الجمعة، 6 ديسمبر 2024

لله ثمّ للتاريخ ..

 لله ثمّ للتاريخ ..

د. عز الدين الكومي


تابعت دخول المجاهدين في الشمال السوري خلال عملية “ردع العدوان” إلى ريف حلب الغربي ، ومدينة حلب لتحريرها من أيدي العصابة الأسدية المدعومة من المليشيات الإيرانية الصفوية وحزب الله .. فقد قدّم المجاهدون نموذجاً في غاية الرقي ؛ من خلال البيانات والتطبيق على الأرض لحماية الممتلكات العامة والخاصة ، والحفاظ على الأرواح ..


وهكذا كان المسلمون على مدار تاريخهم في فتوحاتهم وجهادهم .. رحمة وليس انتقاما ..


فقد علمنا ما قاله خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم “الخليفة أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- لقادة الجيش الإسلامي قبل فتح الشام ، حيث قال لهم : 

“لا تَخونوا ، ولا تغُلُّوا ، ولا تغدروا ، ولا تُمثّلوا ، ولا تقتلوا طفلاً صغيرًا ، ولا شيخًا كبيرًا ، ولا امرأة ، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه ، ولا تقطعوا شجرةً مثمرة ، ولا تذبحوا شاةً ولا بقرة ولا بعيرًا إلا لمأكلة ، وسوف تمرُّون بأقوامٍ قد فرّغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرّغوا أنفسهم له” ..


فلم يكن في حروب الإسلام قتل عشوائي ، أو قتل على الهوية ، أو تدمير الممتلكات وإهلاك الحرث والنسل ، أو سياسة الأرض المحروقة وتدمير دُور العبادة أو إيذاء المنقطعين إليها حتى ولو كانوا غير مسلمين ..


وعندما نقارن بين مشهد دخول المجاهدين إلى مدينة حلب وبين مشهد المليشيات الإيرانية الصفوية ومليشيات حزب الله عندما تمكنوا من المدن والقرى والبلدات السورية وكيف عاثت في الأرض فساد قتلاً ونهباً وأغتصاباً وإذلالاً وتعفيشاً “سرقة الممتلكات” باللهجة السورية ولم يرقبوا في مؤمن إلّاً ولا ذمة ..


نرى الفرق الشاسع بين أخلاق الإسلام الحقيقي وأخلاق مُدَّعي الإسلام الذين هم أسوأ من الحيوانات المفترسة ..


وكما قال الشاعر بن الصيفي التميمي الملقب بشهاب الدين : 

“حكمنا فكان العفوُ منّا سجيّةً .. فلمّا حكمتم سال بالدم أبطح ..

وحلَّلتمُ قتل الأسارى وطالما .. غدونا على الأسرى فنعفو ونصفحُ .. فحسبكم هذا التفاوت بيننا .. وكل إناء بالذي فيه ينضحُ” ..


فعندما تمكن الهالك “قاسم سليماني” من دخول حلب أمر بقصف المسجد الأموي ؛ ذاك المسجد الذي شيده الوليد بن عبد الملك ، وتمّ تدمير المئذنة وأحرقت جنباته وخُرِّبتْ قاعات الصلاة فيه ، و تعرض مصلى النساء أثناء المعارك لعملية حرق كاملة ..


أما في قرية المالكي فقد اقتحمت قوات النظام الأسدي مدعومة بعناصر من الميليشيات الشيعية الأجنبية والمحلية القرية ، وقاموا بإعدام عدد كبير من أهالي القرية بالرصاص ، من بينهم أطفال ونساء وشيوخ وشباب ، إضافة إلى عمليات تعذيب جسدي وحرق للمنازل عبر رشها بالبنزين وإشعال النار فيها ، فيما عرف بمجزرة قرية المالكية بريف حلب فبراير 2013 ..


وفي قرية تل شغيب “ريف حلب الشرقي” أعدمت مليشيات تابعة لحزب الله 6 شبان من أهالي القرية ، ثم أحرقوا جثثهم ، كان ذلك في مارس 2013 ..


وفي قرية العدنانية “ريف حلب” أعدمت مليشيات حزب الله اللبناني أشخاصاً ، عثر على جثثهم ملقاة في القرية ، وقد تبين لاحقاً أن القتلى من المجاهدين ، وقعوا أسرى لدى ميليشيات حزب الله في مارس 2013 ..


وفي إبريل 2013 وقعت مجزرة قرية عامود “ريف حلب” حيث تم توثيق مقتل 15 شاباً عثر على جثثهم في أحد الآبار في القرية ، وبحسب الشهادات فإنّ المتهم بارتكاب المجزرة هو حزب الله اللبناني لوجود حاجز لعناصر الحزب قريب من القرية الواقعة في ريف حلب الشمالي ..


وفي قرية رسم النفل “ريف حلب” – حزيران 2013 – حينما سيطرت قوات النظام الأسدي بمشاركة ميليشيات الشيعية على بلدة “رسم النفل ” ، ونفذت عشرات عمليات الإعدام الميداني للنساء والأطفال والرجال والعجائز ، وقد سجّل ما لا يقل عن191 إعداما ميدنياً ، بينهم 21 سيدة ، و27 طفلاً ..


وفي مجزرة المزرعة “ريف حلب” حزيران 2013 قامت قوات النظام مدعومة بميليشيات من حزب الله اللبناني بقتل عشرات الأشخاص من قرية المزرعة الصغرى ، بينهم نساء وأطفال ، ثم قاموا برمي قسم من الجثث في بئر القرية ، وأحرقوا القسم الآخر من الجثث ..


وفي مجزرة “خناصر” فبراير 2014 وقعت مجزرة ارتكبتها المليشيات الشيعية الإيرانية ومليشيات حزب الله ، وقد اكتشفت عن طريق الصدفة عندما سيطرت قوات النظام النصيري الطائفي الحاقد وميليشيا حزب الله ولواء ذو الفقار العراقي وقامت بقصف عنيف على المنطقة تبين بعد ذلك أن قوات النظام والمليشيات الشيعية قاموا بإعدام 35 شخصا بينهم نساء وأطفال وشيوخ ، ومن ضمنهم عائلات بأكملها من الجد وحتى الأحفاد ، وتمّ اكتشاف بعض الجثث المتفحمة تماما وقد طمست معالمها فيما كانت الجثث الأخرى عليها أثار التنكيل ..


كما اعتقلت عناصر من لواء “أبو الفضل العباس” عدداً من الشباب من مبنى المركز الثقافي في بلدة خناصر ، ثم جمعوهم في الساحة العامة معصوبي العينين ، ثم أسندوهم إلى الجدار وأطلقوا النار عليهم بغزارة ، مما تسبب في مقتل 26 شاباً ..


كما نشرت صفحات لواء “ذو الفقار” صورا لضحايا تم قتلهم والتنكيل بجثثهم في “النبك” ، مما جعل مدينة النبك تعيش حالة من الخوف ، والرعب نظراً لعدد القتلى الذين تم قنصهم وإعدامهم أو قصفهم في بيوتهم لدرجة أن بعض من تمّ قنصهم في الشارع لم يستطع أحد أن يسحب جثثهم ، وبقيت الجثث ملقاة على الأرض لأيام ..


ببساطة شديدة هذا هو الفارق بين من يسعى لتحرير وطنه من العصابات الفاسدة الجاثمة على صدره ويتطلع للحياة الكريمة والحرية .. وبين المليشيات المتعطشة للدماء وارتكاب المجازر بزعم المقاومة والممانعة والشعارات الجوفاء مثل “الموت لأمريكا” !!!! وهلمّ جرا ..


نسأل الله تعالى أن ينصر عباده المجاهدين في سبيله في كلّ مكان ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق