لانفراده بها.
وما دامت التجربة قد عرفت النجاح في مصر، فلماذا لا يفعلها حوثي اليمن وحفتر ليبيا، وآخرون ينتظرون اللحظة المواتية في أماكن أخرى؟
ولكل هذا وغيره ستبقى عين العرب مكسورة، في كوباني، وفي اليمن والبقية تأتي..
ما الذي يجبر شخصا عرف بالتجربة العملية أن "البلطجة تفيد" وأن الإرهاب الطائفي يثمر، وأن قوة السلاح أعلى من قوة الحق، ما الذي يمنعه من أن يحصل لنفسه على ملك سبأ، إذا كان على رأس الحكم فيها شخص مثل عبد ربه منصور هادي.. شخص يقول للتهافت قم وأنا أقعد مكانك.. شخص كلما تلقى صفعة على خده الأيمن أدار الأيسر؟
كان واضحا منذ الإعلان عما سمي بهتانا "اتفاق مصالحة وطنية" أن الحوثي وجماعته أدركوا أن بوسعهم أن يمضغوا اليمن قطعة قطعة دون أن يقول لهم أحد ماذا تفعلون، إذ كان الإذعان واضحا والاستسلام لغطرسة القوة صارخا، بعد أن اقتيدت صنعاء إلى بلاط الحوثيين مثل أميرة بيعت في سوق النخاسة بلا ثمن.
لقد كان غريبا أن تطلق وسائل الإعلام العربية على صفقة التنازل عن اليمن لصالح جماعة مدججة بالسلاح وبالطائفية "اتفاق مصالحة وطنية" أو معاهدة شراكة سياسية، بينما واقع الأمر كان يؤكد أننا بصدد حاكم ضعيف اختار أن يتخلى عن كل شيء، مقابل احتفاظه بلقب رئيس، حتى لو كان هلاميا لا وجود له ولا فاعلية.
وحدنا نحن -العرب والمسلمين- الذين ينفردون بواحد من طقوس ما قبل اختراع مفهوم الدولة الديمقراطية، وحدنا الذين تسمع عن اختراع عجيب في مجتمعاتنا اسمه "اقتسام السلطة" أو "تقاسم الحكم" وهو اصطلاح لا تجد له وجودا في الدول التي تحترم نفسها و تحترم شعوبها.
إن الإقرار بمبدأ "الاقتسام" في السلطة ينسف القيم الديمقراطية من جذورها، ويحول السلطة إلى شيء يشبه "غنيمة" أو كمية من المسروقات، يجوز تقاسمها بين من يملكون السلاح، ويطلبون نصيبا تحت التهديد بالقوة الباطشة، كما يدور بين عصابات تمرح في الكون الفسيح، بعيدا عن القوانين والدساتير.
العالم كله يعرف شيئا اسمه "الفوز بالسلطة" عبر قنوات سياسية محكومة بقواعد محترمة، ومن خلال آليات ديمقراطية، تقر بشرعية الفائز في سباق الانتخابات، وبأحقيته في أن يمارس الحكم تحت أعين المجالس النيابية، أما في وطننا العربي السعيد فإنهم يتعاملون مع "السلطة" وكأنها امرأة جميلة مخطوفة، يمكن أن يتناوب على افتراسها كل مغامر مسكون بالغطرسة ومدجج بسلاح القبيلة أو الطائفة، والأكثر كارثية أن التعلق بأهداب السلطة، كجسر للوجاهة والنفوذ وليس كمهمة أو تكليف بإدارة البلاد، يجعل أصحابها لا يمانعون في منح أجزاء منها لكل من يمتلك القدرة على التهديد باغتصابها، وهذا ما جرى في اليمن، وفي ليبيا، وحدث أفدح منه في مصر، حين لم يتحمل شركاء الثورة الوليدة أن تؤول السلطة لفصيل منهم عبر عملية انتخابية أقر بسلامتها ونزاهتها الجميع، فراحوا يطالبون بتطبيق مبدأ "الاقتسام" السائد في الدول المتصحرة ديمقراطيا، ثم قرروا الاستعانة بمن يملك الجبروت المسلح لكي ينتزع السلطة، على أن يمنحهم بعض الفتات، غير أن المغامر المغرور بقوته افترسها كاملة لنفسه، مسقطا كل من يمثل تهديدا لانفراده بها.
وما دامت التجربة قد عرفت النجاح في مصر، فلماذا لا يفعلها حوثي اليمن وحفتر ليبيا، وآخرون ينتظرون اللحظة المواتية في أماكن أخرى؟
ولكل هذا وغيره ستبقى عين العرب مكسورة، في كوباني، وفي اليمن والبقية تأتي..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق