ثورة غضب لرسالة إبادة صهيونية وقحة!
د. محمد المقاطع
ما أقبح الإجرام! ويا لساديةِ المُجرم وفاشيتِهِ! ما يحدث في غزة تجاوَز كل كلمة أو عبارة أو وصف يمكن أن تُعبّر عنه لغةٍ.
ما يحدث في غزة يفوق الإبادة الجماعية!
ما يحدث في غزة يتجاوز التطهير العرقي!
ما يحدث في غزة يتخطى الكراهية والحقد والغلّ الأسود!
فقتل المدنيين الأبرياء في خيامهم ومآويهم، وتقطيع أوصال الأطفال، وقصف المستشفيات، وقطع المياه، ومنع الأكل لإطباق نهج التجويع، والتنكيل والتمثيل والتعذيب، وهدم البيوت والمساجد والمدارس والمرافق، بل تسوية غزة - التي كانت عامرة - بالأرض، لتحويلها قاعاً صفصفاً، كل ذلك بعض مما يحدث في غزة!
وإليكم ما يقوله هذا الكيان اللقيط المجرم الفاشي، الذي تتلذذ زعامات عصاباته بسفك دماء الفلسطينيين وشربها بكل صلف وبرود ووقاحة وإجرام وفاشية، إليكم ما يقوله المنشور الأخير الذي ألقت به العصابات الصهيونية ومرتزقتها على سكان غزة:
«إلى سكان غزة، بعد ما حدث في نهاية الهدنة المؤقتة، وقبل أن نبدأ تنفيذ خطة ترامب الإجبارية التي سنمضي بها، سواء أعجبكم ذلك أم لا، هذه آخر فرصة لأي شخص يمكنه تزويدنا بمعلومات مقابل دعم مالي. فكّروا في هذا: خريطة العالم لن تتغير إذا اختفى شعب غزة، لن يلاحظ أحد محوكم، ولن يسأل عنكم أحد، لا أميركا ولا أوروبا تهتم بغزة، حتى الدول العربية، فهم حلفاؤنا، يزودوننا بالمال والنفط والسلاح، وكل ما يرسلونه لكم هو الأكفان.
اللعبة ستنتهي قريباً.
خريطة العالم لن تتغير إذا اختفى شعب غزة. لن يلاحظ أحد محوكم، ولن يسأل عنكم أحد!
اللعبة ستنتهي قريباً»!
هذه وقاحة وفاشية وإجرام العصابات الصهيونية التي تحتل فلسطين، والتي أقامت كيانها اللقيط هناك، إنها باختصار كيان وحوش بشرية تتلذذ بمناظر الدم، بل وتتلذذ بسفك دماء الفلسطينيين في غزة ونهش أجسادهم، إنه كيان لقيط من الوحوش التي لا تمتّ للبشرية بصِلة، تلك عقيدتهم، وذلك قوام كيانهم، جميعهم وحوش نُزعت منها الآدمية، وتم تدريبهم على القتل والنهب والسفك والإبادة، فتحوّل كيانهم إلى أكبر سجن ومسلخ مفتوح للبشرية على الإطلاق، بل إنهم يرون ويمارسون القتل والتجويع والتدمير والإبادة على أنها لعبة وتسلية، كما تتسلى الوحوش بنهش فريستها، فغزة بالنسبة لهم فريسة!
ومنشورهم الأخير يؤكد ذلك ويجسّد الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والكراهية والحقد على البشر واستباحة دمائهم ووجودهم وبقائهم، وها هم يمارسون ذلك باسم العالم أجمع، باسم أميركا وباسم أوروبا وباسم العرب، والأوقح يمارسونه باسم ترامب، فهل تقبل أميركا بذلك؟!
إنهم يعتبرون أولئك، أميركا وأوروبا، بل والعرب، وعلى رأسهم ترامب، شركاء لهم فيما يقومون به من إجرام وإبادة جماعية وتطهير عرقي وسفك للدماء، واستباحة ليس لها مثيل!
فهل يقبل مَن يصمت منكم أن يكون شريكهم فعلاً؟!... عارٌ عليكم.
إن غضباً في داخل البشرية سينفجر - عاجلاً وليس آجلاً - من جراء هذا الإجرام، من جراء هذه الإبادة الوحشية، من جراء التلذذ بشرب دماء الفلسطينيين، غضب سيطول كل مجرم وشريك، غضب لن تتردد البشرية ولا دولها ولا منظماتها الدولية في السكوت عنه، وسيكون لهذا الغضب تحركاته وآلياته ونتائجه وبالاً على رأس كل مجرم وشريك.
وها هي أوروبا بدأت تتحرك، بعد أن لامس الجرم نبضها الإنساني، وها هي أوروبا بدأت إجراءات عملية في مواجهة «الكيان المارق»، وها هي أميركا، وهذا هو ترامب بدأ بتحرك فعلي لوقف آلية الإجرام والإبادة الجماعية الصهيونية، فأين أنتم يا عرب؟ وأين أنتم يا مسلمون؟ يجب أن تكونوا في رِكاب ثورة الغضب، غضب البشرية والمسلمين والعرب ليكون ثورة عارمة تقتلع الكيان اللقيط، فالغضب آتٍ آتٍ آتٍ، وذلك وعد رباني راسخ.
«وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق