ثورة الشام المباركة كيف نستكمل بناءها وكيف نحميها؟
البناء القويم والعمل التراكمي الرشيد صمام الأمان
من نافلة القول إن الغرب الذي تقوده أمريكا بعقل صهيوني فظيع، كان ولا يزال وسيبقى باحثا عن أحجار شطرنج خاضعة له وتدير أعماله القذرة في مناطق نفوذه الواعدة، وأرض مصر والعراق والشام من أهمها وعلى رأسها.
فأن لم يجد أحجار شطرنج مطيعة خاضعة وجاهزة، فإنه يصنعها على عينه لتكون لمخططاته مناسبة.
لا ينبغي أن يتصور أي منا أن الغرب الذي وقف مع الثورات قبل عقد ونصف -بمكر ودهاء- حتى أفشلها وأبطلها وانقلب عليها وفككها،
هو غير الغرب الذي يقف اليوم مغازلا ثوار الشام! بل هو نفسه وقد ازداد خبرة ودهاء ومد يديه ورجليه في كل تنظيم وفي كل ساحة!
إن المد الثوري الواجب والمشروع والممدوح يجب أن يستفيد من سالف تجربته وعموم تجارب المنطقة،
فالغرب وأمريكا ليسوا آلهة ولا قدرا مفروضا علينا، بل هم بشر يخطئون ويصيبون ويخيبون في بعض سعيهم، ولكنهم يتداركون أمرهم سريعا لسببين،
أولهما تواضعهم أمام أخطائهم،وثانيهما فقرهم لكل ما ينفعهم وبحثهم عن كل ما يفيد تحقيق مخططاتهم.
لا شك بأن الثورة الشامية من أزكى وأنبل الثورات التي شهدتها المنطقة
سواء في عناوينها الرئيسية أو تضحياتها العظيمة أو قياداتها الرفيعة،
ولكن جميع ما سبق لا يحول دون الوقوع في الخطأ، وذلك إن لم تحدث المراجعة النقدية الواجبة الى جانب البناء الواعي لتحديات المستقبل القريب والساخنة.
التماهي مع الإرادة الدولية
إن الخطأ القاتل الذي يمكن أن يحول بعض الكيانات الثورية لأحجار على رقعة الشطرنج الأمريكية الصهيونية -من غير دراية ولا قصد-هو التماهي مع الإرادة الدولية في ظل التقاء إرادتها المغرضة مع الإرادة الثورية المشروعة والمحقة والساعية للتغيير!
إن التدفق الثوري والامتداد الأفقي السريع للثوار لا ينبغي أن يقفز عن معقولية التمكن من إدارة المناطق والمدن،
وعدم السماح للظروف الحالية أن تقودها إلى فوضى عمية -من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعسكرية-
ينفذ منها الخصوم حتى ترتد على حواضن الثورة وتوصل بعضهم للكفر بها وللردة!
إن العاقل يدرك أن فرصة تحقيق الثورة قبل عشر سنوات من الناحية الموضوعية الدولية والإقليمية والداخلية كانت أكبر حظا من الآن،
لاسيما بعد أن أتلفت أمريكا العراق وأحاطت بمصر وأخضعت الخليج وأخرجت القضية الفلسطينية عن الخدمة في المدى المتوسط،
وكذلك بعد أن حضر الأمريكان بكامل قوتهم وحطوا رحالهم في كل زاوية، واستعلى اليهود
حتى باتوا يقصفون أي مدينة في أي دولة دون مراجعة دولية فاعلة ولا هي نافذة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق