الخميس، 29 مايو 2025

خنساء غزة... آلاء النجار

ربيع الكلمات

خنساء غزة... آلاء النجار




يحيى. راكان. رسلان. جبران. إيف. ريفان. سيدين. لقمان. وسيدرا. هؤلاء أبناء الدكتورة آلاء النجار، خنساء هذا العصر، ولديها 10 أبناء، وفي واحدة من أكثر المآسي إيلاماً في قطاع غزة، فقدت الطبيبة الفلسطينية تسعة من أطفالها في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزل عائلتها.

وكانت النجار، وهي طبيبة أطفال تعمل في قسم الطوارئ بمجمع ناصر الطبي، تؤدي واجبها الإنساني في إنقاذ أرواح الأطفال، بينما وقع القصف على منزلها، مما أدى إلى مقتل تسعة من أبنائها، الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و12 عاماً. الناجي الوحيد من هذه الفاجعة كان ابنها آدم، البالغ من العمر 11 عاماً، والذي نُقل إلى العناية المركزة بعد إصابته بجروح خطيرة، بالإضافة إلى زوجها الطبيب حمدي النجار الذي أُصيب أيضاً.

أي فاجعة وأي مصيبة حلّت على الدكتورة آلاء، وعند تلقيها نبأ الفاجعة، عبّرت عن إيمانها العميق قائلة: «بل أحياء عند ربهم يُرزقون».

وذكرت شقيقة الدكتورة آلاء النجار، سحر النجار، وهي تعمل صيدلانية في قطاع غزة، أن شقيقتها «تلقت نبأ مقتل أطفالها التسعة وهي تحاول إنقاذ حياة  أطفال آخرين في (مجمع ناصر الطبي) حيث تعمل     طبيبة أطفال، وظلت تركض في الشارع باتجاه        المنزل كي تتمكّن من إلقاء نظرة وداع عليهم، لكننا لم نستطع تمييز الجثث. كلهم أشلاء... كلهم متفحمون».

وأفادت روت تيزيانا روجيو، الطبيبة الإيطالية المتطوعة بمستشفى «ناصر» الطبي بقطاع غزة، أن حالة الدكتورة آلاء 

«ليست الأولى التي يُكسر فيها قلب أحد العاملين بالمجال الطبي بمقتل أو جرح أحد الأقارب».   

مشاهد قتل الأطفال اليومية في غزة وما حصل لأبناء الدكتورة النجار لا تُحتمل، ويصعب ونحن في هذا العصر أن نصدق بأن هناك جيشاً نظامياً يطلق الصواريخ على الأطفال والنساء والعزّل بهذه الهمجية كما يفعل الصهاينة في غزة، لدرجة أن الأطفال ينامون ولا يستيقظون من النوم لأنهم أصبحوا في عداد الأموات، كم هو مجرم مَنْ يقوم بقتلهم ومَنْ يعين القاتل على ذلك وستدور الدوائر عليه لأن الأيام دول.

ما يحدث من جرائم همجية في قطاع غزة يجعل الإنسان يفقد الثقة بالمجتمع برمته، لأن أي عاقل يستطيع أن يميز بين الظالم والمظلوم ما عدا أصحاب الهوى الذين يشمتون بالدماء وهي تسيل، كيف يتم منع المظلوم بالدفاع عن نفسه بل ويجدون المبررات للظالم الذي يقتل بكل سادية ووحشية؟

أي نوع من السلام يريدونه وهم يدعمون المتعدي بكل ما يملكون من أسلحة محرّمة دولياً وغير محرّمة!، وأي نوع من السلام يتحدثون عنه ومقياسهم التفوق العسكري لطرف على حساب الآخر، نعم... 

العالم العربي والإسلامي يريد السلام ولكن ليس سلام الغلبة والتسلّط، سلام قتل الأطفال وهدم البيوت ودور العبادة، سلام الحصار والتجويع والتركيع، وسلام تكون فيه الدماء بلا قيمة تذكر، سلام الظلم والتسلط والجور.

ما هو ومن أي نوع ميزان الدول إذا كان عدوان الصهاينة وقتل الأطفال هو دفاع عن النفس، ومقاومة شعب غزة للعدوان الصهيوني هو عدوان وانتهاك لأمن الصهاينة، ويغضب العالم من أجل حقوق الحيوان والإنس والجن والجماد ومخالفي الفطرة السليمة...! 

بينما أن يقتل الصهاينة الأطفال والنساء وتدمير المستشفيات المحرّمة في القانون الدولي المساس بها فلا أحد يتحدث أو ينكر أو يدين ويشجب، فبأي حق وشرع ودين يُقتل أطفال غزة وأبناء الدكتورة آلاء النجار. 

ازدواجية ممجوجة مقيتة. ومن دون إعطاء الحقوق ونشر العدل وحفظ كرامة الإنسان فلن يكون هناك سلام. 

وغزة ستقود التغيير وستكون نقطة التحوّل في العالم العربي أجمع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق