صراخ، فصراخ، ثم لهاث، فصوت المنشار والتقطيع.. «سي إن إن» تنشر تفاصيل الدقيقة الأخيرة في حياة خاشقجي
الصحافي الراحل جمال خاشقجي أثناء دخوله القنصلية/رويترز
ذكرت شبكة CNN الإخبارية، الأحد 9 ديسمبر/كانون الأول، أن كلمات الصحافي السعودي جمال خاشقجي الأخيرة كانت «لا أستطيع التنفس»، وذلك بالاستناد إلى مصدر قرأ النص المكتوب لما تضمنه التسجيل الصوتي للحظات الأخيرة لخاشقجي قبل مقتله.
وقال المصدر للشبكة الأميركية إن النص المكتوب أظهر بشكل واضح أن القتل كان متعمداً، مشيراً إلى أن عدة مكالمات هاتفية قد أُجريت للإفادة حول سير تقدم العملية.
ولفتت CNN الى أن المسؤولين الأتراك يعتقدون أن هذه الاتصالات كانت مع مسؤولين كبار في الرياض.
وقُتل خاشقجي الذي كان يكتب لصحيفة «الواشنطن بوست» بعد وقت قصير على دخوله إلى قنصلية بلاده في إسطنبول في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأضافت «CNN» أن النص المكتوب للتسجيل المروّع يتضمن وصفاً لمقاومة خاشقجي لقاتليه، وإشارات إلى أصوات لجسد الصحافي بينما «يجري تقطيعه بمنشار».
وخلال مسار «العملية البشعة»، يصف المصدر «كفاح» خاشقجي ضد مجموعة من الأشخاص العازمين على قتله، مضيفاً أن خاشقجي قال: «لا أستطيع التنفس» 3 مرات.
ويبدأ نص التسجيلات الصوتية منذ لحظة دخول خاشقجي إلى القنصلية السعودية بإسطنبول. وقال المصدر إن خاشقجي انتبه فور دخوله القنصلية تقريباً أن الأمور ليست على ما يرام عندما رأى أحد الأشخاص الذين قابلوه، وسأله خاشقجي: ماذا تفعل هنا؟
وقال المصدر إن الصوت الذي جرى التعرف عليه في التسجيلات هو ماهر عبدالعزيز المطرب، دبلوماسي سعودي سابق وضابط بالاستخبارات يعمل لدى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وقال الرجل الذي ظهر صوته في التسجيلات لخاشقجي: «سوف تعود».
وردَّ عليه خاشقجي: «لا يمكنك فعل ذلك… هناك أشخاص ينتظروني بالخارج».
ودون أي مناقشات أخرى بين خاشقجي والرجل الذي تحدث معه، بحسب المصدر، تشير التسجيلات إلى أن عدة أشخاص هاجموا خاشقجي وتبع ذلك ضوضاء وسرعان ما كان خاشقجي يكافح من أجل الحصول على هواء.
وقال المصدر إن صوت خاشقجي كان مسموعاً وسط الضوضاء وهو يكرر أنه غير قادر على التنفس. ورغم مناشدته اليائسة، كانت آخر كلمات مسموعة له في التسجيلات هي: «لا أستطيع التنفس».
وقال المصدر إن السلطات التركية حددت صوت أحد هؤلاء الأشخاص بأنه صلاح محمد الطبيقي، الطبيب الشرعي السعودي، وكانت الأسماء المحددة في نص التسجيلات بالإضافة إلى خاشقجي هما الطبيقي والمطرب فقط. ويحاول نص التسجيلات الصوتية شرح الضوضاء المسموعة بطريقة تشبه النص الذي يظهر على فيلم عندما توجد أصوات بلا حوار. «صراخ» «صراخ» «لهاث» بعدها يشير النص إلى أصوات أخرى «منشار» «تقطيع»
ويظهر صوت الطبيقي «ينصح الأشخاص الآخرين في الغرفة لمساعدتهم على التعامل مع المهمة المروعة»، بحسب المصدر، ويقول: «ضعوا سماعاتكم، أو استمعوا إلى الموسيقى مثلي». وخلال العملية، يفيد نص التسجيلات بإجراء المطرب 3 مكالمات هاتفية على الأقل. ولم يحدد نص التسجيلات لحظة مقتل خاشقجي.
وقال المصدر إن المطرب كان يبلغ شخصاً ما، تعتقد السلطات التركية أنه في الرياض، بتفاصيل ما يحدث خطوة بخطوة. ويشير نص التسجيلات الصوتية إلى «صوت تقطيع جثة خاشقجي بمنشار»، فيما نُصح المعتدون بالاستماع إلى الموسيقى للتغطية على صوت التقطيع. وأعدت النص الأصلي أجهزة المخابرات التركية، لكن «سي إن إن» قالت إن مصدرها قرأ نسخة مترجمة واطلع على التحقيق في الجريمة.
نص محادثات بين خاشقجي ومعارض سعودي
كانت قناة «سي إن إن إنترناشيونال» الأميركية، قالت الأحد 2 ديسمبر/كانون الأول 2018، إن محادثات عبر تطبيق «واتس آب» قد تكون وراء مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، حيث انتقد في بعضها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
ونشرت القناة نص محادثات عبر تطبيق واتس آب، بين خاشقجي والناشط السعودي عمر بن عبد العزيز المقيم في كندا.
وأشارت «سي إن إن» إلى فرضية أن تكون محادثات خاشقجي مع عمر بن عبد العزيز، التي انتقد فيها ولي العهد السعودي بشدة، أحد العوامل التي دفعت إلى قتله.
وأوضحت أن خاشقجي كان على تواصل مع الناشط عمر بن عبد العزيز منذ أكتوبر/تشرين الأول 2017، مشيرة إلى أنها حصلت من الأخير على أكثر من 400 محادثة واتس آب، تتضمن تسجيلات صوتية وصوراً ومقاطع فيديو. وأضافت أن عبد العزيز تواصل مع خاشقجي عبر واتس آب حتى أغسطس/آب 2018، ثم انتقل تواصلهما عبر واسطة أخرى بعد اكتشافه أن هاتفه تتم مراقبته. كما وصف خاشقجي محمد بن سلمان بـ «الوحش»، الذي بإمكانه أن يلتهم الجميع في طريقه (إلى السلطة)، بمن فيهم مؤيدوه. وفي تصريحاته لقناة «سي إن إن» ذكر بن عبد العزيز أنه وخاشقجي كانا قد شرعا في محادثتهما التخطيط لإطلاق حركة شبابية عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمحاسبة النظام السعودي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق