الخميس، 22 مايو 2025

الحرج الأوروبي من إبادة غزة

 الحرج الأوروبي من إبادة غزة

محمد هنيد

مثّل الموقف الغربي المشترك بين فرنسا وبريطانيا وكندا من الإبادة القائمة في غزة تحوّلا ظاهرا في ردة الفعل الغربية من المجازر الصهيونية المستمرّة منذ أكثر من عام ونصف العام.

يتضمّن الموقف الجديد تهديدا بمراجعة الشراكة بين الدول الأوروبية وإسرائيل في حال تواصلت سياسة القتل والتجويع .

لا يمثل الموقف تطوراً في الساحة الأوروبية بقدر ما يشكل نوعا من تصعيد ردّ الفعل أمام بشاعة المذابح المتواصلة في قطاع غزة والحرج أمام الرأي العام الداخلي. 

  لكن لا أحد قد يصدّق أن الدول    الغربية بما فيها كندا والتي موّلت  المذبحة بالسلاح والجنود والتعتيم الإعلامي قد تقدر على قطع        علاقتها مع الكيان الذي شاركت   في صناعته وتمويله والتغطية      عليه.                                   

الموقف الأوروبي الرسمي مُحْرج اليوم بسبب قدرة الشعوب على الاطلاع مباشرة عبر وسائل التواصل على حجم الجرائم المرتكبة في فلسطين بدعم من الحكومات الأوروبية نفسها. وهو موقف سياسي تحكمه أجندات انتخابية وإكراهات حزبية وإملاءات مرحلية وليس موقفا مبدئيا ثابتا من القضية الفلسطينية أو من قضايا العرب والمسلمين بشكل عام.

لن يكون حال ما بعد غزة كما كان قبلها فرغم العجز عن نصرة غزة وإيقاف المذبحة وإدخال المعونات والطعام إلا أن ما ستتركه الإبادة في الوعي الفردي والجماعي للأجيال القادمة سيخلق على المديين المتوسط والبعيد موجات ارتدادية خطيرة في كامل المنطقة. 

صحيح أن غزة قد خسرت خيرة رجالها ونسائها وأطفالها لكنّ خسارة المشروع الصهيوني للفكرة التي تأسس عليها وانكشاف حقيقته التاريخية والحضارية خسارة قاتلة لا يمكن للكيان المحتل تعويضها أبدا مهما فعل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق