القصيدة الأولي.. قصيدة فرعون التي كتبها البطل يوسف صديق
لا يتحدث الكثيرون عن دلالات قصيدة فرعون التي نظمها البطل يوسف صديق في الرئيس عبد الناصر وموجها الخطاب إليه مباشرة بوصفه فرعون مصر، وهي قصيدة قد توصف بالضعف الفني، لكن محتواها الصادق والمفارق لا يدع لهذا الوصف سبيلا، فقد لقيّ البطل يوسف منصور صديق من الرئيس جمال عبد الناصر مثل ما لقي الرئيس محمد نجيب والآخرون، ومن الطريف أن الناصريين ابتدعوا في تاريخهم فكرة أن الرئيس محمد نجيب لم يكن يستحق المجد لأنه كان واجهة للثورة فحسب، فما بالنا بالرجل الذي أنقذ الثورة، وأنفذها ونفذها بكل بطولة وجسارة وحب وهو البطل يوسف منصور صديق. فلماذا أهانوه وسجنوه وعذبوه، وسجنوا زوجته، وأهالوا التراب عليه وعلى التاريخ المشرف لمن كانوا معه من اليسار؟
هذه أبيات من تلك القصيدة التي كتبها ذلك البطل اليساري يوسف منصور صديق بنفسه عن مأساته هو وزوجته السيدة علية توفيق في سجون الرئيس عبد الناصر، الذي كان أول حاكم مصري يسجن الضباط في السجن الحربي. كما كان، بلا فخر، أول من سجن السيدات المصريات.
ومن الطريف الذي يتناقله الشباب أن هذا لبطل كان في وسعه أن يستولى على الثورة التي نفذها ليلة 23 يوليو\تموز لأنه ببساطة شديدة هو الذي قاد القوات واستولى بها على مقر القيادة، بينما كان عبد الناصر وعبد الحكيم عامر متنكرين في زيهما المدني بالقرب من موقع تحركات الثورة، وهو ما دفع بأحد جنود يوسف صديق إلى الارتياب فيهما والقبض عليهما واصطحابهما إلى من كان واضحا أنه قائد الثورة وهو يوسف صديق نفسه، الذي أطلق سراحهما وكان بوسعه أن يتركهما يعدمان على يد الثوار بسبب حركتهما المريبة، وهو المعنى الذي أشار إليه بوضوح شديد في القصيدة، التي تُعد ببساطة شديدة قبسا من النور الكفيل بتبديد الظلم الناصري لبطل أسطوري:
ألا أي هذا الدعي اللعين
ألا أي هذا الشقي الحرون
لبست المسوح وضللتنا
ولما حكمت كشفت الفنون
أ فرعون مصر وجبارها
صحوت لها من وراء القرون
وناديت في الناس أني إله
وأنتم عبيد ولي تسجدون
سجنت النساء ولم تحترم
وقار الشيوخ وطول الذقون
أعرضي يباح ويلقي به
على ناظريك بقاع السجون
وكل رجالي غدرت بهم
أكل رجالي من المجرمين؟
ولما وقعت وعبد الحكيم
بأسر رجالي وما يعلمون
وقد كنت مختفيا في ثياب
تباعد عنك مثار الظنون
فأنقذت روحيكما من هلاك
ورحت بروحي ألاقي المنون
أحقق في الله ما أبتغي
وما كنت أحبكم تبتغون
القصيدة الثانية
قصيدةالزعيم اليمني العظيم الشاعر محمد محمود الزبيري في عبد
الناصر
هذه القصيدة حافلة بوصف ضجر اليمنيين من عبد الناصر وحاشيته وعاصفته، وهو ضجر امتد حتى شمل السلال والضباط الذين ذهب جمال لنصرتهم، فإذا به هو والملك فيصل عليهما الرحمة يحيلان اليمن إلى أرض محروقة؛ فلما حاول الزبيري، وهو مثقف اليمن الأول وشاعرها، ووزير معارفها ونائب رئيس وزراء الثورة فيها النأي باليمن عن العسكر والملكيين استشهد نهارا جهارا عيانا بيانا، في ١٩٦٥ لكنه ترك من الوطنية والشعر مالم يصل إليه عربي آخر في العصر الحديث، لولا أن مصر شوفونية ولولا أن العالم الحر أعشى !!! ولله الأمر من قبل ومن بعد!!
يقول الزبيري بدون ذكر للأسماء:
العسكري بليد للأذى فطن
كأن إبليس للطغيان رباه
عن الحقيقة أعمى ليس يبصرها
وللنصيحة يبقى فاغراً فاه
كل الحقائق عنه صارت مغيبة
الا حقيقة أن "الحاكم" الله
تراه يطرب في سماع سيده
وينفجر غضباً إن قلت أواه
ودائماً يسعى في كد وفي تعب
وفي النتيجة لا مال ولاجاه
يحمي اللصوص به بعض عورتهم
فإن تخلى عن بابهم تاهوا
يرمي الرصاص على الأطفال مبتهجاً
ويرتمي ليقبل رجل مولاه
للاقتراع يساق خاضعاً فرحاً
كما يساق خروف نحو مرعاه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق