إختلال القوة القيادية فى اﻷمة؛ ظاهرة متكررة
(2)
أ.د حامد ربيع
أزمة قيم
إن خصائص الكثير من الطبقات القيادية التي تسيطر على مصير الأمة العربية، والتي يتعين علينا أن نتأمل معها تتمركز – وبغض النظر عن نسبية هذا الخصائص واختلافها قوة وضعفًا، في مختلف أجزاء تلك الأمة – حول متغيرات أربعة:
المتغير الأول: يدور حول طبيعة المنطق القيادي، فهو منطق متخلف، إنه يمثل تقاليد عفا عليها الزمن، ومن ثم لم يستطع أن يستوعب حقيقة التطورات التي تعيشها الأمة، وقد انفصل عن الطبقات المحكومة ليعيش في أبراج عاجية، تسودها الأنانية والتجمد وعدم وضوح الرؤية.
وقد ترتب على ذلك المتغير الثاني: وهو يدور حول حقيقة نراها في كل مناسبة، ونشاهدها بحزن وألم دون أن نستطيع منها فكاكا، كيف أن هذا النوع من القيادات غير قادر على فهم حقيقة الموقف الذي تعيشه أمتنا، فهي من جانب تبالغ في إعطاء الأشياء التافهة أهمية لا تملكها، وهي من جانب آخر تمر أمامها الحقائق والوقائع الخطيرة الحاسمة فلا تشعر بها، ولا بخطورتها، وإن تنبهت لذلك فكل ما تفعله لا يعدو الصراخ والعويل.
إن خصائص الكثير من الطبقات القيادية التي تسيطر على مصير الأمة العربية، والتي يتعين علينا أن نتأمل معها تتمركز – وبغض النظر عن نسبية هذا الخصائص واختلافها قوة وضعفًا، في مختلف أجزاء تلك الأمة – حول متغيرات أربعة:
المتغير الأول: يدور حول طبيعة المنطق القيادي، فهو منطق متخلف، إنه يمثل تقاليد عفا عليها الزمن، ومن ثم لم يستطع أن يستوعب حقيقة التطورات التي تعيشها الأمة، وقد انفصل عن الطبقات المحكومة ليعيش في أبراج عاجية، تسودها الأنانية والتجمد وعدم وضوح الرؤية.
وقد ترتب على ذلك المتغير الثاني: وهو يدور حول حقيقة نراها في كل مناسبة، ونشاهدها بحزن وألم دون أن نستطيع منها فكاكا، كيف أن هذا النوع من القيادات غير قادر على فهم حقيقة الموقف الذي تعيشه أمتنا، فهي من جانب تبالغ في إعطاء الأشياء التافهة أهمية لا تملكها، وهي من جانب آخر تمر أمامها الحقائق والوقائع الخطيرة الحاسمة فلا تشعر بها، ولا بخطورتها، وإن تنبهت لذلك فكل ما تفعله لا يعدو الصراخ والعويل.
إنها بعبارة أخرى، لا تملك القدرة لا على أن تعطي كل موقف وزنه الحقيقي، ولا على أن تتعامل مع الموقف من منطلق الفاعلية والقدرة الواعية، والسبب في ذلك لا يعود فقط إلى تخلف تلك القيادات، بل وكذلك إلى نقص ثقافتها السياسية بالمعنى القومي والاستراتيجي.
أما المتغير الثالث: والذي يمثل الخطورة الحقيقة فهو الكذب، الذي تعودت هذه القيادات على ممارسته بعناد وصلابة، حتى انتهت بأن تصدق هي ذاتها تلك الأكاذيب، يساعدها على ذلك خوف من فقدان السلطة، أضحى تقليدًا، واستعداد من المواطن للتملُّق وقد تحوَّل إلى سلوكٍ ثابت؛ بِحَيْثُ صار شرطًا أساسيًّا لِلحصول على المنفعة التي بِدَوْرها أضْحَتْ هي وحده مِحْوَر التَّعامُل بَيْنَ الحاكم والمَحكوم، إنَّ الوُصُوليَّة قد وجدت في كل مجتمع بشري، وعرفها كلُّ نِظامٍ سياسي، ولكنَّ القائِدَ الحصيف، هو الذي يعرف أنَّ لكل شَيْءٍ موضعه، البعض يعتقد أنَّ الكَذِبَ هو تعبيرٌ عن الدهاء والقدرة على التلاعب بالموقف، ويتصوَّرُ أنَّ هذه هي المكيافيلية المثاليَّة، ولكنَّ هناك فارقًا بين الخديعةِ في مُعاملة العدوِّ، والكذب في التَّعامل مع الموقف، الأوَّل يعني أخْذَ الخصْمِ على غِرَّة، أمَّا الثَّاني فهو تعبير عن عدم الإدراك الذاتي لحقيقة الموقف.
وهذا يقودنا إلى المتغير الرابع: الذي هو النتيجة اللازمة والمنطقة لعنصر الكذب، حيث نرى هذه القيادات العربية في معظمها لا تفهم.. ولا تعرف.. ولا تقبل فن المناقشة، وهي لم تعد ترى في المناقشة وسيلة للوصول إلى ا لكمال، وإنما هي أسلوب من أساليب التعبير عن عدم الاحترام، إن عدم تقبل المبارزة المنطقة ليس إلا النتيجة الطبيعية لعدم الثقة في الذات، وهي لا تقتصر على القيادات التقليدية، بل لقد لمسنا نفس هذه الظاهرة في أكثر من تطبيق واحد، بصدد العالم المتخصِّص بالذات وقد أتيحت له فرصة الانتقال إلى العمل السياسي، فإذا به وقد فقد جميع صفات الممارسة العلمية، التي أساسها الانفتاح الفكري وتقبل مقارعة الحجة بالحجة، كأساس لتنقية المنطق من الشوائب، ويضخم من هذه الظاهرة نتيجة أخرى منطقية للعامل النفسي المتستر خلف هذه الحقيقة، أي عدم الثقة بالذات، فالقيادات هذه وهي ترفض المناقشة، فإنها إذا فرضت عليها المبارزة المنطقية تنتقل ببساطة وسهولة إلى الإسفاف والبذاءة
أما المتغير الثالث: والذي يمثل الخطورة الحقيقة فهو الكذب، الذي تعودت هذه القيادات على ممارسته بعناد وصلابة، حتى انتهت بأن تصدق هي ذاتها تلك الأكاذيب، يساعدها على ذلك خوف من فقدان السلطة، أضحى تقليدًا، واستعداد من المواطن للتملُّق وقد تحوَّل إلى سلوكٍ ثابت؛ بِحَيْثُ صار شرطًا أساسيًّا لِلحصول على المنفعة التي بِدَوْرها أضْحَتْ هي وحده مِحْوَر التَّعامُل بَيْنَ الحاكم والمَحكوم، إنَّ الوُصُوليَّة قد وجدت في كل مجتمع بشري، وعرفها كلُّ نِظامٍ سياسي، ولكنَّ القائِدَ الحصيف، هو الذي يعرف أنَّ لكل شَيْءٍ موضعه، البعض يعتقد أنَّ الكَذِبَ هو تعبيرٌ عن الدهاء والقدرة على التلاعب بالموقف، ويتصوَّرُ أنَّ هذه هي المكيافيلية المثاليَّة، ولكنَّ هناك فارقًا بين الخديعةِ في مُعاملة العدوِّ، والكذب في التَّعامل مع الموقف، الأوَّل يعني أخْذَ الخصْمِ على غِرَّة، أمَّا الثَّاني فهو تعبير عن عدم الإدراك الذاتي لحقيقة الموقف.
وهذا يقودنا إلى المتغير الرابع: الذي هو النتيجة اللازمة والمنطقة لعنصر الكذب، حيث نرى هذه القيادات العربية في معظمها لا تفهم.. ولا تعرف.. ولا تقبل فن المناقشة، وهي لم تعد ترى في المناقشة وسيلة للوصول إلى ا لكمال، وإنما هي أسلوب من أساليب التعبير عن عدم الاحترام، إن عدم تقبل المبارزة المنطقة ليس إلا النتيجة الطبيعية لعدم الثقة في الذات، وهي لا تقتصر على القيادات التقليدية، بل لقد لمسنا نفس هذه الظاهرة في أكثر من تطبيق واحد، بصدد العالم المتخصِّص بالذات وقد أتيحت له فرصة الانتقال إلى العمل السياسي، فإذا به وقد فقد جميع صفات الممارسة العلمية، التي أساسها الانفتاح الفكري وتقبل مقارعة الحجة بالحجة، كأساس لتنقية المنطق من الشوائب، ويضخم من هذه الظاهرة نتيجة أخرى منطقية للعامل النفسي المتستر خلف هذه الحقيقة، أي عدم الثقة بالذات، فالقيادات هذه وهي ترفض المناقشة، فإنها إذا فرضت عليها المبارزة المنطقية تنتقل ببساطة وسهولة إلى الإسفاف والبذاءة
ذات صلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق